عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Oct-2025

حسابات معقّدة*أ. د. صلاح العبادي

 الراي 

إنجازاتٌ عظيمة في منطقة الشرق الأوسط تحدّث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكان قد كشفَ تفاصيلها بالتقسيط.
 
أثار عاصفة من التكهنات حول مستقبلِ غزّة، فهو ذهب إلى أبعدٍ من موقفه، وتحدث عن فرصةٍ حقيقيةٍ لإنجازٍ عظيم في منطقة الشرق الأوسط، وكشف بأنّ الهدف هو استئناف مساعي السلام في المنطقة.
 
أعلن ترامب التفاصيل دون أن يترك الجوهرة طي الكتمان، وكان يطمئن بأنّ نتنياهو يدعم خطّته.
 
فهو تحدثَ عن الجميع باعتبارهم يريدون اتفاق غزّة آملًا باتمامهِ بعد اجتماعه مع نتنياهو الاثنين الماضي، بعد أن تلقى ردًا جيدًا من إسرائيل والقادة العرب كما قال.
 
وأشار إلى أنّ الخطّة تهدف إلى التوصلِ إلى سلامٍ أوسع في منطقة الشرق الأوسط؛ لكن داخل إسرائيل الانقسام على أشدّه.
 
وزراء مثل إيسرائيل كاتس يهددون بتدمير غزّة إذا رفضت حماس نزعَ سلاحها، ووزراء اليمين المتطرف يحذرون نتنياهو من أيِ صفقة.
 
كما أنّ ما يجري في إسرائيل من تعاظم قبضة التيارات اليمينيّة يقلق المتابعين للحل في غزّة؛ إذ يهدد شركاء اليمين المتشدد نتنياهو بتفكيك الحكومة إذا قبل أي صفقة، فيما يحاول زعيم المعارضة يائير لبيد تثبيت غطاءٍ حكومي للذهاب نحو الخطّة الأميركية وضمان تنفيذها من قبل الجانب الإسرائيلي.
 
فهل الحل بات على مفترقِ طرقٍ؟ وهل يمكن إجهاضُ مبادرةٍ بشرَ بها ترامب؟
 
وهل تملك واشنطن ما يكفي من النفوذ لفرض مبادرةِ سلامٍ قابلة للحياة؟ أم أنّ المصالح المتعارضة في إسرائيل أو من إسرائيل وحماس ستقود الخطّة إلى نصير خططٍ سابقة انتهت بلا نتائج؟!
 
فهل السلامُ يلوحُ بالأفق في غزّة رغمَ أنّه مثقلٌ بالعراقيل؟
 
خطّة ترامب لإنهاء الحرب تبدو كأنّها كخيطِ ضوءٍ في آخر النفق، بيدَّ أنّ الأمل يتشابك مع عقدٍ كثيرة.
 
فموافقة حماس ما تزال غائبة، وحسابات إسرائيل تبدو معقدة، أمّا رغبة واشنطن بإنجاز تاريخ يصطدمُ بواقعٍ متقلبٍ في المنطقة.
 
فهل ينجح الاتفاق بشقِ طريقهِ وسط هذهِ العراقيل؟
 
ساعاتٌ حاسمة أمام خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزّة.
 
اللقاء الرابع الذي جمع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض منذ أن تسلّم ترامب رئاسته الحالية في شهر كانون الثاني من العام الجاري، عبّر خلاله ترامب عن التفاؤل بوصولِ مساعيه إلى خواتيمها، إلا أنّ حركة حماس لم تعلن بعد موافقتها على الخطّة.
 
كما يواجه نتنياهو اعتراضاتٍ داخليّة، عبر عن أبرزها وزير الماليّة الإسرائيلي رئيس حزب الصهيونيّة الدينيّة بتسلئيل سموتريتش الذي قال إنّ أمن إسرائيل لا يتحقق من خلال اتفاقياتٍ دبلوماسيّة أو من خلال التزاماتٍ وضماناتٍ زائفة.
 
ما حظوظُ وصولِ الخطّة إلى خواتيمها؟ وعلى ماذا تفاوض وتراهن كلٌ من حماس وإسرائيل؟ وما أوراق التفاوض بيدِ حماس غير الرهائن؟ وإلى متى ستستمر إسرائيل في المقابل بالحرب وسطَ شبه العزلة الدوليّة التي تتعرضُ لها؟ وهل تنجحُ خطّة ترامب بإنهاء الحرب قبل اتمام عامها الثاني؟ وهل يمكن أنّ تسير الخطّة دون موافقةِ حماس؟
 
لقاء ترامب مع نتنياهو جاء بعد أيامٍ من كشف ترامب عن خطّته التي تتكون من واحدٍ وعشرينَ بندًا تهدفُ إلى إنهاء الحرب في قطاع غزّة خلال محادثاتٍ أجراها مع قادة دولٍ عربيّة وإسلاميّة على هامشِ اجتماعات الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
 
يبدو أن بوادر انفراجٍ قريبة في هذا الملف بدأت تطفو على السطح، بعد أن توصلت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل إلى اتفاقٍ بشأن خطّة ترامب لإنهاء الحرب في غزّة بعد محادثاتٍ جرت الاثنين الماضي.
 
موافقة حركة حماس تظلُ ضرورية لإبرام أي اتفاقٍ رسمي.
 
خطّة ترامب تتضمن كافة المبادئ التي حددها المستوى السياسي في إسرائيل لإنهاء العمليّة العسكريّة في غزّة؛ وهي تفكيك حماس عسكريًا وسياسيًا، إضافة إلى إخراج حماس كليًا من قطاع غزّة.
 
وزير الماليّة سموتريتش كان قد أبلغ نتنياهو قبل اللقاء بخطوطهِ الحمراء، منها ضرورة الانسحاب الحقيقي والكامل لحماس من غزّة وتفكيك البنية العسكريّة لحماس فوق الأرض وتحتها، وأن يبقى الجيش الإسرائيلي دائمًا في محيط غزّة بما في ذلك محور فيلادلفيا؛ لمنع التهريب وإعادة تسليح المنظمات في غزّة، وأن يحافظ على حرية العمل العملياتيّة في جميع مناطق القطاع.
 
كما اشترط عدم وجود أي دورٍ للسلّطة الوطنيّة في غزّة لا صراحًة ولا ضمنًا، وعدم ذكر الدولة الفلسطينيّة ولو بأدنى حد، معتبرًا أنّ وجودها يهددُ أمن إسرائيل، داعيًا لسحب فكرة الدولة من على الطاولة إلى الأبد، كما عبر عن أمله بأن يتم ترسيخ الضفّة الغربيّة كجزءٍ لا يتجزأ من دولة إسرائيل.
 
فهل سيكون الرئيس ترامب صاحب اللقب المؤقت الذي يظفر بجائزةِ نوبل ومن ثم يطلقُ أيدي نتنياهو طليقًة حتى ينهي المهمّة؟
 
نتنياهو الذي كان قد قال إنّ الحرب بدأت في غزّة وستنتهي في غزّة، هل يكتفي بجبهاتهِ السبع ويُكسر على الجبهة الفلسطينيّة؟
 
هذهِ الحرب التي جعلها معادلًة وجوديّة وجرفَ طوفانها الشرق الأقصى وقلب موازين القوى.
 
هل يمكن أن يتوقف نتنياهو هنا ويتجرع كأسَ السم الذي شرب منهُ خصومه؟
 
ترامب استقبل نتنياهو بثقةٍ عاليّة بشأن إنهاء الحرب في قطاعِ غزّة بلقاءٍ حاسم في البيت الأبيض، عرض خلالها ترامب خطّته التي عبر عن أمله بأنّها ستنهي الحرب في قطاع غزّة.
 
يبدو أنّ دولة قطر قادرة على إقناع حركة حماس بقبول خطّة ترامب بشأن غزّة؛ لإنهاء الحرب والتخلي عن سلاحها. في وقت يوجد فيه استياء كبير في دوائر صنع القرار بالداخل الإسرائيلي كون نتنياهو يتخذ قرارات فرديّة ومزعزعة للاستقرار بشكل كبير وآخرها العدوان على قطر. في وقت يرى مسؤولون أميركيون بأنّ ترامب قلقٌ للغاية بشأنِ محاكمته وربما يكون هذا سبب عدوانيته.
 
صحيفة هآرتس الإسرائيليّة نقلت عن إسحاق هرتسوغ وهو الرئيس الحادي عشر لإسرائيل، القول بأنّه يدرس إمكانية منح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عفوًا عن قضايا الفساد التي يحاكم بشأنها، وهو قد يكون مؤشراً لتمهيد الصفقة.
 
بالتزامن مع لقاء ترامب مع نتنياهو شهدت إسرائيل مظاهرات من قبل عائلات الرهائن الإسرائيليين التي حظت ترامب على التمسّك بالاتفاق الذي طرحه بشأن غزّة، وشعارات وقف الحرب لازمت الإسرائيليين مع اللقاء، وطالبوا ترامب بالوقوف معهم بحزم ضدّ أي محاولات من قبل نتنياهو لعرقلة الاتفاق، وكررت العائلات تحميل نتنياهو مسؤولية افشال مقترحاتٍ سابقة، لوقف إطلاق النار كان من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح أقاربهم.
 
حركة حماس كانت قد اعتبرت رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير شخصيّة غير مرحب بها والذي هو جزء من هذهِ الخطّة، وهذا كان على لسان عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران.
 
الوسطاء أُبلغوا من قبل حماس بأنّهم سيدرسون الخطّة بحسن نيّة، وسيقدمون الردّ الذي يعني استسلامهم في حال قبولهم تنفيذ بنودها.
 
وتبقى التساؤلات هل نحن أمام نهاية الحرب قبل اتمام عامها الثاني أم أمام خطّة ولدت ميتة؟