رفض الإفراج عنهم بجميع صفقات التبادل
الغد
كما في صفقات سابقة، خلت قوائم الأسرى الفلسطينيين المحررين في النسخة الثالثة من صفقة "طوفان الأحرار"، من أسماء كبار قادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي.
ووفق محللين فإن الاحتلال يخشى في حال إطلاق سراحه أن يتمكن البرغوثي، من إعادة وحدة الصف الفلسطيني، كونه شخصية تحظى بقبول من قبل كافة أطراف المكون السياسي الفلسطيني.
تعنت الاحتلال بعدم شمول عدد من القادة الفلسطينيين في جميع صفقات تبادل الأسرى كاد يعصف بمفاوضات كانت آخرها، ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ الجمعة الماضي.
ووفق "مكتب إعلام الأسرى" التابع لحركة حماس فإن "عقبات معقدة" واجهت فعلا مفاوضات تحديد قوائم المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، وعند إعلان القائمة، صباح السبت الماضي، خلت من أسماء رموز الحركة الأسيرة.
وتقول مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى في بياناتها، إن سلطات الاحتلال لم تتوقف عند حد استثناء القادة من الإفراج، بل إنها تعذبهم بشدة، ونشرت تلك المؤسسات على مدى عامي الحرب شهادات قاسية عن ظروف اعتقالهم.
ويتحدر مروان البرغوثي من بلدة كوبر شمال غربي مدينة رام الله، وهو سياسي وقيادي بارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وشارك في انتفاضتي 1987 و2000.
كان آخر اعتقال له عام 2004 وحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات، بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، خلال انتفاضة الأقصى.
وفي 15 آب (أغسطس) الماضي هدد وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير الأسير البرغوثي بعد اقتحام زنزانته، وسط صدمة عائلته من ملامحه، ومخاوف على مصيره، حيث ظهر بوجه شاحب وجسد هزيل.
ويعتبر البرغوثي من الشخصيات المحتملة لتوحيد الفلسطينيين، ففي عام 2006 ساهم في صياغة وثيقة الأسرى نيابة عن حركة فتح، والتي عدلت لتصبح وثيقة الوفاق الوطني.
وفاز عام 2009 بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، ومنتصف كانون الثاني (يناير) 2021 ترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية في انتخابات لم تعقد، مخالفا بذلك قرارات حركته التي أوصت بمرشح واحد للانتخابات.
وأول من أمس الأربعاء، قالت حركة فتح في بيان إنه تعرض "لاعتداء سافر" خلال نقله من معتقل "ريمون" إلى معتقل "مجدو".
ومن الأسرى الفلسطينيين الذين رفض الاحتلال شمولهم بصفقات التبادل عبد الله البرغوثي الذي ولد في دولة الكويت وفيها تلقى تعليمه الأساسي، وإثر حرب الخليج عام 1990 انتقل إلى الأردن ثم عدة دول قبل أن يصل إلى فلسطين عام 1998.
برز اسمه في الانتفاضة الثانية عام 2000 كأهم مهندسي العمليات في كتائب القسام وتحمّله إسرائيل مسؤولية قتل 66 إسرائيليا، وجرح أكثر من 500.
واعتقل في آذار (مارس) 2003، وقضى 10 سنوات في الحبس الانفرادي، ويقضي أطول حكم بالسجن وهو المؤبد 67 مرة.
وفي أيار (مايو) 2025 تعرض للضرب حتى الغيبوبة وسُكبت عليه مواد حارقة وتُرك بلا علاج، وأطلقت عليه الكلاب تنهش جسده، وفق مكتب إعلام الأسرى، الذي أكد تكَوّن بقع زرقاء في أنحاء جسده وتكوّن كتل دم في رأسه، وانتفاخ في عينيه، وكسور في أضلاعه، وفقدانه القدرة على النوم.
ومن القادة الفلسطينيين الذين رفض الاحتلال شمولهم بصفقات التبادل حسن سلامة (54 عاما) والذي يعد أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، وعباس السيد (59 عاما) وهو قائد عسكري في كتائب القسام، وإبراهيم حامد (60 عاما) والذي يعد واحدا من أهم قادة كتائب القسام، وأحمد سعدات (72 عاما) أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعاهد أبو غلمة (57 عاما) المتهم بمقتل وزير سياحة الاحتلال رحبعام زئيفي عام 2001، وهو من أبرز قادة الجبهة الشعبية، ومعمر شحرور (46 عاما) وهو قيادي بارز في كتائب القسام معتقل منذ العام 2002 ومحكوم بالسجن مدة 29 مؤبداً و20 عاماً أخرى، ومهند شريم (49 عاما) قيادي في كتائب القسام من مدينة طولكرم، اعتقل عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 29 مرة و20 عاماً أخرى.
وفي أكثر من بيان انتقدت مؤسسات الأسرى غياب دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وطالبتها بالإعلان رسميا عن منعها من سلطات الاحتلال من زيارة السجون.
وفق مدير نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار، فإن القادة الأسرى تعرضوا في عامي الحرب لعشرات الاعتداءات القاسية والعنيفة والتي خلفت فيهم أمراضا وعاهات مستديمة.
وفي تفسيره لتمسك الاحتلال بعدم الإفراج عنهم، قال إنها تتعلق بمزاعم تفيد باحتمال عودة بعضهم إلى المقاومة والعمل العسكري بعد الإفراج عنهم، وهو ما يسمونه "منحى السنوار" في إشارة للقائد العسكري يحيى السنوار.-(وكالات)