عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Oct-2025

40 رهينة مقابل 2 مليون رهينة !!*محمد داودية

 الدستور

خيارات حركة حماس، أصعب بكثير من خيارات الخميني الذي تجرّع كأس السم بسبب اضطراره إلى الموافقة على قرار مجلس الأمن 598 القاضي بإنهاء الحرب العراقية الإيرانية.
 
أعلن الخميني في خطاب 20 تموز 1988: «طوبى لكم أيها الشعب، طوبى لكم رجالًا ونساء، طوبى للمحاربين والأسرى والمفقودين وعائلات الشهداء العظيمة، وويل لي أنا الذي مازلت على قيد الحياة، أتجرّع كأس السُّم المُلوّث بقبول القرار وأشعر بالعار مقابل عظمة وتضحية هذا الشعب الكبير».
 
الأسرى الإسرائيليون الباقون على قيد الحياة، هم الورقة التي لا تزال في يد حماس، وهي ورقة متناقصة الأهمية، في حين ان المليوني فلسطيني الرهائن في قطاع غزة المنكوب، يرزحون تحت القصف الهمجي والتقتيل والتجويع والاعتقال ومرارة التهجير الجماعي من شمال القطاع إلى وسطه فإلى جنوبه وبالعكس.
 
كل يوم يرتقي عشرات الشهداء، ويقع عشرات الجرحى الفلسطينيين، وأهلنا الغزاويون المنكوبون ينتظرون التوصل إلى اتفاق لوقف المقتلة الرهيبة والمحرقة الفريدة، يتمنون وقف العدوان والخلاص الذي طال انتظاره.
 
كان تقدير حركة حماس ان الرهائن يشكلون ضمانة كفيلة بجعل الكيان الإسرائيلي يرضخ لمطالبها، وأن رد الفعل الإسرائيلي سيأخذ في الحسبان عدد الرهائن الكبير الذي قدّرت حماس إنه سيشكل لها درعًا يمنع القصف.
 
ليتضح ان ليس لحياة الجنود والضباط الإسرائيليين قيمة لدى كيانهم الإرهابي، الذي ينفذ «بروتوكول هانيبال» بدون اي تردد.
 
قوة حماس اليوم، تتمثل في فتية نذروا أنفسهم للشهادة، وليت هذه القوة الشريفة قادرة على إنقاذ أهلهم او تحرير قطاع غزة او إطعام أهلهم او تحرير المعتقلين.
 
كتبت مقالة هنا بعنوان «حرب السنتين» يوم 19 أيار 2024، اعتمادًا على تقديرات خبراء إسرائيليين، وها هي جرائم الإبادة والتجويع الجماعية الإسرائيلية تتواصل طيلة نحو سنتين.
 
لقد خاضت حماس حربًا غير متكافئة، نجم عنها ويلات وأهوال وخسائر، لا يمكن جبرها، وهي اليوم أمام خيار القبول او عدم القبول بوقف إطلاق النار، لإنقاذ غزة الإنسان والأرض من النزوح والتدمير الكلي.
 
هذه مرحلة من مراحل كفاح الشعب العربي الفلسطيني، بدأت قبل أكثر من قرن، وستمتد طالما بقي الاحتلال.
 
فالاحتلال = المقاومة.