عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Sep-2025

ترامب ونتنياهو: وضع النقاط على الحروف*حسن فهد ابوزيد

 الدستور

وُضِعَت خطة من 21 بندًا لإنهاء الحرب على غزة. العنوان الرئيس للقاء بين (ترامب ونتنياهو) هو   وضع النقاط على الحروف   ومن المتوقع أن يكون هذا اللقاء مختلفًا عمّا سبق من لقاءات بين الحليفين، كما يتوقع المراقبون والرأي العام الدولي والعربي. سيُرسم خلاله ملامح المرحلة المقبلة للعلاقة بين الموقف الأمريكي (بقيادة ترامب) والإسرائيلي (بقيادة نتنياهو).
 
منذ اندلاع الحرب الظالمة على غزة ظلّ الموقف الأمريكي منحازًا تقليديًا إلى جانب إسرائيل، لكن المشهد الراهن يختلف بظهور إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته المعلنة في رؤية نهاية للحرب. هذه الرغبة تثير عدة تساؤلات: هل هي جدية أم مناورة انتخابية؟ وهل يمكن لنتنياهو أن يستجيب فعلاً لمثل هذا المطلب في ظل أزماته الداخلية وحساباته الإقليمية، أم سيستمر في تهوره وعنجهية موقفه، ومواصلة ارتكاب ما تُوصف جرائم حرب لم يشهد التاريخ مثلها؟
 
لا شك أن ترامب يسعى لتسجيل إنجاز سياسي خارجي يخدم حملته الانتخابية ويعطيه صورة «صانع سلام»، لا سيما بعد لقاءاته مع عدد من القادة العرب والمسلمين، ومن بينهم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الذي حمل حضوره رسالة مهمة لوقف هذه الحرب. والتناقض الواضح هنا يكمن في دعمه اللامحدود لإسرائيل من جهة، وحديثه عن ضرورة إنهاء الحرب من جهة أخرى. تصبح مصداقيته حينها على المحك، خاصة إذا لم يترافق موقفه مع ضغط سياسي حقيقي وفعّال على حكومة نتنياهو.
 
تتوقع الأوساط السياسية أن يواجه نتنياهو خلال هذا اللقاء ضغوطًا أميركية تُغَيّر من بعض سياساته، لا أن تبقى مجرد تصريحات. نتنياهو، على ما يبدو، يراهن على عامل الزمن والدعم الأمريكي غير المشروط لتعزيز مواقفه الداخلية المأزومة؛ فالحرب بالنسبة له أداة للبقاء السياسي، وأي وقف لها دون ما يصفه «نصرًا ملموسًا» سيُفسَّر داخليًا كخسارة قد تُطيح بمكانته أمام شركائه المتطرفين في الائتلاف.
 
في حال شعر نتنياهو بتراجع الدعم عنه، سيصبح في موضعٍ أضعف، لا سيما مع الضغوط الدولية والاتهامات التي تُسقطه تحت طائلة المسؤولية عن جرائم حرب، إضافةً إلى الضغوط الداخلية الإسرائيلية لإنهاء الحرب والعمل على إعادة الأسرى سالمين إلى ذويهم. يتوقع المراقبون أن اللقاء المرتقب سيظهر عمق الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقد يغادر نتنياهو بالهزيمة السياسية أو على أقل تقدير بخفي حنين.
 
وضع النقاط على الحروف يتطلب من واشنطن حسب الموقف المطروح وضوحًا وعملاً وليس تصريحاتٍ عابرة. إذا كان ترامب جادًا في رغبته بإنهاء الحرب، فعليه أن ينتقل من مربع الأقوال إلى مربع الأفعال، وأن يوازن بين حساباته الانتخابية ومصالح المنطقة التي تغلي فوق برميل بارود.
 
من بنود الضغوط المتوقعة أن يطالَب نتنياهو بالتخلي عن فكرة ضم أجزاء من الضفة الغربية وإيقاف أي خطوات ترمي إلى تغيير الوضع الديمغرافي أو فرض حلول أحادية تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين. كما أن بند الانسحاب الكامل سيضعه أمام ناخبيه وشركائه في الحكومة المتطرفة في موقف محرج، لا سيما وزراء اليمين المتشددين مثل  سموتريتش و بن غفير الذين لطالما دعموا سياسات متشددة. واعتبرا أن هناك ثمة خطوط حمراء بجانب لا يتجاوزها ...وان الصهيونية اليهودية ترفض ذلك .
 
تتداول بعض المصادر أن نتنياهو سافر إلى واشنطن متوترًا، ما يعكس إدراكه أن اللقاء قد يفرض عليه خيارات صعبة   إما الاستجابة لما يُعرض عليه وإما المخاطرة بتبعاتٍ سياسية قاسية عليه وعلى حكومته المتطرفة. وفي كلتا الحالتين، تبدو إسرائيل على أبواب مرحلة لن تصل فيها إلى ما كانت تصرح به كأهدافٍ نهائية للحرب، مما قد يجعلها الخاسر الأكبر على المدى السياسي والاستراتيجي.