عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jul-2025

الأردن في قلب المعركة.. عقدان من التحديات والصمود*معاذ وليد أبو دلو

 الغد

منذ سقوط نظام البعث العراقي عام 2003، دخل الأردن في مرحلة أمنية دقيقة، لا سيما على الجبهة الشرقية، حيث شكل انهيار الدولة العراقية وغياب الاستقرار، فرصة لقوى إقليمية ودولية للتدخل والتوسع. وقد عملت بعض هذه الأطراف على استخدام الأراضي العراقية كمنصة تهديد للداخل الأردني، سواء عبر اختراق أمني، ومحاولات وعمليات إرهابية أو عبر محاولات تهريب وتنشيط خلايا مسلحة.
 
 
ومع انطلاق الربيع العربي عام 2011، تصاعدت التحديات بشكل حاد، داخليا وخارجيا. فقد واجه الأردن في الداخل حراكا شعبيا بمطالب سياسية واقتصادية واجتماعية، قابلته الدولة بحكمة واحتواء سياسي وأمني، حافظ على توازن الأمن والاستقرار. أما على الجبهة الشمالية، فتحولت الحدود مع سورية إلى منطقة مشتعلة مع تفكك الدولة السورية، وظهور تنظيمات إرهابية عديدة وكثيرة على مقربة من أراضي المملكة، أبرزها مليشيا الفاطميين وتنظيم داعش الذي تمدد بشكل خطير.
 
خلال تلك الفترة، عملت القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية على تعزيز الانتشار الحدودي، ورفع الجاهزية العسكرية والاستخبارية، وخاضت عشرات المواجهات مع مهربي السلاح والمخدرات والإرهابيين. وسقط عدد من شهداء القوات المسلحة في سبيل حماية السيادة الوطنية ومنع أي اختراق.
في السنوات الأخيرة، برز تهديد جديد لا يقل خطورة، يتمثل في التهريب المنظم للمخدرات عبر الحدود السورية، والذي تشير تقارير أمنية إلى ارتباطه بشبكات عسكرية والفرقة الرابعة السورية ومليشيات داخل الأراضي السورية وبدعم من النظام السابق، وقد طور الأردن قواعد الاشتباك للتعامل مع هذا الخطر، في ظل تصاعد وتيرة التهريب واتخاذه طابعا منظما ومسلحا.
وفي ظل التصعيد الإيراني الإسرائيلي في الإقليم، أصبحت أجواء المملكة مسارا تمر فيه صواريخ ومسيرات. وقد قامت الدفاعات الجوية الأردنية بإسقاط عدد منها، مؤكدة رفضها المطلق لأي انتهاك لسيادتها الجوية، ولأن تكون أراضيها ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
وأكدت المملكة مرارا رفضها لأن تكون ساحة لصراعات الآخرين، داعية لضبط النفس والاحتكام للحوار.
اليوم، ورغم حالة الإقليم المشتعل، يواصل الأردن الحفاظ على أمنه واستقراره، بفضل قيادة حكيمة، ومؤسسات أمنية متأهبة، وشعب مدرك لحجم التحديات التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية وإنه نموذج لدولة تقف بثبات وسط العاصفة، وتخوض حربا صامتة دفاعا عن سيادتها وكرامة شعبها
اليوم، وبعد عقدين من الأزمات المتلاحقة، يثبت الأردن أنه دولة صلبة وسط إقليم مشتعل. فرغم الحروب المحيطة والانهيارات الأمنية والسياسية في دول الجوار، ما يزال الأردن يحتفظ بأمنه واستقراره بفضل وعي شعبه، ويقظة جيشه، ورؤية قيادته التي اختارت طريق التوازن والحكمة دون التفريط بسيادة الدولة أو أمنها الوطني، في ظل إقليم مجنون.