عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Jun-2025

احترنا من وين نبوسك يا قرعة*سلطان الحطاب

 الراي 

يقول الأردن الرسمي، إنه يرفض أن يمر سلاح المتحاربين، اسرائيل وايران، من سمائه، وقال انه لن يسمح باستعمال سمائه حماية لشعبه من سقوط الصواريخ أو المسيرات أو أي مقذوفات أخرى، بعد أن ثبت قصور بعض الأسلحة وتساقطها في طريقها قبل بلوغها أهدافها وقد حدث ذلك.
 
الأردن الرسمي وفي اكثر من مناسبة قال ذلك قولاً واحداً، وقالت مصادر ايرانية ايضاً ان الأردن رفض ان تستعمل أجواؤه وانها لم تفعل واستعملت منافذ اخرى في الجولان وخارج ارضه في شمال حدوده ولا توازي في ذلك مع إسرائيل. فقد ذكرت مصادره المعلنة ان الأردن رفض ان يسمح لها. باستعمال سمائه ومجاله الجوي والمصادر الإسرائيلية قالت إن اسلحتها لا تمر من سماء الأردن، وإن الأردن قد رفض ذلك وأبلغها بذلك.
 
ومع ذلك يخرج علينا من يدعي عكس ذلك ويصر على ان الأسلحة تمر من سماء الأردن برغبته وإرادته، وانه يريد بذلك حماية اسرائيل وأن يدافع عنها. فلا حول ولا قوة إلا بالله
 
"بنقول ثور بقولوا احلبوه»
 
احترنا يا قرعة كيف أو من وين نبوسك،
 
وهل على كل مسؤول أردني معني أن يحمل مصحفاً ويدوّر على الجميع واحداً واحداً ليحلف حتى يصدقوه، ….إن صدقوه، خاصة اذا كان الطرفان الاسرائيلي والايراني قد اقرا بعدم سماح الاردن.
 
قد تقع مخالفات يسجلها الأردن فيها انتهاكات ولكنه يعمد ايضا إلى حماية أجوائه وامامه منابر دولية يمكن أن يلجأ اليها في حالات المخالفة، خاصة وان بعض الاسلحة من صواريخ ومسيرات سقط على الأرض الأردنية، فقد ظل الأردن مهتماً في حماية تمدد جغرافية الخطر على أرضه وأخطر هذه المواقع هي منطقة غور الأردن، حيث يقدر من يقطنون المنطقة بأكثر من 200 ألف نسمة، ونسبة سقوط الأسلحة فيها اعلى و يهم الأردن أن لا يؤذى منهم أحداً.
 
استمعنا أنا والفراعنة لذلك في جلسة سريعة صباحية طلبناها جمعتنا أنا والزميل حمادة فراعنة، مع وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، الذي كان عائداً من اجتماعات غرفة العمليات وقد دخلنا على الوزير المومني في يوم السبت بعد أن عاد لمكتبه مبكرا استقبلنا مبتسماً ومرحبا وقد منّ علينا ان جاءنا في يوم عطلته تقديرا لزيارتنا وقد بارك لي بالعودة للكتابة في الرأي، وقال مثنيا على رئيس التحرير في الراي الزميل، الدكتور خالد الشقران، وقال إنه الوقت المناسب لعودتك، وأرجو أن تجد مناخاً مناسباً وأن لا تنقطع عن ?لكتابة مرة أخرى.
 
ما ذكره الوزير وما نسمعه في جلساتنا العديدة، صباح مساء، في هذه الايام الصعبة، حيث ما زالت حرب الابادة التي تمارسها اسرائيل وقيادتها النازية المجرمة على الشعب الفلسطيني في غزة، ونحتاج إلى إنصاف الموقف الأردني الذي يكاد يكون وحيدا في المنطقة والذي يقدم مايستطيع دون منة او ضجيج فليس لنا من مصلحة وطنية أن نحمي إسرائيل فهي معتدية وانما نحرص على حماية انفسنا... وليس لنا أن نسمح لايران أن تجرب اسلحتها من فوق رؤوسنا، لمخاطر اسقاطها علينا ان لم نصدها قبل خطرها وهذا الكلام الرسمي قد لا يعجب البعض، لكنه لا بد أن يقال? خاصة وانه منذ الصدام الايراني – الاسرائيلي، الأول قبل أشهر، تسرب الكثير من هذه الاشاعات عبر وسائل مختلفة في السوشيال ميديا أو المواقع من الداخل أو الخارج، دون تمحيص أو تحقق، وهذا لا يخدم المصلحة الوطنية ولا يخدم أي نزعة وطنية لأي مواطن غيور حين يواصل الاتهام لبلده ويحتطب في حبال الآخرين دون وجه حق.
 
يبقى القول ان أي انسان هو حر في اعتقاده ومواقفه الفكرية والسياسية، إذ لا تلزمه الدولة بغيرها أو تجبره على الاعتقاد بغيرها، لكن لا بد أن يراعي المصلحة الوطنية في ذلك اولا فان لم يكن برغبته فبقوة القانون
 
وعلى سبيل المثال قامت موجة من النقد الصاخب والاتهامية التي خبطت خبط عشواء حين قام حفل في العقبة ووداي رم، من شابات وشبان في مجموعة سياحية نظمتها شركة خاصة وتسربت صور مقصودة محرضة، وقد سبب ذلك ارباكاً للسياحة وغيرها، ما كان يجب أن يكون، فالحكومة ليست طرفاً، والذين يلبسون الشورتات ليسوا منها ولا هم مندوبوها، ولم تجبر الحكومة او تطلب من أحد على الذهاب هناك أو الدفاع عما حصل أو الاعتقاد بة، فلماذا الاصرار على أن يزرع كل واحد، بغض النظر، عن ثقافته في معركة التجاذب التي تحمل اغراضاً ليست برئية، فهل يجبر المشاهد ?لتلفزيون أن يرى قناة معينة أو يفتح على قمر محدد.
 
إذن لا بد من احترام هوامش الاختلاف بنفس الحرص على احترام هوامش الاتفاق، والله غالب على امره.