اليوم العالمي لألزهايمر.. خطوات لحياة أفضل
يصادف 21 أيلول (سبتمبر) من كل عام اليوم العالمي لمرض ألزهايمر؛ أحد أكثر أشكال الخرف شيوعا بين كبار السن، والذي يتميز بتطور أعراضه تدريجيا، بدءا من ضعف الذاكرة قصيرة المدى وصولا إلى التأثير على تفاصيل الحياة اليومية.
ويعد ألزهايمر من الأمراض التي تفرض تحديات كبيرة على المريض وأسرته، نظرا لارتباطه بفقدان الاستقلالية وتزايد الحاجة إلى الرعاية المستمرة.
الأميرة منى الحسين، الرئيسة الفخرية للرابطة العالمية لألزهايمر، أكدت في تصريحات سابقة أن الأشخاص المصابين بالخرف يستحقون أن يعاملوا بالكرامة والاحترام، وأن ينظر إليهم كأفراد لهم قيمتهم، مؤكدة أن المجتمع الدولي مطالب بتعزيز ثقافة الشمولية وتقاسم المعرفة والخبرات بما يسهم في تحسين نوعية حياتهم.
ودعت سموها، الجميع، إلى الانضمام إلى الحملة الدولية لهذا العام، والمشاركة في جهود التوعية والتعليم، وكسر الوصمة المرتبطة بالمرض، قائلة "لنبدأ جميعا بخطوة بسيطة هي طرح الأسئلة عن الخرف وألزهايمر، فالسؤال بداية الطريق نحو فهم أعمق وتغيير حقيقي".
وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، حاورت اختصاصية طب الشيخوخة الدكتورة دانا أبو الرب، التي أكدت أن النسيان لدى المسنين له أسباب عديدة ومتنوعة، مشيرة إلى أنه ليس كل نسيان يعني الخرف أو ألزهايمر، إذ قد يكون طبيعيا يمر به الجميع، بينما النسيان المرضي أو الخرف غالبا ما يكون تدريجيا وغير منطقي ويبدأ بالتأثير على الذاكرة قصيرة المدى.
وأضافت أن أعراض ألزهايمر قد تبدأ بشكل خفيف، مثل نسيان المواعيد أو أماكن الأشياء أو حتى طريقة أداء الصلاة وتحضير فنجان القهوة، ثم تتطور تدريجيا لتؤثر على النشاطات اليومية، مشيرة إلى أن بعض المرضى يبدون أكثر ارتباكا مساء، وهو ما يعرف بـ"متلازمة الغروب".
وبينت أبو الرب أن هناك ما يعرف بـ"الخرف الكاذب"، وهو قابل للعلاج إذا تم تشخيص السبب ومعالجته، مثل ضعف السمع، الاكتئاب، نقص فيتامين B12 والفولك أسيد، وكسل الغدة الدرقية، أو استخدام بعض الأدوية التي تسبب ضبابية ذهنية، مؤكدة أن علاج هذه الحالات يحسن الوضع الذهني للمسن بشكل ملحوظ.
وأكدت أن الفحص الطبي الدوري للمسنين ضروري، وأهمية عدم إهمال الأعراض أو اعتبارها طبيعية بسبب التقدم في العمر، إضافة إلى ضرورة تجنب الاستخدام العشوائي للمهدئات والمنومات إلا تحت إشراف طبي.
وشددت أبو الرب على أن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة يساعدان على تحسين نوعية حياة مرضى ألزهايمر، داعية إلى وعي أكبر من الأسرة والمجتمع لتقديم الدعم اللازم لهم.
من جهتها، أكدت مستشارة العمل الاجتماعي وكبار السن، وعضو الهيئة الإدارية وأمين سر جمعية العون الأردنية لمرض ألزهايمر لين المدانات، أن الجمعية تولي أهمية كبيرة لتوعية المجتمع حول مرض ألزهايمر وتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وعائلاتهم.
وأوضحت أن الجمعية تنفذ برامج متنوعة للتثقيف المجتمعي، تشمل إطلاق حملات إعلامية وتثقيفية للتعريف بالمرض والحد من الوصمة المرتبطة به، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لمقدمي الرعاية والأفراد المهتمين، كما تنفذ فعاليات تثقيفية في المدارس بمناسبة اليوم العالمي لألزهايمر، وتدرب طلبة الجامعات لترسيخ الوعي لديهم.
وأضافت المدانات أن الجمعية تحرص على إقامة فعاليات مجتمعية سنوية خلال شهر أيلول (سبتمبر)، أبرزها مسيرة توعوية تقام في مثل هذا اليوم في منطقة العبدلي، ومقابلات تلفزيونية وإذاعية للتوعية بالمرض وتعزيز التضامن مع المرضى، كما تتضمن برامج الجمعية أنشطة ترفيهية ويوما موسيقيا في مركز هيا الثقافي للمرضى وعائلاتهم، صممت بما يتناسب مع قدرات المرضى.
وأشارت إلى أن الجمعية أطلقت العام الماضي مبادرة "أيلوكيت" تحت رعاية سمو الأميرة منى الحسين، وهي الأولى من نوعها في الأردن والعالم، للتعرف السريع على مرضى ألزهايمر الذين يتوهون عن منازلهم، عبر تقنية مسح بصمة العين وربطها بقاعدة بيانات المرضى المسجلين، ما يسهل على الأمن العام التعرف عليهم وإعادتهم إلى أسرهم بأمان.
يشار إلى أن ألزهايمر ليس جزءا طبيعيا من الشيخوخة، وأن التشخيص المبكر والرعاية الطبية والإنسانية يمكن أن تحدث فارقا كبيرا في حياة المريض، فالدعم الأسري، والاهتمام اليومي، والصبر في التعامل، عناصر أساسية تمكن المصاب من الحفاظ على كرامته وجودة حياته لأطول فترة ممكنة. - (بترا)