عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jul-2025

فرسان المباخر.. حين نُكحل بالوهم |م. أشرف عمايرة
جو 24 :
 
ثمة خيانة خفية ترتكبها الكلمات حين تسرف في الثناء، ‎
وثمّة تواطؤ لغوي حين تتحول مفردات المديح من شهادات استحقاق إلى رشى رمزية توزع على قارعة "الهوامش".
 
في زمن الرداءة
-في المأثور لا شكر على واجب - ‎
يصعد "الروتين” إلى المنابر كأنه نبوءة، ‎
ويُحتفى بـ”الحد الأدنى” كأنه المجد، ‎
ويُستدعى الشعر ليقول .. وتؤتى المزامير.
 
في فن التطبيل،
‎تطمس الحدود بين ما يجب فعله
وبين الصواب والخطأ.. ‎
وبين العادي والطبيعي والاستثنائي ، ‎
وتصادر الحقيقة لصالح خطابٍ مزخرف يكحل الوهم. ‎
 
والتهليل الاجوف عدوى ..
وللتهليل جيوش
يحملون المباخر الرقمية،
يسعون في الاقناع - أنفسهم قبل غيرهم - اذ يصفقون للسراب انه ماءٌ مؤجل!
ينفخون في الاعتيادي .. وفي الفراغ، ‎
ويقيمون مهرجانات التهليل لكل كلمة وهمس. ‎
فالفاعل هو "الأهم"..
والقائل هو "الأهم"..
 
السوشال ميديا؟ ‎
صارت منصةً جماعية لقرع الطبول بلا إيقاع،
،‎حفلاً مفتوحاً للمداحين بلا دعوة
حيث يصبح "الإعجاب” تزكية، ‎
و”المشاركة” بيعة، ‎
ويُزرع "الغرق كمهارة سباحة" في الوعي العام ‎
ويمسي من يجرؤ على سؤال "جوهر الفعل”.. والصواب ‎
متهم بالتحبيط والسلبية.. و”الشد العكسي الهدام"!
 
حملة المباخر اليوم، ‎
سيرٌ خلف كل سلطة وصاحب يد،
‎يطوّبونهم "قيادات استثنائية”
‎ويمنحونهم وسام "الفرادة والتميز” كل صباح
!!‎فقط لأنهم .. يحمدون الله إذ عطسوا
فيندهش الممدوح .. يواجه عبر مراياه "الزائفة” سؤال "تقييم الذات”..
وتكبر الرؤوس! ‎
 
في عالم التطبيل و”الطبول”
‎"راح الصالح بعروة الطالح"
يلبس الاخفاق ثوب النجاح .. بالتصفيق، ‎
وبالتصفيق.. تُباع الخيبة على هيئة منجزٍ.
 
التطبيل .. ‎
ردمٌ يُلقى في قبر الحقيقة. ‎ً
لا يصنع قادة، ‎
لا يؤخر فشلاً
‎!!التطبيل .. فقط يقدمه مغلفاً على طبقٍ من هتاف
أفلا تتفكرون؟!