عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jun-2025

معادلة السقوط وقبر السلطة| فؤاد البطاينة

شاهد-

قلتُ إن الأردن هو التالي من بعد غزة والضفة. ولكن لماذا ؟ فهل فلسطين كُسرت إرادتها، وغزة انتهت؟ الجواب تحكمه مآلات تكالب الغرب والخيانات العربية وأعظمها أم الخيانات ومولدتها ومبعثها، خيانة القيادة الفلسطينية (سلطة أوسلو) الممثلة الرسمية دولياً للفلسطينيين ولقضيتهم ولقرارهم. وهل هي شرعية؟ الجواب “لا ” إنها تفرض نفسها بإرادة ودعم الإحتلال. وهل في داخل فلسطين شعب؟ نعم هناك بحدود سبعة ملاين تحت الإحتلال وبما يوازي عدد اليهود فيها. هل هذا الكم مُفَعل كفاية؟ الإجابة عند النخب الفلسطينية المبعثرة في العالم.

أُذكَّرُ هذه النخب السياسية والفكرية الفلسطينية في أنحاء المعمورة. بأنهم أبناء فلسطين ونكبتها، ومواكبون لدفن الكيان اتفاق أوسلو وتحول السلطة لجزء من الإحتلال بوظيفة شيطنة وإسقاط خيار المقاومة وفكرتها باسم الشعب الفلسطيني كونها الممثلة، ومواكبون لالتزام هذه السلطة بأخذ دور جندي الإحتلال في قمع وذبح ونزع سلاح الشعب الفلسطيني في الضفة، ولهبوط سقف مطالبها الى دولة فلسطينية على أي مساحة ولو على شبر من فلسطين، هابطة بهذا عن مطلب النظام الرسمي العربي المعلن في إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران. وكان رد الكيان على المطلبين بالرفض التام. ومع هذا تستمر السلطة بتعظيم الخيانة وتطلب من الكيان القضاء على حماس وتسليمها غزة، وهي تعلم أن الكيان لم يسلمها شبراً من رام الله أو الضفة ؟. *
أنتم تعرفون كل هذا وتعرفون عدم شرعية السلطة فلسطينياً، ومآلات وجودها ووظيفتها، وتُغطون جرم صمتكم وتقصيركم وتخليكم عن مسؤوليتكم بتحميلها لخيانة الأعراب وحدهم، وإزاحة قرص النار عن أنفسكم. وتتسمرون عند هذا الحد بلا ادنى فعل سياسي أو مقاوم، وتكتفون برصد انتفاضة شعوب العالم على اللّا معقول في غزة على وقع سيل دماء أهلكم في فلسطين وهي تسفك بصمودهم في “هوليكوست” حقيقي ووحيد عبر التاريخ سيظل شاهدا على وحشية وقذارة الحضارة الغربية حين تأتلف مع الصهيونية اليهودية جرثومة البشرية. وما كان لكل هذا أن يحدث أصلا لو لم تتركوا سلطة عباس قيادة لكم *
دلوني على منبر سياسي مأسستموه في غربتكم للطعن بشرعية السلطة الفلسطينية وبراءة الشعب الفلسطيني منها.دلوني على منبر أو تجمع سياسي أقمتموه في الغرب أو الشرق لنشر الوعي عن الحقيقة الفلسطينية. دلوني على فضائية لكم أو منبر إعلامي واحد أقمتموه في الغرب أو الشرق مختصا بمتابعة وكشف ونقل ما يجري في فلسطين وشعبها على يد الإحتلال، أو لنصرة المقاومة وتعزيز شرعيتها غير منبر عطوان في رأي اليوم الذي تعرض لهجمة صهيونية قضائية وسياسية واستمر على موقفه بأتفه الإمكانيات بعضكم يحفر له بدلاً من إنقاذه، تحت وطأة الهروب من المسؤولية، وأنتم تعرفون أن التقصير بحق الوطن خيانة. دلوني على ملياردير أو مليونير واحد منكم قدم أو تجرأ على تقديم معونة إنسانية لشعب غزة الذي يدفع دمه ثمناً لكرامتكم وكرامة كل عربي ومسلم؟
 
لطفاً أيها النخب بأنواع قوتها، أنتم لا تمتلكون الخيار أو الحق للتخلي عن فلسطينيتكم، ولا التنصل عن مسؤوليتكم وعن حق فلسطين عليكم ولا عن دفع ضريبة الوطن والدم الفلسطيني، أنتم وأبناءكم وأحفادكم أبناء فلسطين ونكبتها  ومهما خبأتم رؤوسكم أو جعلتم أنفسكم جزءا من النظام العربي الرسمي العميل، فالعدو في نهاية المطاف لن يترككم كفلسطينيين، فسيلاحقكم في ساعة لن ينفع فيها الندم وشعبكم سيحاسبكم.
فكرتي من هذا المقال هي الوعي على أخطر معادلة تصنعها السلطة الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته، وهي:
السلطة بوصفها ووظيفتها وفعلها المتطور كأداة احتلال + أنها الممثل الشرعي الوحيد رسمياُ ودولياً للشعب الفلسطيني وقضيته وقراره السياسي = شيطنة دولية للمقاومة وملاحقتها + ترسيخ مقدمات التصفية والسقوط للمجمل الفلسطيني 
 
وإذ أقول درءا للغط، أنه ليس هناك وجه للمقارنة بين طبيعة ومنتوج خيانة السلطة الفلسطينية، وبين طبيعة ومنتوج خيانة أي نظام عربي. وعليه فإن اجتثاث السلطة وإسقاط هذه المعادلة أمر مقدس .
بالعقل والمنطق، لا يُمكن لهذه المعادلة القائمة أن تَسمح لنظام دولة أن يتخطى موقف وقرار صاحب الشأن وهو هنا السلطة الفلسطينية كممثل رسمي ووحيد للفلسطينيين، ولا أن تسمح لدولة بشرعنة المقاومة، وبالتالي لن يتحقق للقضية مع محاصرة المقاومة وشيطنها دولياً سوى نقيض العدالة ونقيض التحرير. فالمقاومة وحدها اليقين للتحرير، ووحدها اليقين لتحقيق أي تسوية سياسية حتى غير عادلة، ولا بدونها يتحقق مطلب الباحثين عن دولة فلسطينية مسخة أو وهمية. فالصراع بين السلطة والمقاومة وجودي.ولس من المنطق أن يُقبل لومٌ أو انتقادٌ من فلسطيني نخبوي لأي جهة قبل إزالته لسلطته، فهي مهمته.
إذا، الأمر مكشوف، والتحرير أصبح يبدأ من رام الله بإزالة السلطة المغتصبة للتمثيل والقرار الفلسطينيين أولاً، وهذا لا يكون بشتمها أو إدانتها بل بالفعل المُنتج. أما كيف، علينا ان نُدرك بأنها ليست شخصاً نطلق رصاصة عليه بل تنظيم صهيوني عميل مُرتزق والوسيلة الأمثل هي في طليعة سياسية فكرية إقتصادية ممأسسة تستثمر سبعة ملايين فلسطيني في فلسطين تنظمهم وتدعمهم لانتفاضة شعبية سلمية مشروعة على السلطة بمعزل عن الإحتلال. مطلبها إنهاء وجود السلطة للعودة بالقضية الفلسطينية لمسارها الطبيعي كقضية احتلال بالإرهاب، تُرسخ حقيقته وثائق التاريخ والوجدان وقرارات الشرعية الدولية. وعندها يستطيع العالم الرسمي العودة للتعامل مع القضية هكذا. ثم تتشكل بالخلاصة قيادة فلسطينية مُفكرة في الظل، ولست معنياً بالتفصيلات لبناء البيت السياسي الفلسطيني من جديد، فأهل مكة أدرى بشعابها.
كاتب عربي اردني