عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Sep-2025

غزة ونموذج أردني إماراتي إنساني يحتذى*خالد دلال

 الغد

من بين مختلف دول العالم التي هبت لنجدة غزة الصمود بالغذاء والدواء ومختلف المساعدات الإغاثية، خلال ما يقرب من سنتين على الحرب الدموية الفاشية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المرابط في القطاع المنكوب، تقدم الأردن والإمارات نموذجا إنسانيا متقدما للحد، قدر المستطاع، من مجاعة ودمار شامل يعصف بغزة وأهلها.
 
 
ديمومة المساعدات الأردنية الإماراتية، رغم عظيم التحديات والعراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي، تنبع من إيمان بلدين شقيقين بأن واجب الأخوة وروابط العروبة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، في ترجمة مبادئ التكافل والتضامن الإنساني على أرض الواقع، يتقدم على سواه في نجدة شعب يواجه ما يواجهه من بطش دولة محتلة متطرفة لا تمت للإنسانية والضمير البشري بصلة.
ما يميز التعاون الأردني الإماراتي أنه يقوم وفق منظومة عمل متكاملة منضبطة، تراعى أدق الاحتياجات والتفاصيل ليأتي تلبية نداء الواجب واقعيا متناغما مع ما يحتاجه شعب غزة الصامد من مساعدات على اختلافها.
تدفق المساعدات الأردنية الإماراتية إلى القطاع بمختلف الوسائل، جوا وبرا وبحرا، هو تأكيد على إصرار البلدين على القيام بواجبهما الأخوي الإنساني للتخفيف من وطأة ظروف معيشية معقدة، ليلقى كل ذلك الترحيب والتقدير من شعب غزة، وهو ما يلمسه القاصي والداني عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
بناء الأمل والتفاؤل في قلب مشهد إنساني ملتهب، بفعل فظائع دولة احتلال مارقة، هو ما تسعى المساعدات الأردنية الإماراتية لتجسيده، رغم ظلامية الواقع وعظيم مصائب الحصار الخانق الذي تواجهه غزة بفعل آلة القتل الإسرائيلية الوحشية.
ما أسس فعلا لنجاح التعاون الأردني الإماراتي المشترك هو تكاملية الخبرات أردنيا والقدرات إماراتيا لتتشكل تجربة استثنائية في العمل الخيري العربي، عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والهلال الأحمر الإماراتي وغيرهما من المؤسسات.
إنه نموذج عربي يحتذى، وقد استطاع من إحداث الفارق الإيجابي. وهو، بكل تفاصيله، يصب في هدف واحد تختصره الحكمة الصينية الشهيرة، ومفادها: «أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام».
وفعلا، فقد نجحت يد الخير الأردنية الإماراتية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الأبرياء في غزة، بعيدا عن الشعارات الشعبوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. «وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ».