عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2025

الأخطر في ملف السويداء*سميح المعايطه

 الراي 

مؤكد ان إسرائيل ليست مشغولة بمناصرة تيار في السويداء قريب منها ويستقوي بها لكنها مثل كل مايشبه هذا التيار محترفة في استغلاله في سياق أوسع وضمن مخطط هو اليوم لتغيير الجغرافيا في الإقليم والعبث بها.
 
إسرائيل التي تتعامل مع فكرة التفاوض والاتفاقات من بوابة انها وسيلة وليست غاية عملت على فتح أبواب التفاوض مع الحكم الجديد في سوريا لكنها عملت بالتوازي على ان تصنع واقعا على الأرض يساهم في رسم نهايات ونتائج هذا التفاوض من خلال اعتداءاتها على مناطق في الجنوب السوري ودخولها إلى قرى حدودية بشكل متكرر.
 
اما مشروع التقسيم فهو الهدف الأهم لإسرائيل في سوريا وادواتها البعض داخل الاقليات او واقع كان سابقا باستقلالية إدارية، لكنها عملت على إيجاد إطار سياسي وعسكري لهذا فكانت حكاية السويداء التي كان تيار منها يتظاهر في الأشهر الأخيرة من حكم بشار الأسد ضده ولامور اخرى.
 
ولم يكن الطريق أمام مشروع إسرائيل في الجنوب السوري صعبا لاثارته وبشكل سريع في المواجهة بين تيار الانفصال وحكومة دمشق، دخلت إسرائيل على المعادلة تحت مبرر حماية الدروز وفرضت نفسها ناطقا باسم السويداء وقصفت دمشق وغيرها، وكانت تأمل في تعنت حكومة الشرع لتكمل المشروع جغرافيا، لكنها واجهت تصورا أمريكيا يخالف مشروع نتنياهو وكان موقف الدول العربية في الإقليم مؤثرا، ومع دخول العشائر السورية العربية تغيرت معادلة الميدان ومعادلة السياسة وتم وقف مشروع نتنياهو ولو مؤقتا.
 
الحكم الجديد في سوريا ليس على اولوياته اي صدام مع إسرائيل ولا التطبيع معها حتى وهو يفتح أبواب التفاوض، لأن سوريا تحتاج ماهو اهم من اتفاق مع إسرائيل لكن سعي الاحتلال لصناعة واقع جغرافي وعسكري جعل فكرة التفاوض وربما حتى توقيع اتفاق سياسي مع إسرائيل ضرورة للالتفات إلى الاولويات الأهم.
 
كل ملفات الجنوب السوري اليوم مهمة اقليميا ومهمة اردنيا ومهمة في الحفاظ على وحدة واستقرار سوريا، فالجنوب السوري هو الشمال الأردني وممتد لمناطق حدودية مع دول اخرى، ولهذا فاطفاء المشروع الاسرائيلي في جنوب سوريا مهم للحفاظ على خارطة الإقليم جغرافيا وعسكريا، فلو نجحت إسرائيل في خطواتها لفصل السويداء ستتكاثر مشاريع الانفصال برعاية إسرائيلية.