عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Nov-2025

معركة وعي وإعلام* غازي العريضي

المدن -

الصحافي الأميركي الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان، المعروف بدفاعه عن إسرائيل كتب قائلاً: "حكومة نتانياهو دمرت مكانة إسرائيل الدولية، ومزقت المجتمع الاسرائيلي في الداخل، وشقّت الصف اليهودي في الخارج. هي تفقد شرعيتها الأخلاقية في العالم، وبعض اليهود في العالم لا يمكنهم تبرير الجرائم. إنها عملية انتحار سياسي على الساحة الدولية. لم تعد فقط قوة احتلال؛ بل تتحول إلى كيان منبوذ"!

 

نتانياهو يعترف بعد رئيسه اسحاق هرتسوغ: "إسرائيل في عزلة خانقة تكسر أسطورة الدولة المتفوقة. البورصة تهوي، أسهم السلاح والتكنولوجيا تتبخّر"! 

 

 

 

الجامعة الأميركية في القاهرة قررت استضافة عضو اللوبي الإسرائيلي السفير السابق لإسرائيل دانيال كيرتزر، فوقف الطلاب والأساتذة رفضاً للقرار، وطُرد من على أراضي الجامعة بعد صيحات "مش ح نبيع القضية. براّ براّّ"!

 

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يقول: "إسرائيل لا تزال في أزمة سياسية هي الأخطر في تاريخها. 142 دولة اعترفت بدولة فلسطين. الصندوق السيادي النرويجي قرر سحب استثماراته في إسرائيل بما يشمل الاستثمارات في البنوك. شركات دولية ألغت مشاركتها في مشاريع داخل إسرائيل. المنتجات الإسرائيلية في أوروبا تُزال بصمت. وكبار المسؤولين الإسرائيليين غادروا مناصبهم"! 

 

مجلس مدينة برايتون في بريطانيا قرر "إلغاء تعاملات مع شركات اسرائيلية تمكّن إسرائيل من تنفيذ الإبادة الجماعية في غزة". 

 

صحيفة هآرتس كتبت: " ... ألف مقاطعة أكاديمية ضد الاسرائيليين خلال عامي الحرب على قطاع غزة والعدد تضاعف 3 مرات في العام الماضي". وأكاديمي إسرائيلي يعلن: "البحث العلمي في إسرائيل معرّض لخطر الانهيار"، "الفلسطينيون أعظم الشعوب في العالم عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن وطنهم". 

 

 

 

في الأردن أشار آخر الإحصاءات إلى: "تراجع نسبة المؤيدين للاتفاق مع إسرائيل من 81 % إلى 3 % اليوم"، وإسرائيل في حال صدمة. 

 

المقررة الخاصة المعنية بحقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة فرنشيسكا البانيز قدّمت تقريراً للأمم المتحدة جاء فيه: " ... 60 دولة حول العالم بينها دول عربية تتحمل بدرجات متفاوتة مسؤولية التواطؤ الجماعي في جريمة الإبادة الجارية ضد الفلسطينيين في غزة سواء عبر الدعم العسكري أو السياسي أو عبر الصمت المتواطئ الذي مكّن الاحتلال من مواصلة حربه على مدى عامين متتاليين مخلفاً مئات آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومشرّد".

 

الإعلامية الأميركية كيم ايفرسون كتبت على صفحتها في منصة "X": "عندما أتصفح صفحتي لا أرى سوى مؤيدين إسرائيليين حاقدين ينشرون الأكاذيب أو يحرّفون القصص. فهل تدرك يا سيد ايلون ماسك أن هذا التغيير الخوارزمي الجديد فرض الدعاية المؤيدة لاسرائيل علينا، يزيد من كرهنا للإسرائيليين وأنصارهم؟ هذا لا يساعدهم بل يعمّق الاستياء. العالم يكره إسرائيل بشدة والإسرائيليون وأنصارهم يثبتون مدى دناءتهم منشوراً بعد منشور". 

 

الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون قال: "لا يوجد شعب اسمه شعب الله المختار. الله لا يختار شعباً يقتل الأطفال".

 

البروفسور اليهودي الأميركي والباحث في الصراع العربي الاسرائيلي نورمان فينكلشتاين يقول: "التعاطف مع إسرائيل في كل ما ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين يماثل التعاطف مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية"، "إسرائيل تتعامل مع قطاع غزة كمعسكر اعتقال نازي منذ عقود". رئيس مجلس الأمن القومي ايغورا ايلاند قال عام 2004: "إنها معكسر اعتقال نازي". وأحد كبار الأعضاء في الجامعة العبرية باروخ كيمرلينغ وصف غزة بالقول: "إنها أكبر معسكر اعتقال نازي وجد على الاطلاق"، وأضاف: "إن إسرائيل سعت إلى تحقيق ثلاثة أهداف في الحرب الأخيرة: تطهير عرقي لأهالي القطاع وتهجيرهم إلى سيناء المصرية. قتل أكبر عدد منهم. جعل غزة غير قابلة للحياة". 

 

 

 

هذه عينات من تصريحات شخصيات دولية يهودية واسرائيلية وأميركية وإعلامية وأكاديمية تعطي فكرة واضحة عن موقع إسرائيل اليوم على الساحة الدولية "الدولة المنبوذة" "تصرفاتها النازية" "حرب الإبادة " "تزوير الحقائق".. وقد اعترف نتانياهو بخسارة معركة الوعي ودعا إلى شراء شركة "تيك توك" نظراً لما لها من تأثير في إسقاط صورة إسرائيل، وهو لا يزال يعقد الاجتماعات المتتالية مع أصحابها ومع خبراء في التواصل الاجتماعي للقيام بـِ "نهضة" جديدة في محاولة لاستعادة صورة إسرائيل ومكانتها ودورها وموقعها وتأثيرها في صناعة الرأي العام وتكوين الوعي، مع السعي إلى تحقيق الخطة الأميركية- الاسرائيلية المشتركة لمرحلة ما بعد غزة وإعادة تشكيل "العقل العربي" "والمجتمعات العربية" كما كتبنا الأسبوع الماضي. 

 

 

 

لقد صدرت كتب كثيرة خلال العام الماضي، ويمكن إصدار أكثر من كتاب، إذا جمعنا تصريحات وصيحات مسؤولين دوليين في حكومات مختلفة في أنحاء العالم، وتعليقات كتاّب ومحللين ومؤرخين ورجال دين يهود وغير يهود وسياسيين في أميركا وعدد كبير من أنحاء العالم تتحدث عن " حرب الإبادة في غزة " وانتهاكات اسرائيل، وتدعو إلى حرية الشعب الفلسطيني .. المعركة هي معركة وعي بالفعل، معركة ذاكرة، وتاريخ، وحاضر، ومستقبل، وبات واضحاً أن الدم الفلسطيني والكارثة الفلسطينية التي حلّت بسبب آلة القتل الاسرائيلية هي الأساس في هذا التحول الكبير في الرأي العام العالمي، الذي بات يطوّق إسرائيل باعتراف قادتها ومحاولاتهم كسره. وهذا ما يجب ان يبنى عليه عربياً إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً ليس دفاعاً عن "حماس" وعن "الاعتدال" في وجه "التطرف"، كما يقول البعض. فالذين رفعوا أصواتهم في العالم وتظاهروا في شوارعه، والمؤيدون لإسرائيل الذين وجهّوا الإدانات القاسية لها، لم يدافعوا عن "حماس" ولا يؤيدون "عقيدتها" "وممارساتها" "وارتباطاتها" "وأهدافها". رفعوا الصوت دفاعاً عن الكرامة الانسانية وحرية الانسان في العيش الكريم على أرضه. وعلى هذا الأساس، يجب أن يتصرف العرب في كل مواقعهم، فالسياسات الإسرائيلية المعتمدة اليوم تستهدف الجميع، مهما حاول البعض إيهام نفسه واستخدام عدة شغل إعلامية وسياسية هنا وهناك، لتلميع صورته والدفاع عن الاتفاقات الإبراهيمية كإطار لتعزيز "الأخوة" "والتسامح" "والانسانية". حرب الإبادة التي استهدفت الفلسطينيين دمرت كل هذه القيم والأهداف النبيلة، ومحبو ومؤيدو إسرائيل وكارهو "حماس" في الغرب يقولون ذلك، فهل يُقدم هذا البعض قبل أن يصل الدور إليه؟