عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Oct-2025

هل خطّة ترامب تكسرُ حماس واليمين الصهيوني؟*محمد صابرين

 الدستور

تبدو ساحة الشرق الأوسط مهيأة لبدء فصل جديد من الصراع العربي الإسرائيلي برعاية أمريكية، فمع قبول حماس ونتنياهو لخطة ترامب لوقف حرب غزة انطلقت المخاوف والشكوك من الفشل الحتمي مقابل المبالغات في حجم التوقعات من معسكر المتفائلين. والعنوان الأبرز هو أن خطة ترامب كسر لحماس واليمين الصهيوني معا. واعتقد ان القفز لمثل هذا الاستنتاج، هو تسرع وتفاؤل لا تغري تجارب المنطقة المريرة على الوثوق به.
ولعل الأجدر هو «لننتظر ونرَ»، وأحسب أن رؤية الأطراف المتورطة في النزاع لمبادرة ترامب، سوف تفيد في تلمس المستقبل.
ومثلما هو متوقع ترسل المؤسسة العميقة في إسرائيل «رسائل متضاربة»بهدف ارباك المشهد،وابقاء خياراتها مفتوحة للتنصل من أي التزامات، ومن هنا كانت احدى الرسائل هي أن إسرائيل لم تفسر بيان حماس كما فسره ترامب
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين كبار شاركوا في المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء ليلة الجمعة، إن إسرائيل لم تفسر بيان حماس على أنه موافقة على الخطة الأمريكية.
ووفق ما ذكر المسؤولون الإسرائيليون، فإن إسرائيل لم تفسر بيان حماس كما فسره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرأ موقف حماس على أنه «قبول بمقترحه لوقف الحرب في غزة»، معتبرا أن الحركة مستعدة لسلام دائم، ودعا إسرائيل إلى وقف قصف غزة فورا.
 ولفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أنه وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن ترامب «لم يترك لإسرائيل خيارا» سوى اعتبار بيان حماس بيانا يسمح بالحوار، وأشاروا إلى أن هذا الحدث سيحسم بطريقة أو بأخرى خلال أيام - إما باختتام الحدث وبدء إطلاق سراح الرهائن أو بعودة القتال العنيف.
وكانت حركة حماس أعلنت مساء يوم الجمعة، أنها سلمت الوسطاء ردها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة.
 كما جددت موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي.
 وفي الوقت نفسه تعد إسرائيل قائمة بالأسرى الفلسطينيين وخرائط الانسحاب من غزة وفق خطة ترامب.
وذكرت القناة 12 العبرية، بأن ذلك في إطار الاستعدادات لتسريع المفاوضات مع حركة حماس.
وقالت إن التحدي السياسي يكمن في أن إسرائيل خططت لعقد هذه المفاوضات لإبرام الاتفاق تحت وطأة القصف.
 ومن جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن فريقا مشتركا من جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي والموساد يعمل حاليا على صياغة قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم عند إطلاق سراح الرهائن.
 وقد تضمنت مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 250 سجينا مؤبدا، مما يعني بقاء بضع عشرات من أصحاب المؤبدات فقط في السجن. في الوقت نفسه، تعمل فرق متخصصة على صياغة خرائط الانسحاب الدقيقة، بناء على خطة ترامب، التي سيتم عرضها خلال هذه المفاوضات.
 وتزامن ذلك مع أنباء بأن القتال الفعلي في غزة توقف بأوامر من نتنياهو، وأكد متحدث الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، إيال زامير، عقد اجتماعا خاصا لتقييم الوضع ليلا في ضوء التطورات.
 وقال المتحدث إنه «بناء على توجيهات القيادة السياسية، أصدر رئيس الأركان توجيهاته برفع الجاهزية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح الرهائن.
 وكان مكتب نتنياهو، أعلن أن تل أبيب في ضوء رد «حماس» تستعد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع الأسرى. وأضاف «سنواصل العمل بتعاون كامل مع الرئيس ترامب وفريقه لإنهاء الحرب وفقا للمبادئ التي وضعتها إسرائيل والتي تتوافق مع رؤية الرئيس ترامب.
ورغم هذه التطورات فخمة أصوات عدة تطالب بالحذر وعدم الثقة بنتنياهو،?فقد حذّرت هآرتس اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب من افتراض أنّ نتنياهو سيظلّ ثابتًا على موقفه، حيث أن التنازلات المطلوبة من إسرائيل قد تكلّف نتنياهو حكومته، خصوصاً وأنّ ترامب كان قد أعلن أنّه لن يسمح بضمّ المستوطنات، وأنه سيصعب على قطاعات في ائتلاف نتنياهو القبول بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين متهمين بجرائم قتل.
وفي الوقت نفسه كان وزير الخزانة بتسلئيل سموتريتش، بحدّ يديعوت أحرونوت، قد وصف خطة ترامب اليوم بأنها «تضييع تاريخي للفرص»:، مضيفاً أنّ ما حدث هو «إدارة ظهر لكلّ دروس 7 أكتوبر، وفي تقديري سينتهي هذا بالبكاء». وبدأ سموتريتش كمن يأمل في ردّ سلبيّ من حماس: «هل يمكن لعناد العدوّ أن ينقذنا من أنفسنا؟». ولم تساعده حماس بقبول الخطة.
ومن ناحية أخرى، يبدو جاكي خوري
في هآرتس، استنادًا لسوابق تاريخية، متشائمًا بخصوص تحقيق إسرائيل لتعهّداتها، فيقول إنّ الخيارين المتاحين الآن أمام الفلسطينيين، سواء في الضفة أو غزة، هو بين الاحتلال الناعم وذلك الصلب العنيف. فما يعرضه ترامب على حماس فعلياً هو..»أُعطونا المخطوفين لنرى بعدها متى وكيف سنعطيكم أفقًا ما».
ومن جهته، يصف ناداف آيال الخطّة، في يديعوت أحرونوت، بكونها «إنجازًا لامعًا، لو تحقق»، حيث ستتنازل حماس من البداية عن ورقتها التفاوضية الأهمّ، المخطوفين، مقابل انسحاب محدود من القطاع: «لو وافقت حماس على كل هذا، ووافقت على تنفيذه أيضًا، فهذا يعني أنها انكسرت»، يقتبس من مصدر أمني خبير.
في المقابل، كما يضيف، فإن التنازلات المطلوبة من إسرائيل تكسر تمامًا أحلام اليمين الصهيوني: ما من ضمّ لغزّة، ما من ترانسفير منها، بل تشجيع للفلسطينيين على البقاء والتعهد بأن يستطيعوا العودة. كذلك فإنّ كلمتَي ً»الدولة الفلسطينية» موجودتان بوضوح في الخطة، وهو ما يثبت أن حل «الدولتين للشعبين» لا يزال حيًا.
أما سبب اعتذار نتنياهو لقطر عن مهاجمة أراضيها، كما يفسّره الكاتب نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، فهو أن الدوحة تعهّدت للبيت الأبيض بدفع حماس للموافقة على الخطة. وتوافقه مبعوثة هآرتس لواشنطن، ليزا روزونبسكي، بخصوص الدور القطري، إذ تقول إنّ البند رقم 21 في الخطّة- اعتذار إسرائيل لقطر- قد جرى محوه لأنه تحقّق فعلًا.
ويذهب ناداف أبعد من ذلك بقوله، «لقد فهم الوسط الدبلوماسي في واشنطن... أنّ قطر خرجت بوصفها المنتصر الأكبر والأوضح من هذا اللقاء، بإنجازات سياسية ملموسة وأخرى تتعلق بصورتها، وقد بدا نتنياهو متوترًا على مدار الخطاب الذي ألقاه الرئيس ترامب بجواره».
ويبقى أن جوهر القضية هو «الاحتلال»، وإقامة دولة فلسطين في مقابل جهود معلنة لعدم قيام دولة للفلسطينيين بل رغبة في التوسع،وإقامة إسرائيل الكبرى. ومثلما تعودنا الشيطان يكمن في التفاصيل.ومن هنا المشكلة تحل لو أيقنت غالبية المجتمع اليهودي أن إعادة الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية هو ما يحقق السلام، والذي بدوره يضمن الأمن.