عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Sep-2025

كلاكيت إبادة غزة بغطاء أميركي*محمود خطاطبة

 الغد

الكيان الصهيوني تجاوز كُل الحدود والشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية، في صورة توحي بأن القهر والذل والظلم وعدم العدالة تخيم على أُمتنا التي تمسكت بالسلام مع عدو لا يُريد سلامًا، ولا حتى يُريد قوة غير قوته، أو اقتصادا مُتقدما لأي دولة في المنطقة.
 
 
مُناسبة هذه المُقدمة، يتمثل بما أقدم عليه الكيان المسخ صباح يوم الثلاثاء الماضي، فمن أن غادرت طائرة وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، سماء عاصمة الإرهاب في العالم أجمع (تل أبيت)، حتى بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ وعيدها بإبادة قطاع غزة على رؤوس ساكنيه، وتحت غطاء أميركي «فج» أو «وقح».
غطاء أميركي، عسكري وأمني ولوجستي، في صورة تؤكد أن المسؤولين في إدارة البيت الأبيض غير آبهين بما أقدمت عليه «ربيبتهم» قُبيل أيام من قصف للعاصمة القطرية الدوحة، وقبل ذلك عدوان عسكري غاشم على غزة، منذ ثلاثة وعشرين شهرًا تقريبًا، لم يسلم منه رضيع أو طفل، أو بنت في مُقتبل عمرها، أو شاب لديه أحلام، أو شيخ كبير يتوكأ على أحفاده، أو أُم فقدت زوجًا أو ابنًا أو أخًا.
نعم، وللأسف، أقولها وفي القلب غصّة، أن هذه الإبادة الأخيرة، تُعتبر «كلاكيت» أخير في «ذبح» أو إبادة غزة عن بكرة أبيها، وما يؤكد أن الكيان المسخ أقدم على عدوانه ذلك أو إبادته تلك، تحت غطاء أميركي فاضح، هو ما صرّح به الوزير روبيو بأن «واشنطن تؤمن بوجود نافذة ضيقة جدًا للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة. وقمت بزيارة (إسرائيل) لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يُريد إطلاق سراح كُل الرهائن الأحياء والأموات».
فبعد كُل المجازر والإبادات والتهجير، والاعتداء على أكثر من دولة عربية وإسلامية، يطل علينا الوزير روبيو برأسه، ويؤكد أن المُهم لدينا هو إطلاق سراح «الرهائن»، أكانوا أحياء أم أمواتًا.. أما موت رضع وأطفال ونساء وشيوخ ومدنيين بغزة، فهذا ليس بحسبان الإدارة الأميركية.
مع بدء احتلال غزة، المُحتلة والمُحاصرة أصلًا، من جديد، أو إبادتها تارة أُخرى، يؤكد بوجه ليس فيه أي شك بأن أوضاع العرب، باتت مُعقدة إلى درجة توحي بأنه ليس بمقدورنا تقدير موقف، أو اتخاذ قرار، قد يكون صعبًا، لكنه بات حلًا أساسيًا في ظل الغطرسطة و»السعار» الصهيوني.
أخشى أن لا يلتفت أحد إلى أن الأُمة العربية في طريقها إلى مُنزلق خطير.. فالكيان الغاصب مُستمر في ضرب عواصم العرب دون حسيب أو رقيب، أو رادع قانوني أو أخلاقي أو إنساني، وبالنهاية سندفع الثمن.