عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2025

الأرشيف مخزن الذاكرة الوطنية* حمزة عليان
الجريدة -
​لم يكن الصديق عبدالله بشارة الوحيد الذي اعتمد في كتاباته على الوثائق والسجلات البريطانية، فالذين يقدرون الأرشيف باعتباره مخزن الذاكرة لديهم إنتاج فكري وبحثي معروف.
 
​ونحن نثمن انضمام «أبومعتز» إلى عضوية المنتسبين الجدد إلى عالم الأرشيف. نضع أمام القراء جهود سيدة فاضلة أفنت حياتها في هذا الميدان، وأخرجت لنا عملاً رائعاً هي ندى عبدالرحمن الرفاعي، بعنوان «مسيرة الإعلام الكويتي من الأصالة إلى التجديد 1962 - 2022».
 
​لو لم تعمل وتغوص الزميلة ندى الرفاعي في هذا الحقل لمدة 30 عاماً، وأدركت قيمته والمعاناة التي واجهت عملها، لم نكن لنرى هذا المنتج الوثائقي بعد الجهد والتمحيص الذي بذلته طوال 13 سنة متصلة وهي تبحث وتُنقب وتراجع.
 
​عادت بي الذاكرة إلى مرحلة ما بعد التحرير، وإنشاء مركز للتوثيق بوزارة الإعلام، كنت أحد المستشارين فيه، تعرفت على مجموعة رائعة من المحبين للتوثيق، وكانت أعماله تشمل كل ما له علاقة بالغزو العراقي، ومرحلة الإعمار، وكل ما يتعلق بدولة الكويت.
 
​هذا المركز تنقلت تبعيته إلى أكثر من إدارة، وتغيرت تسميته أكثر من مرة إلى أن صدر هيكل تنظيمي جديد لوزارة الإعلام، لم يعرف بعد أين مصير «قطاع التخطيط والتنمية المعرفية»، الذي يتفرع منه «نظم المعلومات»؟
 
​من أهم الوزارات المعنية بالتوثيق هي وزارة الإعلام، بل أقول هي العمود الأساسي والفقري، لذلك سيكون الأمر محزناً أن يتم إهمال أرشيف معلوماتي يقدر بملايين الوثائق يعود إلى عام 1991.
 
​تعاقب على وزارة الإعلام 27 وزيراً منذ إنشائها بعد الاستقلال، ومع كل مرحلة تعود الأمور إلى الخلف، وبدلاً من دعم هذا القسم وتطويره ورفده بالعناصر البشرية والكفاءات والبرامج الإلكترونية، ومنحه حصانة تمكنه من القيام بوظيفته وأداء دوره الذي لا يمكن الاستغناء عنه، حتى مع ثورة التكنولوجيا، وطوفان السوشيال ميديا، فإن الذاكرة الوطنية أجدر بالبقاء والتطوير وليس بالتجميد والنسيان، لتتماشى مع استراتيجية الوزارة في رسم ملامح صوت الكويت ورسالتها إلى العالم.
 
الأشخاص يأتون ويذهبون، لكن المراكز التوثيقية والأرشيفات الوطنية هي الباقية.