عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Sep-2025

غزة: نزوح جماعي للعائلات تحت قصف الاحتلال

 الغد-نادية سعد الدين

 أعلن الاتحاد الأوروبي رسميا فرض العقوبات على الكيان المُحتل بسبب حرب الإبادة في غزة، بما تشمل الوزراء المتطرفين والمستوطنين وتعليق بنود في اتفاقيات التجارة معه، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة المتطرفة وهددت بالرّد المناسب عليه، وسط إمعانها في تدمير مدينة غزة ومحاولات تفريغها من سكانها الفلسطينيين.
 
 
وطبقا للاتحاد الأوروبي، فإن تعليق البنود التجارية، مثل "الاعتمادات التجارية، وفرض العقوبات على الوزراء المتطرفين والمستوطنين العنيفين سيشير بوضوح إلى مطالبته بإنهاء هذه الحرب"، في غزة.
وفي إطار العدوان المستمر على مدينة غزة، ومخطط تهجير السكان الفلسطينيين، فقد ادّعى جيش الاحتلال بتخصيص طريق نقل مؤقت عبر شارع صلاح الدين، من أجل إجبارهم على النزوح قسّرا نحو جنوب القطاع، وهو ما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من عواقبه الوخيّمة.
واعتبرت "اليونسيف"، في تصريح لها أمس،  أن النزوح الجماعي القسري للعائلات الفلسطينية يشكل "تهديدا مميتا للفئات الأكثر ضعفا"، في ظل استمرار قصف الاحتلال المكثف على قطاع غزة، لافتة إلى إن العائلات الفلسطينية والأطفال الجائعين يُدفعون جنوبا من "جحيم إلى آخر".
وأضافت أنه "من غير الإنساني أن يتعرض قرابة نصف مليون طفل، ممن عانوا من العنف والصدمات النفسية جراء أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، لتهديد الفرار من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر"، وفق قولها.
ويواصل جيش الاحتلال تصعيده العسكري على مدينة غزة، تزامنا مع توسيع الهجوم البري، مما أدى لاستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين، في وقت يستمر نزوح عشرات العائلات وسط القطاع وجنوبه.
وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع باستشهاد 51 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر أمس بينهم 38 في مدينة غزة.
كما أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد 5 فلسطينيين إثر قصف صهيوني استهدف خيمة للنازحين بمنطقة مواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفاد مستشفى شهداء الأقصى بتسجيل إصابات بين الفلسطينيين جراء إطلاق قوات الاحتلال النار شرق مدينة دير البلح (وسط القطاع).
شهداء المساعدات
من جهتها، أعلنت طواقم الإسعاف والطوارئ في غزة عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة العشرات بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات قرب مركز توزيع شمال مدينة رفح.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 أيار(مايو) الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية".
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر محلي بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في محيط بركة الشيخ رضوان (شمال غربي مدينة غزة).
وقد أعلن جيش الاحتلال أنه استهدف 150 موقعا في مدينة غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك في إطار عملياته العسكرية المستمرة على القطاع الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت عن مساحات واسعة من مدينة غزة، في وقت تشهد فيه تصعيدا عسكريا مكثفا من قبل جيش الاحتلال، مما يزيد من صعوبة وصول المعلومات والإغاثة للمدنيين.
نزوح ومعاناة
إنسانيا، تواصل عشرات العائلات رحلة النزوح من مدينة غزة باتجاه وسط القطاع وجنوبه، هربا من الهجوم الصهيوني على المدينة. ويكتظ شارع الرشيد بالشاحنات والعربات وسط ظروف صعبة، حيث لا يجد معظم النازحين مكانا يستقرون فيه بسبب تكدس مئات الآلاف منهم في الجنوب.
ويأتي ذلك في حين أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن سلطات الاحتلال تمنع بشكل متعمد محاولات منظمة الصحة العالمية إدخال الوقود إلى مستشفيات القطاع، مما يفاقم أزمة تشغيل المعدات الطبية ويهدد حياة المرضى.
كما أدانت الوزارة الفلسطينية جريمة استهداف الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال، معتبرة أنها جريمة تؤكد سياسته الممنهجة لإخراج منظومة الصحة عن الخدمة.
وناشدت "صحة غزة" الجهات المعنية توفير الحماية للمؤسسات الصحية والطواقم الطبية والمرضى في محافظة غزة.
إدانات متتالية
وتوالت الإدانات من حكومات غربية ومسؤولين وسياسيين بعد إعلان الاحتلال توسيع هجومها البري على مدينة غزة سعيا لتهجير سكانها واحتلالها في إطار العملية المسماة "عربات جدعون 2".
وقد خلّفت الإبادة نحو 65 ألف شهيد و165 ألف مصاب، كما استشهد جراء التجويع 428 فلسطينيا، منهم 146 طفلا، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.
ويواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بدعم أميركي، مما أدى لارتقاء نحو 230 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف، في وقت أودت فيه المجاعة بحياة 411 فلسطينيا، بينهم 141 طفلا.
من جانبها، طالبت الحكومة الفلسطينية، دول العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ قطاع غزة، في ظل إعلان جيش الاحتلال بدء اجتياح بري لمدينة غزة بعد تهديد سكانها ومطالبتهم بالإخلاء القسري.
وأكدت، خلال اجتماعها أمس، أن وضع الفلسطينيين أمام خيارين: القتل أو التهجير، في سابقة لم يشهدها التاريخ الحديث، ولا يمكن وصفها إلا بأنها جريمة حرب مكتملة الأركان بحق مليوني مدني فلسطيني أمعن الاحتلال في التنكيل بهم قتلا وحرقا وتجويعا، وحرم من نجا منهم من أبسط مقومات الحياة.-(وكالات)