عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Dec-2025

قمة العراقة السياسية بين الاتحاد الأوروبى والمملكة الأردنية الهاشمية* حسين دعسة
الدستور المصرية -
 
مع إطلالة الأيام الأولى من العام الميلادى الجديد، ستُعقد فى العاصمة الأردنية، يوم 8 يناير 2026، أول قمة بين الاتحاد الأوروبى والأردن، قمة التعاون والعراقة السياسية والحضارية، قمة تحتضنها المملكة النموذج، بتزامنها مع استمرار احتفالية اليوبيل الفضى لملك فى القيادة الحكيمة المستنيرة للمملكة، وللظهور الملكى الهاشمى  المستنير فى الأردن والمجتمع الدولى والأمن الإقليمى القوى. 
.. وفى معطيات القمة:
*أولًا:
سيمثل الملك الهاشمى عبدالله الثانى، المملكة الأردنية الهاشمية.
*ثانيًا:
سيمثل رئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الاتحاد الأوروبى فى القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبى  والأردن التى  ستعقد فى عمان فى 8 يناير 2026.
 
*ثالثًا:
تركز القمة على العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية، كما هو منصوص عليه فى  الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الاتحاد الأوروبى والأردن الموقعة فى يناير 2025. كما سيناقش القادة التحديات العالمية الحالية، بما فى  ذلك الوضع فى الشرق الأوسط وأوكرانيا والأمن والتجارة والهجرة.
 
*رابعًا:
الأردن شريك استراتيجى للاتحاد الأوروبى، ويلعب دورًا محوريًا فى  الشرق الأوسط. ويُقدّر الاتحاد الأوروبى بشدة قيادة الأردن وكرمه فى  إيواء اللاجئين السوريين لأكثر من عقد. وستتيح قمتنا الثنائية الأولى فرصةً عظيمةً لتعزيز شراكتنا ومواجهة التحديات المشتركة فى هذه الأوقات العصيبة.
.. وشهدت العاصمة عمان، أبرز اللقاءات التحضيرية الأساسية، وفيه بحث الملك عبدالله الثانى ملك الأردن، مع نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية توطيد التعاون من خلال اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والشاملة.
اللقاء تناول أهمية البناء على الفرص الاقتصادية من خلال القمة الأردنية الأوروبية التى  ستستضيفها عمان فى  يناير المقبل.
كالاس تؤكد أهمية شراكة الاتحاد الأوروبى مع الأردن.
*الملك يلتقى نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية
.. وفى  بيان وصل «الدستور» نسخة منه، صدر عن الديوان الملكى  الهاشمى،  كشفت البيان، عن أنه ركز لقاء جلالة الملك عبدﷲ الثانى مع الممثلة السامية للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية كايا كالاس، على سبل توطيد التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبى، استنادًا إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والشاملة بينهما.
وتم التأكيد خلال اللقاء، الذى عقد فى  قصر بسمان الزاهر اليوم الأحد، على أهمية البناء على الفرص الاقتصادية المتاحة، لا سيما من خلال القمة الأردنية الأوروبية التى  ستستضيفها عمان فى يناير المقبل، بالإضافة إلى الملتقى الاقتصادى المشترك المزمع عقده العام المقبل بمشاركة مستثمرين من الجانبين.
كما تناول اللقاء المستجدات الإقليمية وضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة فى  المنطقة والحفاظ على سيادة الدول، وتم التشديد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأعاد جلالته التأكيد على ضرورة الالتزام ببنود اتفاق إنهاء الحرب فى غزة وضمان تدفق المساعدات الإغاثية، فضلًا عن وقف الإجراءات الأحادية ضد الفلسطينيين فى  الضفة الغربية.
وبدورها، أكدت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية أهمية شراكة الاتحاد الأوروبى مع الأردن والحرص المشترك على تعميق التعاون فى مختلف المجالات، مشيرة إلى الدور المحورى  للمملكة فى  المنطقة.
وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين أيمن الصفدى، ومدير مكتب جلالة الملك، المهندس علاء البطاينة
 
*رؤية هاشمية.. ووعى  على خلفية التعاون المشترك.
فى  الأطر السياسية المشتركة، وضمن قواسم السياسة الأردنية واسعة الطيف حول العالم والمجتمع الدولى  والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، كانت الأردن ناظم دبلماسيا سياسى، العراقة التعاون ففى  يناير  2025، ارتقى الاتحاد الأوروبى  والأردن بعلاقتهما إلى مستوى أعلى بتوقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التى تغطى خمسة محاور للتعاون: العلاقات السياسية والتعاون الإقليمى؛ الأمن والدفاع؛ المرونة الاقتصادية والتجارة والاستثمار؛ رأس المال البشرى؛ الهجرة والحماية ودعم اللاجئين. وتدعم هذه الشراكة حزمة مالية واستثمارية للفترة 2025-2027، تُقدر بثلاثة مليارات يورو.
.. وفى  المؤلف من التعاون، أن طبيعة العلاقات الشاملة، ترتكز الشراكة الاستراتيجية الشاملة على علاقة متينة قائمة بالفعل، ترتكز على اتفاقية الشراكة المبرمة عام ٢٠٠٢ وأولويات الشراكة الأردنية الأوروبية «٢٠٢١-٢٠٢٧». وقد عُقد آخر اجتماع لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبى  والأردن فى  ١٥ يوليو ٢٠٢٤
.. وبالعودة، استراتيجيًا ودبلوماسيًا، إلى مؤشرات البيان الصحفى، الذى كان صدر فى يوم 
15 يوليو 2024، بشكل مشترك- الاتحاد الأوروبى والأردن، خلال اخر لقاءات القمة، إذ يؤكدان شراكة أقوى من أى وقت مضى فى مجلس الشراكة الخامس عشر.
عقد الاتحاد الأوروبى  والأردن الاجتماع الخامس عشر لمجلس الشراكة بينهما فى  15 يوليو 2024 فى بروكسل، حيث استعرضا شراكتهما المتزايدة الديناميكية والتعددية الأوجه.
 
.. وكل ذلك فى  إطار اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى والأردن «السارية منذ عام ٢٠٠٢» وأولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبى والأردن للفترة ٢٠٢١-٢٠٢٧ المُعتمدة فى يونيو ٢٠٢٢، أقرّ الطرفان بالأهمية التى يُوليانها لعلاقتهما. وفى  هذا السياق، أشارا إلى أن المشهد الجيوسياسى والأزمات المُستمرة قد تغيّرت جذريًا منذ اتفاقية أولويات الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبى. وأكد الطرفان استعدادهما للعمل معًا للارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
فى ذات آخر بيان مشترك، رحبوا بالتقدم المحرز فى سياق عملية التحديث السياسى  والاقتصادى والإدارى فى الأردن، بما فى  ذلك الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية الأخيرة، ومن خلال إصلاح الإدارة العامة فى الأردن، والجهود الرامية إلى زيادة تمكين المرأة والشباب فى صنع القرار وفى الحياة العامة. واتفق الجانبان على العمل معًا لمواصلة دعم بناء القدرات فى قطاع التعليم، بما فى ذلك، من بين أولويات أخرى، التعليم التقنى والتدريب المهنى، والمنح الدراسية، ومعالجة الفجوة التعليمية الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وأكدوا الدور المهم الذى  تلعبه منظمات المجتمع المدنى فى  تعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والازدهار. وبناءً على دعوة من السلطات الأردنية، سينشر الاتحاد الأوروبى  بعثة مراقبة الانتخابات «EOM» لمرافقة الانتخابات البرلمانية لعام 2024 فى الأردن.
 
وأكد الاتحاد الأوروبى التزامه المستمر بمساعدة الأردن فى معالجة التحديات المتعددة بنجاح فى سياق عدم اليقين المتزايد وعدم الاستقرار الجيوسياسى، كما يتضح من الالتزامات الجديدة التى تم التعهد بها خلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثانى ابن الحسين إلى بروكسل فى 7 نوفمبر 2023، والتى بلغت أكثر من 900 مليون يورو فى شكل منح وقروض، ومن خلال الاقتراح الأخير للمفوضية الأوروبية لعملية مساعدة مالية كلية جديدة بقيمة تصل إلى 500 مليون يورو.
 
اتفق الاتحاد الأوروبى  والأردن أيضًا على تعميق التعاون فى  مجال التنمية الاقتصادية وتنمية القطاع الخاص. وفى هذا السياق، ساهم الاجتماع الثانى لـ«منصة الاستثمار بين الاتحاد الأوروبى والأردن» وتنظيم أول «منتدى أعمال مشترك بين الاتحاد الأوروبى والأردن» فى  11 يونيو 2024 فى  عمّان فى  ترسيخ هذه الشراكة، ما يُمثل علامة فارقة أخرى فى جهود الاتحاد الأوروبى  لدعم التحديث الاقتصادى الطموح للأردن، وتعزيز الطاقة الخضراء والتحول الرقمى، وتعزيز استثمارات الاتحاد الأوروبى- لا سيما من خلال الخطة الاقتصادية والاستثمارية- وزيادة الصادرات الأردنية إلى الاتحاد الأوروبى.
كما أكد الجانبان التزامهما بمواصلة تعاونهما فى قطاع العدالة، وفى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تكثيف الجهود لمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة الذى يستهدف الأردن والدول المجاورة، بما فى  ذلك ما يترتب على ذلك من عواقب على الاتحاد الأوروبى. وأكد الاتحاد الأوروبى استعداده لمواصلة مساعدة الأردن فى مواجهة هذه التحديات، بما فى ذلك من خلال مرفق السلام الأوروبي.
 
.. وفى استقبال القمة القادمة، فى عمان أوائل العام الجديد، كانت أطر سابقة، حددت أن التعاون العريق يدل:
سيعمل الاتحاد الأوروبى والأردن على مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة ينهى الحرب والكارثة الإنسانية التى تسببها دون تأخير، ويؤكدان دعوتهما إلى التنفيذ الفورى والكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، ودعم اقتراح الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار الذى أُعلن عنه فى 31 مايو 2024، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.
 
ورحبوا بالقمة التى عُقدت فى  الأردن فى 11 يونيو بمبادرة مشتركة من جلالة الملك عبدالله الثانى، والرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس مصر، وسعادة أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل «دعوة للعمل: استجابة إنسانية عاجلة لغزة»، وأكد الاتحاد الأوروبى استعداده لتسخير أدواته لدعم إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الممر الأردني. وشدد الجانبان على ضرورة احترام القانون الدولى وحماية المدنيين وفقًا للمبادئ العالمية للقانون الإنسانى الدولى، ورفض أى عنف ضد المدنيين، وأى شكل من أشكال التهجير الفردى أو الجماعى، القسرى  أو غير ذلك، للفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما أكد الاتحاد الأوروبى والأردن على الدور الأساسى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فى توفير الخدمات الحيوية لملايين الأشخاص فى المنطقة، وأعربا عن التزامهما بمواصلة دعم الوكالة للوفاء بولايتها الأممية.
 
أكد الاتحاد الأوروبى والأردن مجددًا أن السبيل الوحيد لحل عادل ودائم وشامل للصراع فى  الشرق الأوسط هو حل الدولتين الذى ينهى الاحتلال ويؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة جغرافيًا وذات سيادة وقابلة للحياة، على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967، تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل فى سلام وأمن واعتراف متبادل، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمعايير المتفق عليها. كما أكد الاتحاد الأوروبى والأردن مجددًا أهمية الحفاظ على الوضع الراهن التاريخى للأماكن المقدسة فى القدس، بما فى ذلك ما يتعلق بالوصاية الهاشمية التاريخية عليها.
.. وفى القمة القادمة أوروبيا وأردنيا، هناك عديد الآفاق لوعى تلك الرؤى المشتركة، وهى تنهل من حرص الملك عبدالله الثانى، على ديمومة التعاون الناجح بين القارة الأوروبية والمجتمع الدولى والبلاد العربية.. والأردن مفتاح المرحلة الحضارية بكل أبعادها الممكنة.