عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Sep-2025

عمدة لندن.. يشغل بال ترامب!*محمود خطاطبة

 الغد

في غمرة خطابات ملوك ورؤساء ومُمثلي الدول أمام الجمعية العامة للأُمم المُتحدة، في دورتها الثمانين، والتي عُقدت مؤخرًا، كانت جُلها نارية ووضعت النقاط فوق الحروف، فيما يخص القضية الفلسطينية، وما تُمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي من إبادة جماعية وتطهير عرقي، وعمليات تهجير، تجاوزت كُل الخطوط من أجل تنفيذها.. خرج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كعادته يُغرد خارج السرب.
 
 
خطاب الرئيس الأميركي تضمن عدة نقاط أو محاور، جمعيها كانت بعيدة عن القضية المركزية في العالم أو المنطقة (القضية الفلسطينية)، وأهمية الاعتراف بدولة فلسطينية، وإن كان هذا الاعتراف ناقصًا، كون الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح، وغير معروفة الحدود.
ما لفت نظري في تلك النقاط أو المحاور، هو إصرار الرئيس ترامب على المضي قدما بـ"عنصريته ومُعاداته للمُسلمين"، وذلك بعد أن ألمح في خطابة الأُممي إلى أن رئيس بلدية لندن، صادق خان، يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية في العاصمة البريطانية، إذ قال الرئيس الأميركي «انظروا إلى لندن، حيث لديكم رئيس بلدية سيئ للغاية.. لقد تغيرت كثيرًا. إنهم يُريدون تطبيق الشريعة، لكن هذا بلد مُختلف ولا يُمكنهم فعل ذلك».
وللعلم، مثل هذه التصريحات التي تصدر عن أكبر مسؤولي البيت الأبيض، ضد الإسلام والمُسلمين، ليست بجديدة أبدا، حيث حظر الرئيس ترامب نفسه، إبان حملته الانتخابية الرئاسية العام 2016، دخول مواطني دول ذات أغلبية مُسلمة إلى الولايات المُتحدة، ومن قبله كان وزير الخارجية الأميركي السابق، انتوني بلينكن، يؤكد بكُل عنجهية وتكبر، «أتيت إلى هُنا (تل أبيب) ليس كوزير خارجية الولايات المُتحدة، ولكن كيهودي»، ولطالما تفاخر بأنه يهودي الأصل.
وقبل ذلك بعقدين من الزمان كان الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، وبالتحديد في العام 2003، أي قُبيل تنفيذ عملية احتلال العراق، بأن الأخيرة هي عبارة عن «حملة صليبية»، وغير ذلك من المسؤولين ورؤساء مراكز بحثية، كأمثال المُدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، عندما كتب مقالًا قال فيه: «إن الجانب الإسلامي يزيد عادة من حدة القتال خلال شهر رمضان».. طبعًا لن ننسى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إذ صرح سابقًا بأن «الدين الإسلامي يعيش أزمة في كُل مكان من العالم».
كُل فترة، يخرج علينا مسؤول غربي، بتصريح خطير، قائم على الكذب والباطل والادعاء والفجور وعدم الدقة، من شأنه تأجيج مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مُسلم ومُسلمة.. مثل هذه التصريحات تدل على أن هُناك حقدًا دفينًا ضد الإسلام والمسلمين، أو أنهم يُنفذون خططا أمليت عليهم بليل طويل.
آلآن، يُغرد الرئيس الأميركي بأن «لندن تغيرت كثيرًا، وستعتمد قريبًا الشريعة الإسلامية، ولديهم رئيس بلدية (عُمدة) سيئ»، وكأن لسان حاله يقول بأنه خائف على عاصمة امبراطورية، كانت في يوم من الأيام «لا تغيب عنها الشمس»، مع العلم أنهم (الأميركيون والبريطانيون)، يعيثون في الأرض والعباد فسادًا وإفسادًا، غير آبهين إلى قواعد وقوانين ومواثيق دولية أو أخلاقية أو إنسانية.. وما اقترفته لندن وواشنطن في العراق وأفغانستان وفلسطين وغزة إلإ دليل بين، وشاهد على ليس إبادة واحدة بل مجموع إبادات، فضلًا عن نهب خيرات بلاد لم يرقبوا فيها إلًا ولا ذمة.
خاتمة القول، إن لسان الحال الغرب، وعلى رأسهم الشيطان الأكبر (البيت الأبيض)، عندما تأتي صناديق الاقتراع في بلادهم بُمسلم، فإن التهمة الجائرة، جاهزة، إذ يتم رفضه مُباشرة، ثم البدء بـ"شيطنته"، واتهامه باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان، على الرغم من أنه حصل على المنصب من خلال انتخابات حُرة نزيهة وشفافة.. أما في حال كان من غير المُسلمين، فإنه يُدعم بشتى الطُرق وعلى أكثر من صعيد.