عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Dec-2025

ديفرجان... احفظوا هذا الاسم جيداً* حمزة عليان
 
الجريدة -
يسمونه «أبو الأطفال الخدّج» في الكويت...
 
طبيب هندي جاء الكويت عام 1974، وهو الآن وصل إلى  ال 90 عاماً، التقيت به قبل أن يعود إلى بلده في صُبحية باردة بقاعة فندق الشيراتون، جاءها هذه المرة زائرا، بدعوة كريمة من الشيخة أوراد الجابر الصباح، التي تربطها وأسرتها به علاقة حميمة منذ زمن.
 
وقف أمام الميكروفون وارتجل كلمة بحق الطبيبين د. مازن العيسى ود. عبدالله الفرحان، بمناسبة تقاعدهما، قال: «الكويت بيتي ود. مازن العيسى مثل ابني».
 
 يُعد هو الأب الروحي للأطفال الخدّج في الكويت، وقد تخرّج على يديه وفي كلية الطب عشرات الأطباء، وعملت معه د. ماجدة حمود لسنوات، وهي الآن رئيسة قسم الأطفال بمستشفى الصباح.
 
في ذاكرته حكايات لا تتوقف عن البدايات الأولى لتأسيس وحدة الأطفال الخدّج أيام د. عبدالله الرشيد، كانوا 4 أطباء وقت التأسيس عام 1974، ووصل عددهم اليوم إلى 55 طبيبا، بعد أن أصبحت وحدة الأطفال إدارة مستقلة منذ عام 1995. 
 
أمضى 33 سنة في خدمة الأطفال الخدّج، أي الذين يولدون قبل موعدهم بأسابيع، ولهذا يُطلق عليهم «الأطفال الخدج»، لكن الوحدة تعالج الأطفال عموما مكتملين كانوا أو مرضى.
 
بعد عام 2007 صار يتردد على الكويت كطبيب زائر عدة مرات، ويرى أن الخدمات العلاجية للأطفال تطورت كثيرا، ليس في الكويت فقط، بل وفي العالم بفضل التكنولوجيا ورفع مستوى الرعاية الصحية التي تقدّمها، ومن حيث العدد وصل عدد الحالات التي يستقبلها مستشفى الولادة إلى 20 ألفا سنوياً، واليوم ارتفع الرقم إلى 50 ألفا على مستوى الكويت، وهذا أمر جيد ويعكس حجم الطلب على وحدة الأطفال.
 
د. ديفرجان يُضرب به المثل للمهارات التي تراكمت عنده والخبرة المكتسبة، ومواظبته على تفقّد المرضى الأطفال صباحا ومساء، بعد أن ينتهي من إعطاء دروسه بكلية الطب.
 
سألته: كم طبيبا تخرّج على يديك؟ أجاب: «بالمئات».. وكيف حال مستوى طب رعاية الأطفال؟ قال: «كنا نحاول مساعدة الأطفال المولودين ب 28 أسبوعا، الآن نأخذ الأطفال المولودين من عمر 22 أسبوعا».
 
له الفضل الكبير على الأطفال عموما، وعلى ما أعطاه وقدّمه لدارسي طب الأطفال بكلية الطب، وكل من عرفه أو تعامل معه يثني على أخلاقه وسعة صدره وأُبوته التي لازمته طوال فترة عمله، متعته في هذه الدنيا أن يعطي نعمة الحياة للأطفال المشوّهين بالولادة.
 
أهم مشكلة كانت تواجهه في علاج مرضى الأطفال الخدج هي كيفية التغذية لطفل لا يتجاوز وزنه 600 غرام والمحافظة على درجة حرارة جسمه. 
 
د. ديفرجان واحد من 26 ألف طبيب وممرض يخدمون في القطاع الصحي بالكويت، جاء من مدينة تشيناي، وهي عاصمة ولاية نادو الهندية، وهؤلاء الأطباء والممرضين يجمعهم «منتدى الأطباء»، الذي أقامته الجالية الهندية، وهي بالمناسبة الجالية التي يزيد عددها على المليون و300 ألف نسمة كأكبر جالية وافدة، ومعظم أبناء تشيناي وولاية كيرلا يعملون في القطاع الصحي، ووجودهم يعود إلى مرحلة ما قبل النفط.
 
وفي الواقع ينظر إلى الكوادر الطبية الهندية كأحد أعمدة وزارة الصحة وعلى قدر كبير من العلم والخبرة.
 
روى لي أحدهم أن أول طبيب بيطري استعانت به الكويت واستقدمته البلدية في عام 1947 كان هندياً.
 
يختزن د. ديفرجان في ذاكرته تاريخ طب الأطفال والخدّج على وجه التحديد، ولهذا يستحق أن يتطوّع أحد بتسجيل ما لديه من معلومات ووقائع تاريخية لا يملكها أحد غيره.