عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Oct-2025

عودة إلى الستينيات وسنوات قتال الشوارع* حمزة عليان
الجريدة  -
طارق علي لمن لم يسمع باسمه هو كاتب بريطاني من أصول باكستانية وناشط سياسي ومؤرخ، هويته السياسية من الماركسيين القلائل الذين ما زالوا على قيد الحياة. 
 
في كتابه «سنوات قتال الشوارع»، والصادر حديثاً عن «دار نشر تكوين»، ترجمة وتقديم عامر فردان، يروي أحداث الثورة الطلابية في فرنسا عام 1968، واستطرادا يقدم سيرة ذاتية للستينيات. 
 
الكتاب يسلط الضوء على حقبة تاريخية أحدثت تغييرات سياسية واجتماعية في العالم، كان عقدا صاخبا بدأت أحداثه في فيتنام، ثم اكتسحت آسيا وعبرت البحار والجبال إلى أوروبا وما بعدها.
 
الكاتب شاهد على انتفاضة الطلبة في باريس وملازم لها واعتقل بسببها عندما زارها ليساعد أحد قادة انتفاضة مايو 1968 في حملته الرئاسية، يومها تسلم أمرا بمنع دخوله فرنسا بقي هذا القرار ساريا حتى انتخاب فرانسوا متيران رئيسا.
 
شرارة واحدة أشعلت العالم آنذاك، خرج طالبان من جامعة «نانتير» إلى الشوارع وتحديا الرئيس شارل ديغول مطالبين بإصلاحات جامعية ثم ما لبثوا أن حولوها إلى ثورة.
 
ما حدث عامي 2024 و2025 من حراك وتظاهرات طلابية في أهم جامعات العالم وفي أميركا وأوروبا تجاه الإبادة الجماعية في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي يشبه إلى حد كبير ما شهدته فرنسا والعالم بالستينيات.
 
فالجامعات تبقى المحرك الرئيسي للتغيير، فمنها تنطلق الشرارة، ومهما واجهت من قمع ومصادرة وترهيب.
 
استوحى طارق علي عنوان الكتاب من أغنية مايك جاغر «في لندن النائمة لا مكان لمقاتل الشوارع»، والتي غناها فيما بعد... فالاضطرابات والحراك الجامعي في ميدان «غريفنور» لم تكن تهديدا لحكومة حزب العمال المؤيد لأميركا، لكنها كانت تعبيرا عن رفض إرسال قوات إلى فيتنام. 
 
يستعيد الناشط السياسي البريطاني شريط الأحداث التي وقعت في الستينيات، ويدافع بشراسة عن اليساريين الذين لم يكونوا «عملاء موسكو» على حد تعبيره... فقد أصيبت الصحافة البريطانية بصدمة عندما خرج الطلبة اليساريون في مسيرة إلى السفارة السوفياتية في لندن تدين غزو تشيكوسلوفاكيا بلغة شديدة، وتحرق دمي الزعيم بريجينيف حينما كتب الروائي السوفياتي الشهير ألكساندر سولجنتسين «هذا النظام لا يمكن إصلاحه من الداخل بل لا بد من الإطاحة به».
 
الخلاصة أن أحداث عقد الستينيات كانت ردة فعل على شدة الحرب الباردة، وفي أميركا كانت مطاردة السيناتور جوزيف مكارثي للمنتمين لليسار أحدثت فوضى عارمة.
 
في الستينيات ظهرت روح التجديد في الثقافة والسياسة، وبعد عقود من ذلك الزمان ما زال الحنين إليها قائما.