الدستور
دخول أميركا على حلبة الصراع الإسرائيلي الإيراني، حاسمٌ وقاصم، رغم أنه لم يفاجئ أحدًا، خاصة الطرف الإيراني، الذي لم تغب عنه حقيقة التحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي، والمدى الذي سيبلغه عندما يتعلق الأمر بكيان الاحتلال الإسرائيلي.
هذا الاعتداء الأميركي الذي كان مُنتظرا، لا جديد فيه، حتى الخداع في توقيته، ليس مستغربًا من نتنياهو قائد العدوان، الموصوم بالمراوغة والخداع والمباغتة.
الملفت والمدهش واللغز، هو أن تشخيص مصلحة النظام الإيراني، التي تميزت بالدهاء والتقية، لم تعمل لتفادي إدخال ترامب إلى دائرة العدوان، وهو الذي سيسجل هذا العدوان على إيران، إنجازًا تاريخيًا يزهو به، على رأس قائمة إنجازاته الراهنة، التي تخلو من أي إنجاز إيجابي !!
نظام الملالي سوف يهادن ليحول دون استمرار العدوان، وسيتجرع خامنئي السم، مبررًا ذلك بسابقة التطامن والتراجع الأولى في التاريخ الإيراني المعاصر، عندما أعلن آية الله الخميني في 1988.8.8 الرضوخ لإنهاء الحرب العراقية الإيرانية.
النجاح في ردع إيران، سوف ينفخ الإرهابي نتنياهو، غرورًا وزهوًا وغطرسةً، وسوف يمد هذا الردع في عمره السياسي، ويمكنه من كسب انتخابات الكنيست القادمة، والجنوح بالكيان التوسعي الإسرائيلي، إلى مزيد من الغطرسة وإلى المضي في مخططات التوسع، في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المنكوب.
يشكل الإرهابي نتنياهو، خطرًا على الإقليم وعلى بلادنا، مما يدعونا إلى التركيز على مصالحنا، وفرض المزيد والمزيد من هيبة الدولة ووقاية وحدتنا الوطنية والالتفاف حول العرش الهاشمي الراشد الحكيم.
الوعي، هو الذي ما انفكت الجهات المعادية لبلادنا عن اللعب عليه، وهو وعي لا يزال رغائبيًا، تداهنه الطليعة وتتملقه وتسترضيه، بدل مكاشفته ووضعه أمام الحقائق القاسية، ومواجهة السوداويين الذين يلفقون ويفترون وينتقصون ويجرّفون الثقة به.