عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Oct-2025

غزة تواصل تسيير قوافل الشهداء.. وحركة نزوح واسعة نحو الجنوب

 الغد

غزة - تشهد مدينة غزة، التي يسعى الكيان لاحتلالها، منذ صباح أمس، حركة نزوح واسعة لمئات العائلات الفلسطينية باتجاه وسط وجنوب القطاع، عقب إعلان الجيش الصهيوني عزمه إغلاق شارع الرشيد، مع السماح فقط باستخدامه للنزوح نحو الجنوب، وذلك بعد يوم دام قدمت فيها غزة قافلة جديدة من شهداء القصف والتجويع الصهيوني.
 
 
ويتساءل النازحون الفلسطينيون عن الوجهة التي يمكن أن يقصدوها هذه المرة في ظل كثافة القصف للاحتلال الذي يطال معظم مناطق القطاع، والذي أدى سابقا إلى نزوحهم لمرات عديدة.
ويمثل شارع الرشيد الطريق الساحلي الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ويعتمد عليه الفلسطينيون في تنقلاتهم، خاصة بعد إغلاق الجيش الصهيوني شارع صلاح الدين شرقي القطاع.
وفي 8 آب (أغسطس) الماضي أقرت حكومة الاحتلال خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وبعد ذلك بـ 3 أيام، بدأ جيش الاحتلال هجوما واسعا على مدينة غزة، شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات مواطنين وخيام نازحين، وقصف مستشفيات، وتنفيذ عمليات توغل.
موجة نزوح
وموجة النزوح تتم عبر عربات تجرها دواب، وشاحنات، وسيارات، وسيرا على الأقدام، وسط معاناة وخوف شديدين جراء كثافة النيران الصهيونية.
وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش الصهيوني في بيان، اعتزامه إغلاق "شارع الرشيد" أمام الفلسطينيين، مع السماح فقط بالنزوح عبره من مدينة غزة إلى وسط وجنوب القطاع.
وقال شهود عيان، إن الجيش الصهيوني لم يتقدم بآلياته لإغلاق الشارع الذي يبعد عنه أمتارا قليلة، لكنه يستهدف الشارع بالنيران والقصف.
ومع هذا الإغلاق، يكون الجيش قد أحكم حصاره على مدينة غزة، مانعا دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود اللازم للبلديات والمستشفيات، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وليس هذا الإغلاق الأول لشارع الرشيد، إذ أغلقه الاحتلال عام 2023 مع شارع صلاح الدين، وفرض آنذاك منع الدخول من الجنوب إلى الشمال، مع إخضاع المغادرين من الشمال إلى الجنوب للتفتيش بعد تهجيرهم قسرا.
لكن في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، انسحب الجيش الصهيوني من الشارع ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، ما سمح بعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
غير أن الاتفاق لم يصمد، إذ استأنفت إسرائيل الإبادة في 18 آذار (مارس) الذي بعده، فعادت وأغلقت صلاح الدين، وأبقت شارع الرشيد الذي أغلق اليوم بالنيران.
نزوح للمجهول
بدوره، يقول الفلسطيني محمد بكر، الذي نزح من مخيم الشاطئ شمال غربي غزة، إنه اضطر لمغادرة منزله بعد إعلان الجيش الصهيوني نيته إغلاق الشارع.
ويضيف بكر: "الدبابات والجرافات الإسرائيلية لا تبعد سوى 50 مترا عن شارع الرشيد، وأتوقع أن يتم إغلاقه خلال ساعات".
وعن نزوحه، يقول إنه خرج على عربة يجرها حمار في ظل القصف الإسرائيلي الذي استهدف المخيم، وأنه لم يتمكن من أخذ سوى بعض الملابس وكيلو من الأرز، تاركا الدقيق في منزله.
وفيما يتعلق بالوجهة التي سيقصدها، يؤكد أن رحلة النزوح هذه المرة غير محددة الوجهة، إذ لا يعرف أين يذهب في ظل كثافة القصف الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه لا يمتلك خيمة تؤويه.
ويفاقم هذا النزوح الكارثي معاناة عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف صعبة بالمناطق الجنوبية للقطاع، والتي يدعي الاحتلال إنه "آمنة وإنسانية"، لكنها استهدفتها مرارا موقعة قتلى وجرحى في صفوف النازحين الفلسطينيين.
والأربعاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، إن إغلاق الجيش الصهيوني شارع الرشيد الساحلي، أحد الشرايين الحيوية لتنقل المدنيين بين محافظات القطاع، يمثل "جريمة جديدة وإجراء تعسفيا" ضمن سياسة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ عامين.
عشرات الشهداء 
أفادت اقناة 12 الصهيونية باعتراض صاروخين في سماء غلاف غزة، بعد أن دوت صافرات الإنذار في عدة بلدات بغلاف غزة، وذلك وفقا لإعلان صادر عن الجبهة الداخلية للاحتلال، في حين سجلت وزارة الصحة في غزة وفاتين نتيجة سياسة التجويع التي تنفذها قوات الاحتلال.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن مستشفيات القطاع استقبلت 51 شهيدا و180 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك إثر غارات صهيوني على مناطق عدة بالقطاع.
وأكدت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 66 ألفا، و148 شهيدا و168 ألفا، و716 مصابا منذ 7 تشرين الأول (اكتوبر) 2023.
وأفادت مصادر طبية من المستشفى المعمداني أن 6 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف استهدف مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
كما قال الدفاع المدني إن أحد أفراده استشهد وأصيب آخرون بعد استهدافهم من مسيرة للاحتلال أثناء قيامهم بإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء من النازحين داخل مدرسة الفلاح.
ومنذ أسابيع، يكثف الجيش الصهيوني قصفه الدموي لمدينة غزة وتفجيره مبانيها السكنية، بهدف إجبار الفلسطينيين على النزوح، تمهيدا لاحتلال المدينة.
شهداء التجويع
ومع استمرار سياسة التجويع الصهيونية، سجلت وزارة الصحة في غزة وفاتين نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية وأحد الشهيدين طفل.
ووثقت وزارة الصحة في غزة استشهاد 455 شخصا، بينهم 151 طفلا، نتيجة التجويع وسوء التغذية في القطاع.
وشددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة منذ الثاني من آذار الماضي عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إليه، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن تعنت الاحتلال في تقويض وصول الإمدادات الطبية الطارئة للمستشفيات في القطاع يزيد من تعقيدات الوضع الصحي للمرضى والجرحى.
وقالت إن تحديات كارثية تواجه عمل الطواقم الطبية جراء تفاقم أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية.
وطالبت وزارة الصحة في غزة كل الجهات المعنية بالتحرك العاجل لضمان الوصول الآمن للاحتياجات الطبية ومنع انهيار الخدمة.
من جانبها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعليق عملياتها في مدينة غزة مؤقتا مع تصاعد الأعمال العدائية. - (وكالات)