عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jul-2025

هل هو الفساد أم البيروقراطية؟!*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

فعل خيرا بنا؛ قرار النائب بحظر النشر في قضية مقتل 9 أردنيين بالتسمم الكحولي، بعد أن جمحت الأمراض فوق مستوى الحوار، لكن دعونا نتحدث عن أخطاء أخرى، لا تقل أهميتها وخطورتها على حيوات الناس وممتلكاتهم، عن حادثة التسمم المذكورة، ولا حتى عن العمليات الإرهابية نفسها، من حيث عدد ضحاياها وحجم هدرها للمال الخاص والعام، وهي في الحقيقة لا تحتاج أن يتحاور أو يتجادل بها اثنان سويان.
حالة الطرق التي تسير عليها سياراتنا، وبعض النقاط المميتة حرفيا على هذه الطرق، ولأنني أريد التحدث بشكل مباشر عن نقطة معينة، على طريق حيوي داخل العاصمة عمان، ومخدوم تماما، فهو مؤثث جيدا بالشواخص ويافطات السرعة والقيادة، لكثرة النقاط التي تتفرع منه، ولحجم الضغط عليه، ذلك هو شارع الملكة رانيا، الممتد من دوار الداخلية في جبل الحسين، وحتى منطقة صويلح..
بسبب «يافطة» لم يتم وضعها بشكل مرئي مناسب لسائقي السيارات، القادمة من طريق الجامعة الأردنية باتجاه دوار المدينة الرياضية، تقع حوادث سير، وكلها سببها الجزيرة الوسطية، التي تفصل الطريق بين «نفق الصحافة»، وبين «إشارة الصحافة».. وهو طريق أسلكه غالبا، ويشهد ازدحاما بل كثافة سير معروفة..
وصلتني صورة ومسج، من أحد القراء المحترمين، يطالبني بتسليط الضوء على هذه المشكلة يرجو حلها، فهو يسكن بالقرب من هذه النقطة، ويشهد بأن عدة حوادث سير وقعت في الشهر الماضي، وقد شاهد بل وشارك في «التفرج» وربما مساعدة المتضررين من الحوادث، وقت حدوثها، ويقول بأنه خاطب مسؤولين بأمانة عمان، مطالبا بوضع اليافطة «ذات السهمين»، التي يعرفها كل الناس، وإبرازها بشكل مرئي للسواقين، فهي الآن «مبطوحة» على الأرض، وحين تقوم أمانة عمان أو غيرها، برفع هذه اليافطة أو الشاخصة المرورية، فهي لا تظهر بشكل واضح، ويتفاجأ بها السائق، لأن «ماسورتها قصيرة»، وتختفي خلف السيارات، ويتفاجأ بها كثيرون، يجدون أنفسهم أمامها مباشرة، ولا يتمكنون من تحاشيها أو تلافي السير فوقها..
طبعا هناك الكثير من النقاط المميتة على شوارعنا في مناطق مختلفة، ويمكن لكل شخص أن يعطي مثالا من منطقته، وهنا «سأتوقف قليلا كما يقول المعلق الرياضي حفيظ الدراجي أو حتى ماجد العدوان»،، هل حقا هو فعل عظيم ومشروع مكلف لموازنات البلديات أو الأشغال العامة، حين يقومون بتثبيت «شاخصة» وهي غالبا تكون جاهزة في مستودعاتهم؟.. ماذا يقولون لأنفسهم، بل كيف يشعرون ويفكرون، حين يكونون متأكدين بأن وضع هذه الشاخصة بشكل مثالي، ينقذ أرواح الناس وممتلكاتهم، وإن فعلوا فهم لا يضعونها بشكل مثالي، ظاهر للجميع..
القصة ليست تدشين مشاريع إنشائية كبيرة، ولا تحتاج لجان وسفريات ومياومات وموازنات، تحتاج فقط إلى «غيرة» ووفاء وصدق وأمانة في المسؤولية، فالذي يدرك أن هذا العمل الصغير هو سبب في موت أو تشوّه ناس نتيجة حادث سير، أو على الأقل تخريب سيارات وخسارتها، وبيده أن أن يقوم بالعمل على وجه صحيح، ويتلكأ، أو يبرر ويجادل، وتقع المزيد من الحوادث .. ولا يفعل، أو يستجيب لشكاوى وملاحظات المواطنين.. ماذا يريد، ولماذا يفعل هذا، وهو يعلم أنه يترك في الشارع «مصيدة» تقتل الناس أو تدمر ممتلكاتهم؟!!
ولست أدري لماذا لا يكون هناك قوانين تلزم هذه الجهات بدفع تعويضات «بالملايين» للمتضررين بسبب عدم وجود شاخصة مرور على طرق، نعتبرها مأمونة، ومدفوع ثمنها بالكامل من المواطن..