عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jun-2025

الفرار من حيفا وتل أبيب.. هجرة عكسية تربك الدولة العِبرية

 الغد

الأراضي المحتلة - في ميناء هرتسليا المُطل على البحر المتوسط، وقف عدد من الإسرائيليين يستنجدون بالمراكب واليخوت والأمواج كي تحملهم معها، لا لمغادرة المدن الكبرى نحو مدن أقل خطرا، بل للهروب خارج إسرائيل.
 
 
وقد أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن ميناء هرتسليا بات شبيها بمحطة مؤقتة، فبدءا من الساعة السابعة صباحا يبدأ الإسرائيليون في التوافد مُحمَّلين بأمتعتهم باحثين عن أي يخت ينقلهم إلى قبرص، ثم منها إلى أي مدينة أوروبية.
 
أسوأ ما يُهدِّد كيان الاحتلال هو نزيف العقول: العلماء والمهندسون والأطباء يبحثون عن أماكن أخرى. هذا ليس نزوحا للأفراد فقط، بل فقدان للموهوبين الذين يبنون الدولة.
وعلى شاشات التلفاز، يتبارى المحللون العسكريون في قراءة خرائط غزة، ويتحدثون عن تحقيق الأهداف العسكرية التي قد تُسبِّب أضرارا جانبية هي دماء الفلسطينيين.
ويعلم الجميع، المُشاهد والمحلل، بأن نتنياهو الذي لا يهتم بشيء يماثل بقاءه في منصبه، فإنه صادق في وعده بأن تعيش إسرائيل حاملة سيفها للأبد. لكن هذا السيف، له ثمن، ثمن المقاومة، والصواريخ التي باتت تدك قلب إسرائيل باستمرار.
ويجد بعض اليساريين أسبابا أكثر أخلاقية للخروج من دولة الاحتلال، مثل الشابة الإسرائيلية درور سادو، التي اعتبرت أن قرار خروجها من إسرائيل جاء بسبب صدمتها من الدعم الشعبي للحرب الذي أدى إلى وفاة عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من المدنيين، إذ إن الرغبة في إسالة الدم الفلسطيني لم تعُد مقصورة على مَن يُوصَفون بـ"المتطرفين"، بل انتشرت حديثا في صفوف اليسار الإسرائيلي نفسه، الذي بات يتحدث عن "حرب عادلة".
وبجانب هؤلاء الذين يتحدثون ويُخطِّطون ويُعبِّرون عن رغبتهم في الرحيل، توجد فئة أخطر ترحل في صمت ولا تقول شيئا حتى صعودها سُلَّم الطائرة، مثل طبيبة أطفال معروفة ذهبت في إجازة، قبل أن تعلن أنها ستُمدِّد إقامتها في الخارج ثلاث سنوات.
في غضون عام واحد، انتقلت آلاف الأسرة الإسرائيلية للعيش في أكثر من خمس مناطق مختلفة، قبل أن تخطر لهم الفكرة البديهية، وهي النزوح إلى جزيرة كريت اليونانية، وليس لقضاء إجازة هذه المرة، بل للاستقرار.
ليست هذه هي الأسرة الوحيدة التي اختارت الذهاب إلى اليونان، البلد الأوروبي الذي يتميَّز بجو قريب من الطقس الذي يعرفه سكان دولة الاحتلال، وتوجد فيه الكثير من الاستثمارات الإسرائيلية التي زادت بعد عملية "طوفان الأقصى".-(وكالات)