قطر: سلمنا الخطة الأميركية لـ"حماس".. و"الحركة" سندرسها بمسؤولية
الغد
عواصم- على وقع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، خلف أكثر من 50 شهيدا وعشرات الجرحى، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس أن قطر ومصر سلمتا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خطة إنهاء الحرب في غزة التي كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أول من أمس عن تفاصيلها.
ففي اليوم الـ725 من حرب الإبادة على غزة، أفادت مصادر في مستشفيات القطاع أن 51 فلسطينيا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر أمس بينهم 18 من طالبي المساعدات. في حين واصل جيش الاحتلال غاراته على القطاع الفلسطيني ونفذ أحزمة نارية.
إلى ذلك استشهد فلسطيني بالضفة الغربية المحتلة، بعد إطلاق النار عليه إثر تنفيذه عملية دهس أدت لإصابة 3 مستوطنين عند حاجز النفق بين القدس وبيت لحم.
باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية المزدوجة التي وقعت أمس، عند مفترق قرية الخضر جنوب بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، في حين فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقا أمنيا على المدينة.
وقالت الحركة في بيان لها إن العملية "تجسد رسالة الشعب الفلسطيني الرافض لجرائم الاحتلال المتصاعدة من إبادة في غزة واعتقالات وتهجير وهدم للمنازل في الضفة الغربية".
وأكدت الحركة أن "عمليات المقاومة المتصاعدة رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام سياسات الإبادة والاستيطان، وأن بطش الاحتلال سينقلب عليه وبالا وذعرا".
ووفق القناة 12 العبرية، فإن شابا فلسطينيا نفذ عملية مركبة تضمنت الدهس وإطلاق النار، وأسفرت عن إصابة 3 مستوطنين، بينهم إصابة خطيرة.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال أن المنفذ حاول أيضا طعن إسرائيليين قبل أن يتم إطلاق النار عليه واعتقاله، في حين أبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية وزارة الصحة باستشهاد الشاب محمد عواد ديرية (32 عاما) برصاص الاحتلال في مكان وقوع العملية.
وعقب العملية، أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل محافظة بيت لحم، بما فيها حاجز "الكونتينر" ومداخل بلدات الخضر وتقوع وبيت جالا، وسط انتشار مكثف على شارع رقم 60.
ورحبت حركة "حماس" بالعملية واعتبرتها دليلا على أن الشعب الفلسطيني المقاوم الذي لن يصمت أبدا على جرائم الاحتلال.
وفي الخليل، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام قرب مدخل بلدة إذنا المغلق منذ عامين، أما في نابلس، فقد اختطفت قوات الاحتلال الخاصة شابا فلسطينيا بعد اقتحامها شارع القدس شرق المدينة، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وبشأن خطة ترامب قال الأنصاري خلال مؤتمر صحفي بالدوحة أمس إن وفدي الوساطة القطري والمصري عقدا اجتماعا أول من أمس سلما خلاله مقترح الخطة الأميركية لوفد حماس التفاوضي الذي وعد بدراسته بإيجابية، وإن الوقت ما يزال مبكرا للرد.
وأضاف الأنصاري أن اجتماعا آخر عقد أمس بحضور الجانب التركي كذلك مع الوفد التفاوضي للتشاور في الخطة".
وأشار إلى تكامل الجهود القطرية والمصرية والتركية لإنهاء الحرب بشكل جماعي ومنسق.
وأكد أن الخطوة الأولى بشأن خطة إنهاء حرب غزة هي التوافق بين جميع الأطراف، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مفاوضات بشأن الجدول الزمني لتنفيذ بنود الخطة، سواء فيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، أو بإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن "ما سمعناه من الرئيس الأميركي هو أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن قبوله خطة ترامب".
موقف قطر من الخطة
وبشأن موقف قطر من الخطة الأميركية، قال الأنصاري إن الدوحة رحبت بالخطة بالإجمال، وتقدر عاليا الالتزام الأميركي بإنهاء الحرب في قطاع غزة.
ورفض الأنصاري التعليق على بنود محددة في الخطة، مؤكدا أن قطر ترحب بالخطة بشكل عام، وتؤمن بأنه بقيادة الولايات المتحدة ستمثل هذه الخطة نموذجا شاملا لإنهاء الحرب، وهو الأمر الذي طالما كان هدفا أساسيا تسعى إليه قطر، فضلا عن إيصال المساعدات لسكان غزة، ومساعدتهم على استئناف حياتهم الطبيعية بعد انتهاء الحرب.
وقال إن قطر لم تتأخر في أي جهود لإنهاء حرب غزة أو دعم سكانها، حيث التزمت منذ اليوم الأول بالعمل لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات ووقف التصعيد.
وأكد أن الجهود القطرية والمصرية والتركية لإنهاء الحرب تتكامل بشكل جماعي ومنسق.
العدوان على قطر
وبشأن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطر، قال الأنصاري "ركزنا منذ اليوم الأول للعدوان على قطر على سلامة أراضينا وسيادتنا، وتركيزنا الأساسي ينصب على عدم تكرار الهجوم الذي استهدف بلدنا".
وأكد ترامب أن هذه المبادرة تسعى إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الاستقرار للمنطقة. وقال في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض أول من أمس إن "هذه الخطة تهدف إلى منح سكان غزة السلام والازدهار، دون أن يُجبر أحد على المغادرة"، داعيا الأطراف المعنية إلى التعاطي معها "بمسؤولية وواقعية".
من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها ستقوم بدراسة الخطة بمسؤولية، مشددة على أن أولويتها "رفع الحصار ووقف العدوان وضمان حقوق الشعب الفلسطيني".-(وكالات)