عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jul-2025

ما هو النعاس المفرط خلال النهار؟

 الغد

النعاس المفرط في النهار، المعروف طبيًا بفرط النوم النهاري (Hypersomnia)، هو شعور دائم أو متكرر بالتعب والنعاس في أوقات النهار، حتى في حال الحصول على عدد ساعات كافية من النوم ليلًا.
 
 
 
 
يمكن أن يظهر هذا النعاس على شكل نوبات نوم غير متوقعة أثناء العمل أو الدراسة أو حتى أثناء القيادة، وقد يصاحبه شعور دائم بعدم النشاط أو فقدان التركيز. في بعض الحالات، يكون السبب واضحًا مثل قلة النوم أو الإرهاق الجسدي، وفي حالات أخرى قد يكون مرتبطًا باضطرابات في النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم أو مشكلات نفسية أو هرمونية. لذلك من المهم الانتباه إلى هذا العرض وملاحظة مدى تأثيره على النشاط اليومي، بحب موقع هيلث لاين.
 
 
تحسين عادات النوم وجودته
 
جودة النوم لا تتعلق بعدد الساعات فقط، بل بالظروف المحيطة بالنوم ومدى انتظامه. تنظيم توقيت النوم والاستيقاظ يوميًا يُساعد على ضبط الساعة البيولوجية للجسم، ما يُحسن نوعية النوم العميق ويقلل من الاستيقاظ الليلي.
 
 
يُنصح بجعل غرفة النوم مريحة، مظلمة، وباردة نسبيًا، بالإضافة إلى الابتعاد عن الشاشات الإلكترونية قبل النوم. تناول الطعام الثقيل أو المشروبات المنبهة مثل الكافيين قبل النوم قد يعطل الدخول في النوم العميق. لذلك، من المهم توفير بيئة هادئة وروتين منتظم للحصول على نوم مريح ومتصل.
 
 
تأثير العمل الليلي على اليقظة النهارية
 
العمل أو الدراسة في ساعات متأخرة من الليل يُعد من أبرز أسباب اضطراب النوم والنعاس النهاري. فالسهر الطويل يُقلل من عمق النوم ويقلل من عدد ساعات الراحة الحقيقية التي يحتاجها الجسم.
 
 
عندما يتحول النوم إلى حاجة مؤجلة بسبب ضغوط العمل، تبدأ آثار النعاس في الظهور في اليوم التالي، ما يُضعف التركيز ويؤثر على الأداء العقلي والجسدي. لذلك، من الأفضل مراجعة روتين العمل والبحث عن طرق لتحسين إدارة الوقت بهدف تقليل العمل الليلي وتجنب الإجهاد المزمن.
 
 
الأدوية التي قد تسبب النعاس
 
بعض الأدوية قد تكون مسؤولة بشكل مباشر عن الشعور بالنعاس، حتى في حال النوم الجيد ليلًا. مضادات الاكتئاب والمهدئات وأدوية الحساسية وبعض أدوية السكري معروفة بتأثيرها المثبط على الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب أو النعاس خلال النهار.
 
 
إذا لاحظت ارتباطًا بين بدء استخدام دواء معين وظهور النعاس النهاري، من الأفضل استشارة الطبيب المعالج لمراجعة البدائل الممكنة أو تعديل الجرعة بطريقة لا تؤثر على نشاطك اليومي.
 
 
كيف تساعد الموسيقى على تحفيز النشاط أو النوم
 
تلعب الموسيقى دورًا مزدوجًا في تنظيم إيقاع الجسم. في النهار، يمكن للموسيقى الحماسية أو الإيقاعية أن تُنشّط الذهن وتُقلل من الشعور بالنعاس، خاصةً أثناء فترات العمل أو الدراسة.
 
 
بالمقابل، في المساء وقبل النوم، قد تساهم الموسيقى الهادئة في تهدئة الجهاز العصبي والمساعدة على الدخول في نوم مريح. لذلك، يمكن استخدام الموسيقى كوسيلة بسيطة وفعّالة لضبط مزاجك ونشاطك حسب توقيت اليوم.
 
 
أهمية الحركة والنشاط البدني خلال اليوم
 
النشاط الجسدي المعتدل خلال اليوم يُساعد على تعزيز الدورة الدموية وتحفيز الدماغ، مما يُقلل من الشعور بالنعاس ويزيد من التركيز. التوقف عن الجلوس المطوّل والتحرك كل ساعة على الأقل، حتى لو لفترة قصيرة، يُعيد النشاط الذهني.
 
 
كما أن ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو السباحة أو حتى التمارين البسيطة، تُحسّن من جودة النوم الليلي وتقلل من الأرق واضطرابات النوم المزمنة. الحركة ليست فقط وسيلة للبقاء مستيقظًا، بل أداة وقائية لتحسين نمط الحياة بالكامل.
 
 
تقليل استهلاك الكحول والكافيين
 
الكحول قد يبدو في البداية مهدئًا يساعد على النوم، لكنه غالبًا ما يؤدي إلى نوم متقطع وسطحية في المراحل العميقة من النوم، ما يجعل الشخص يستيقظ في الصباح مرهقًا. بالمقابل، الكافيين الموجود في القهوة والشاي ومشروبات الطاقة قد يُعطي دفعة مؤقتة من النشاط، لكنه أيضًا يعيق القدرة على النوم ليلًا إذا تم استهلاكه في وقت متأخر. لتقليل النعاس النهاري، من الأفضل تقليل الاعتماد على هذه المنبهات والتركيز على الراحة الليلية الحقيقية كمصدر للطاقة.
 
في حال استمر الشعور بالنعاس خلال النهار رغم الالتزام بنمط حياة صحي، يجب عدم التردد في مراجعة الطبيب المختص. قد يكون السبب مرتبطًا باضطرابات في النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو اضطرابات الساعة البيولوجية أو حتى مشاكل صحية أخرى مثل نقص الحديد أو اضطرابات الغدة الدرقية. التدخل الطبي المبكر قد يساعد على تحديد السبب الحقيقي وتقديم علاج فعّال يُعيد التوازن لحياتك اليومية.
 
 
خيارات علاجية إضافية
 
إلى جانب التعديلات السلوكية، قد يُوصي الأطباء ببعض المكملات مثل الميلاتونين، خاصة في حالات اضطراب الساعة البيولوجية أو السفر عبر المناطق الزمنية. كذلك، يمكن استخدام أعشاب مهدئة مثل البابونج والخزامى في المساء لتحسين جودة النوم. في حالات طبية محددة، قد تُستخدم أدوية منشطة أو محفزات اليقظة لمن يعانون من اضطرابات مثل النوم القهري أو توقف التنفس الليلي. لكن يجب استخدام هذه الأدوية بحذر وتحت إشراف طبي مباشر.
 
فالنعاس المفرط في النهار ليس حالة طبيعية، وقد يكون مؤشرًا على خلل في نمط الحياة أو اضطراب في النوم يحتاج لتدخل. إدخال تغييرات بسيطة مثل تنظيم النوم، الحركة المنتظمة، وتقليل المنبهات قد يحدث فرقًا ملحوظًا. وإذا لم تنجح هذه الخطوات، يبقى الطبيب هو المرجع الأول للوصول إلى الحل المناسب. النوم الجيد ليس رفاهية، بل ضرورة لصحة الجسد والعقل.