عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Nov-2025

الدولة الوطنية عدو فكر الميليشيات وتفكيك الدول والتطرف*سميح المعايطه

 الراي 

عقود طويلة من الضجيج الذي قادته أنظمة عربية وتنظيمات في الحديث عن الوحدة العربية او الإسلامية وصنعت تجارب قيل انها وحدوية لكنها لم تكن اكثر من مشاريع ضم دولة الى اخرى او هيمنة نظام على دولة اخرى،وفي نهاية المطاف لم تصل شعارات بعض الانظمة والتنظيمات الا الى دمار بلدانها،وحتى التنظيمات الإسلامية فانها اما تجارب من التطرف والإرهاب وقطع الرؤس والتكفير او ادوات وميليشيات تجعل من دولها كيانات بلا سلطة ولا قرار او تحويل دولها الى ساحات نفوذ لدول اخرى.
 
ومنذ مايسمى الربيع العربي وماحمل من استغلال لحاجة الناس للإصلاح ومحاربة الفقر عاشت العديد من الدول تجارب مأساوية نتيجة استغلال التنظيمات الإسلامية لهذه الحالة فرأينا إرهابا بالسلاح وارهابا بالتخوين وتفكيكا لدول وتحالفا مع من كانت هذه التنظيمات تعلن انه عدوها الاول وهي امريكا،وكانت الحقيقة الكبرى ان هذه التنظيمات بكل شعاراتها لم تكن الا تنظيمات تسعى للسلطة باي ثمن حتى لو كان الثمن قذف شعاراتها الى الجحيم.
 
اليوم بعد كل تلك التجارب واخرها استغلال تلك التنظيمات لفترة الحرب على غزة يمكننا القول ان الدولة الوطنية القوية هي العدو الاول لكل شعارات العروبة والوحدة الإسلامية الوهمية، وان الدولة الوطنية القوية التي تملك مؤسسات سيادية قوية من حكم وجيش وأجهزة دولة واجهزة أمنية هي الحل الحقيقي للحفاظ على حق الناس في حياة طبيعية خالية من الأوهام، وحقهم في دولة ليست ميليشيات ولا دولة تنفذ تعليمات مشاريع اقليمية مثل المشروع الفارسي.
 
الدولة الوطنية ليست عدوة للعروبة والعلاقات العربية القوية او علاقات متميزة مع دول العالم الإسلامي بل هي عدو لتيارات إسلامية وقومية لم تكن اكثر من شعارات لاضعاف دولها والحاقها بدول اخرى او انشاء تنظيمات داخل الدولة تكون دولة داخل دولها او تحول دولها الى دول تحكمها ميليشيات بينما مؤسسات الدولة ليست اكثر من شكل بلا مضمون وقرارها ليس محترما ولا منفذا.
 
الدولة الوطنية القوية هي العدو الاقوى في مواجهة فكر الميليشيات وكل فكر او مسار لايؤمن بالدولة ويتعامل مع رموزها الوطنية واستقرارها بعداء وتناقض.
 
ان اكون اردنيا او سعوديا او مصريا معتزا ببلدي مؤمنا بقيادتي وحريصا على استقرار بلدي لايعني ان اكون غير مؤمن بانتمائي الى عالمي العربي وقضاياه او منقطعا عن هوية مجتمعي بتكوينه الإسلامي والمسيحي،والعدو الحقيقي لي كل فكر او مشروع او ميليشيا لاتؤمن بالدولة وغايتها تفكيك الاستقرار وهوية البلد.
 
الدولة الوطنية القوية العدو الحقيقي للتكفير والتطرف وفكر الميليشيات ومشاريع الدول التي ترى نفوذها في تفكيك الدول الاخرى وزراعة مخالب لها من شعوب تلك الدول تحت شعارات واوهام فقدت مصداقيتها.