عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2025

دمار وآخر في غزة من دون أي جدوى

 الغد

يديعوت أحرنوت
آفي يسسخروف
21/7/2025
 
قطاع غزة أصبح موقع أنقاض عقارية من الأكبر في العالم، والجيش الإسرائيلي هو مقاول التنفيذ. في كل صورة تأتي من القطاع، في كل تقرير تلفزيوني تنكشف حجوم هذا الحدث، دمار، بحجوم توراتية حقا، في كل مرة يشرح لنا بشكل مختلف. تارة الهدف هو "هزيمة لواء خانيونس"، وتارة الحاجة إلى الدفاع عن "محور فاصل"، تارة يكون هذا "العلة المفهومة"، للدفاع عن قوات الجيش الإسرائيلي، غير أن في هذه الأثناء يصاب جنود الجيش وكذا مقاولو التنفيذ (مشغلي الآليات الهندسية الكبيرة) في أثناء تنفيذ الهدم. في الأسبوع الماضي مثلا علم من جملة مواقع إخبارية في إسرائيل عن التطور "الدراماتيكي" الأخير في الحرب في قطاع غزة. الجيش الإسرائيلي شق محورا جديدا يقسم خان يونس إلى قسمين ويسمى محور "درع بأس" (ماغين عوز). وحسب التقارير، فإن المحور الجديد الذي يصل إلى محور موراغ الجديد – القديم، يفترض أن يؤدي إلى هزيمة لواء خان يونس لحماس، اللواء الذي سبق أن هزم في الماضي وصفي معظم قادته. أول من أمس، علم أن القوات تهدم مبان على طول كل المحور للدفاع عنه، ويدور الحديث عن مئات المباني.
 
 
وهذا في واقع الأمر هي خلاصة القتال كما نراه في الميدان هذه الأيام. صحيح أنه يكتشف مزيد من الأنفاق ويقتل مزيد من المخربين، لكن لشدة الأسف لا يوجد هدف حقيقي لهذه الحرب. القتال في الميدان يجري في الغالب من دون عدو في بؤرة الاستهداف ولا حتى سكان في المحيط. ببساطة هدم مكثف للمباني مشكوك في أن يجدي للتخلص من حماس، لكن تنم عنه رائحة كالثأر. الهدم اصبح هدفا بحد ذاته، ليست واضحة غايته، إلا إذا سعى أحد ما، إلى أن يمنع كل عودة للفلسطينيين للسكن في القطاع.
غير أنه لشدة الأسف، فإن الأعمال الهندسية المكثفة، هذه لن تسرع تحرير المخطوفين ولن تدفع قدما إلى حل في غزة على نمط "تقويض حماس".
أحد ما تشوش بين هدم المباني، الأحياء والبلدات وبين تقويض المنظمة.
المؤيدون المتحمسون لنتنياهو يواصلون بيع قصص واختلاقات على أننا على مسافة نحو خطوة من "النصر المطلق"، للمرة التي من يدري كم. حي غزي آخر في الخرائب، مدينة مدمرة أخرى، تفجير آخر. تقارير عن المس بكبار رجالات حماس، بكبار رجالات الجهاد، أسماء قلة في إسرائيل يعرفونها. مشكوك في أن يكونون حتى في قيادة حماس في الخارج، يعرفون عمن يدور الحديث.
في هذه الأثناء، مزيد من جنود الجيش الإسرائيلي يقتلون. ومزيد من الجنود الذين يضعون حدا لحياتهم بسبب الفظائع التي رأوها، بسبب التجارب التي مروا بها. معظم مواطني هذه الدولة ينظرون إلى ما يجري في غزة ويسألون أنفسهم - من أجل ماذا؟ لماذا ترفض هذه الحكومة ورئيسها صفقة مخطوفين شاملة؟ مزيد ومزيد من الأمهات والآباء الذين يخدم أبناؤهم في غزة يصعب عليهم التصديق بأن الابن أو الابنة يدخلان مرة أخرى إلى القطاع، إلى جولة أخرى بلا غاية باستثناء هدم البيوت والأحياء. فهل يعتقد أحد ما حقا بأنه بعد لحظة سيرفع مسؤولو حماس القلائل المتبقين على قيد الحياة أعلاما بيضاء ويخرجون بأيد مرفوعة من الأنفاق؟ حماس لا ترفع علما أبيض، ولن تفعل هذا. من جهتها فلتدمر أحياء أخرى في غزة، من جانبها فلتقم مدينة إنسانية أخرى في رفح. هكذا فقط ستزداد الضائقة في القطاع، مزيد من الأطفال والنساء الغزيين يعانون ويموتون، هذا يصب في صالح ترويج دعايتها في العالم وفقط يزيد الكراهية لإسرائيل في كل زاوية من المعمورة. وبالنسبة لحماس، إذا انتقلت إسرائيل إلى هدم منهاجي لأحياء في مدينة غزة أيضا (الذي حتى الآن امتنعت عن فعله)، فهذا فقط سيفعل خيرا أكبر للمنظمة في المدى الزمني البعيد. مزيد من الأطفال الغزيين سيتجندون لحماس وسيرغبون في القتال ضد الإسرائيليين، يأس آخر في القطاع ينمي فقط الأمل لحماس. على خرائب غزة هم يبنون منذ الآن مستقبل المنظمة لعشرات السنين المقبلة.
إذن ما العمل؟ فعندما حاولت حكومة نتنياهو جعل حماس ذخرا، عندما سمحت للمنظمة بالنمو، ببناء نفسها، استعدوا لمذبحة 7 تشرين الأول (أكتوبر). والان ماذا؟ إذا أوققنا الحرب ضد حماس، فإنهم سيبدأون بإعداد "7 تشرين الأول (أكتوبر)". غير أنه هنا كان يفترض بهذه الحكومة أن تعد خطة "اليوم التالي". فور بدء الحرب في غزة، كل من له عينان في رأسه استجدى الحكومة ورئيسها لإعداد بديل لحكم حماس والاستعداد "لليوم التالي". لكن هذا الائتلاف كان منشغلا في تمرير قوانين الانقلاب النظامي، قوانين التملص من الخدمة. في الوقت الذي فيه أفضل أبنائنا يقاتلون، يصابون، يقتلون، يضحون بحياتهم، هذه الحكومة انشغلت بمناورات تمنع انتخابات مبكرة، وبالبقاء على كرسي الحكم إلى أبد الآبدين.
إذا رغبت إسرائيل في يوم من الأيام بإنهاء هذه الحرب، سيتعين عليها أن تسعى إلى تسوية مع دول عربية ومع السلطة الفلسطينية، تؤدي إلى طرد حماس من الحكم في غزة ونزع سلاحها. تسوية كهذه يمكن أن تكون على جدول الأعمال إذا اضطرت إسرائيل لفعل ذلك لكنه مشكوك في أن تكون هذه الحكومة ترغب في ذلك. فهي تواصل فقط اتهام الجيش، الاعلام، المعارضة، الكل مذنبون في الغرق في الوحل الغزي باستثناء السياسية الفاشلة لهذه الحكومة.
في نهاية الآمر حتى حكومة نتنياهو ستكون ملزمة بعد ذلك، لأن الجمهور الذي يخدم في الجيش، يدفع الضرائب، يخلص للدولة وليس لرئيسها، لن يصمد في هذا لزمن طويل آخر ولن يوافق على مواصلة هذه الحرب إلى الأبد.