الدستور المصرية -
ليس من الدقة القول إننا نكتب اليوم عن غزة وأحوالها بعد اتفاق إيقاف الحرب الهش عمليًا ونظريًا، وكان المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى بات فى حالة اضطراب.
وهذا الاتفاق- الذى تم إنجازه على أرض مصر، وفى مدينة شرم الشيخ، بترتيبات مصرية أمريكية ومن تخطيط وترتيبات الدول الوسطاء، وبوجود دولة تركيا كوسيط ولاعب جديد- قد يكون له وضعه الذى تعرف تفاصيله الولايات المتحدة الأمريكية، وربما أكثر من دور وسيط.
أُطر معينة من الإعلام العربى الخليجى واللبنانى والغربى، الأمريكى تحديدًا، أخذت من اللحظة الحالية تروج أن غزة، بعد الاتفاق، هى غير ما قبله، وبالتالى، هناك خلافات أمريكية إسرائيلية مصرية، وأن الخلافات المفترض أو التى تقدم مرحليًا، على أنها خلافات، تدور حول طبيعة وزمان ومكان القوة الدولية فى غزة.
موقع صحيفة «المدن» الإلكترونية اللبنانية، التى تصدر فى بيروت بدعم خليجى قطرى، قالت فى واجهتها يوم الثلاثاء 21/10/٢٠٢٥، أن هناك العديد من التقارير الإسرائيلية، باللغة العبرية والإنجليزية، أفادت بوجود خلافات حادة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر حول تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لإنهاء الحرب على قطاع غزة، خصوصًا فى ما يتعلق بنشر قوات دولية فى القطاع وترتيبات تنفيذ الاتفاق.
* مدى صحة رغبة مصر فى الدعوة إلى إدخال قوات عربية ودولية لغزة؟.
.. ونوهت المدن، إلى عنوان أن «القاهرة تسعى لإدخال قوات عربية ودولية لغزة»، استنادًا لخبر نشر فى بوابة هيئة البث العام الإسرائيلية الإلكترونية، «كان 11»، مساء الثلاثاء، وفيه تأكيدات أن الولايات المتحدة الأمريكية أبدت رغبتها فى البدء الفورى بتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، فيما تسعى القاهرة إلى إدخال قوات عربية وأجنبية إلى القطاع خلال الأيام المقبلة.
مؤشرات الأخبار تنحاز إلى المعلومات التى تنشرها دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، مصادرها مكتب السفاح نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف التوراتى الإسرائيلية النازية، وهى من جهتها، تقول إن الاحتلال الإسرائيلى يعارض هذه الخطوة فى الوقت الراهن، على اعتبار أن حركة حماس قادرة على تسليم جثث الأسرى القتلى من دون أى مساعدة خارجية، علمًا بأن الاتفاق ينص على تشكيل لجنة دولية تتولى رصد مواقع الجثث وتنسيق عمليات البحث عن الجثث وانتشالها.
فى المعطيات القائمة، الوضع فى غزة بعد الاتفاق، يفتح الأبواب لظهور هذه الخلافات، والتى تقول مصادر الأخبار والمعلومات إنها ظهرت خلال زيارة كل من نائب الرئيس الأمريكى جيه دى فانس، ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، إلى إسرائيل ولقاءات الأخير مع مسئولين أمنيين رفيعى المستوى، وفق المدن، والبيت الأبيض.
ما تسرب أن «مصادر» أمنية إسرائيلية أبلغت رئيس المخابرات المصرية السيد حسن رشاد أن «حماس تتعمّد المماطلة فى تسليم الجثث»، وأنه «على الحركة إعادة جميع الجثث التى بحوزتها قبل الانتقال إلى أى مرحلة جديدة فى الخطة الأمريكية».
* دول عربية وإسلامية وغربية مرشحة للمشاركة بالقوة الدولية
تسريبات دبلوماسية إعلامية، لـ«الدستور»، قالت إنه بعد التنسيق الدبلوماسى مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، بدأت بين عواصم الدول الوسطاء تتشكل قائمة الدول المرشحة للمشاركة فى القوة الدولية العربية المزمع نشرها فى غزة للإشراف على وقف إطلاق النار، بموجب الخطة الأمريكية، التى تنص على نشر قوة دولية لتثبيت الاتفاق ونزع سلاح المقاومة.
.. وليس من المؤكد اعتماد أى قائمة أولية، لكن المصادر تؤشر أن القوات الدولية، تشمل أفرادًا من:
* مصر.
* أذربيجان.
* قطر.
* الأردن.
* إندونيسيا.
الإمارات.
* المغرب.
* تركيا.
.. وهنا، حسب مصادر دبلوماسية لـ«الدستور» أكدت أن الخلاصات الدبلوماسية والأممية ما زالت فى مرحلة صعبة من المشاورات، وتحديد المهام، التى، تؤخر وما زالت تتردد فى الموافقة /إعلان المشاركة تحت ضغط أمريكى متزايد، فيما تتحفّظ إسرائيل على ضمّ تركيا إلى القوة.
فى المقابل، تدعم إدارة الرئيس الأمريكى ترامب ضلوع تركيا فى تثبيت الاتفاق فى غزة.
وردًا على سؤال حول دعم أنقرة لـ«حماس»، قال فانس فى مؤتمر صحافى عقده فى إسرائيل الثلاثاء: «هذا ينتمى إلى الماضى. من يشارك فى الاتفاق لا يمكنه البقاء أسيرًا للماضى. نحن نركز على المستقبل والسلام».
.. عمليًا، نائب الرئيس الأمريكى يلتقى، الخميس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى إيال زامير، فى اجتماع يُرجّح أن تكون الكلمة الأخيرة فيه للجانب الأمريكى، وسط إشارات إلى خلافات داخلية إسرائيلية بشأن مستقبل العمليات فى قطاع غزة.
ونقلت القناة أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب كل تحرّك إسرائيلى فى غزة عبر المقرّ الأمريكى الذى أُقيم فى كريات غات، وأنها «توافق أو تمنع أحيانًا تنفيذ عمليات ميدانية»، فى إطار مساعيها لضمان صمود اتفاق وقف إطلاق النار ومنع انهياره. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الأمريكيين «يتدخلون أحيانًا لمنع عمليات محددة، خشية تدهور الوضع الميدانى».
ووفق ما تسرب من المؤتمر الصحافى، الذى عقده فى المقر بكريات غات، قال فانس إن «الوضع حساس للغاية»، مضيفًا: «هناك الكثير من العمل الذى علينا إنجازه». وردًا على الانتقادات التى تُوجَّه للخطة، أوضح: «أسمع من يقول إن كل خرقٍ للهدنة يعنى نهاية الاتفاق، وهذا ببساطة غير صحيح».
وفى معرض رده على سؤال حول ملف استعادة جثث الأسرى من غزة، قال نائب الرئيس الأمريكى إن العملية «لن تتم بين ليلة وضحاها»، مضيفًا: «بعضهم مدفون تحت الأنقاض، وآخرون لا يُعرف مكانهم، تحلوا بالصبر. هذا سيستغرق بعض الوقت». وأعرب عن تفاؤله بإمكانية استكمال هذه المهمة بمساعدة آلية المراقبة الدولية.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة تمسك فعليًا بمفاصل إدارة المشهد الميدانى فى غزة، وأن زيارات المسئولين الأمريكيين الأخيرة، بما فى ذلك زيارة فانس، تُعدّ مؤشرًا على تصاعد الدور الأمريكى فى توجيه مسار العمليات وتطبيق مراحل الخطة.
* .. وفى الدوحة: محادثات بين تركيا وحركة حماس
التقى وفد قيادى من حماس ترأسه رئيس المجلس القيادى للحركة محمد درويش أمس، بوزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات التركيين هاكان فيدان وإبراهيم قالن، فى العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت حركة حماس فى بيان، إن وفد الحركة ضم كلًا من أعضاء المكتب السياسى خالد مشعل، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله وسامى خاطر.
وأضافت أن «رئيس المجلس القيادى للحركة استعرض خلال اللقاء مجريات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وسبل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلى يتلكأ فى تنفيذ بنود الاتفاق من خلال خروقاته المتكررة خلال الأيام الماضية، وعدم التزامه بفتح معبر رفح أمام سفر المرضى والمصابين، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة».
كما أكد درويش «التزام الحركة بالوقف التام لإطلاق النار رغم خروقات العدو المتكررة، مشددًا على إصرار الحركة مع فصائل الشعب الفلسطينى على الحقوق الثابتة لشعبنا فى تقرير مصيره وحقه فى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وضرورة توفير كل المتطلبات الأساسية للبدء الفورى فى عمليات الإيواء وإصلاح الطرقات وتوفير المياه والمساعدات الغذائية، وصولًا إلى إعادة الإعمار الكامل لما دمره العدوان فى قطاع غزة»، حسب ما ورد فى بيان حماس.
وقال: «كما قدر رئيس المجلس القيادى للحركة عاليًا جهود الإخوة فى الجمهورية التركية، وفى مقدمتهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والإخوة الوسطاء على ما بذلوه من جهود لوقف حرب الإبادة الجماعية على شعبنا فى غزة، مشيدًا بالموقف التركى بشكل عام المساند للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، مؤكدًا أهمية اضطلاع جميع قوى وفعاليات الأمة العربية والإسلامية بدورها فى دعم صمود الشعب الفلسطينى، ولا سيما فى غزة التى تعانى من آثار حرب الإبادة الإسرائيلية».
* تركيا تعزز موقفها حول دعم الشعب الفلسطينى
ووفقًا لما جاء فى بيان «حماس»، فإن وزير الخارجية التركى أكد «موقف تركيا الثابت فى دعم الشعب الفلسطينى ورفض العدوان الإسرائيلى، مشددًا على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية، والبدء الفورى بإعادة الإعمار».
كذلك، أكد رئيس جهاز المخابرات التركية موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى الجهود التى تبذلها الجمهورية التركية لتثبيت وقف إطلاق النار، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة؛ وفقًا لما جاء فى بيان «حماس».
** ضربة قاسية لمجموعة أبو شباب: اعتقالات بالجملة
أعلنت حركة «حماس» عن أن قوتها الأمنية المستحدثة المعروفة باسم «رادع» نفذت عملية واسعة فى جنوب قطاع غزة استهدفت مجموعة مسلحة تتهمها بالتعامل مع إسرائيل، مؤكدة أنها وجهت لها «ضربة قاسية» بعد أيام من اشتباكات عنيفة بين الطرفين فى مدينة غزة.
وقالت الحركة، فى بيان رسمى بعنوان «قوة رادع توجه ضربة قاسية لميليشيا ياسر أبو شباب»، إن العملية الأمنية جرت فجر اليوم الثلاثاء، وطاولت «ميليشيا الهارب من العدالة ياسر أبو شباب»، التى تتهمها بأنها «تعمل على زعزعة الأمن الداخلى وتنفيذ أنشطة مشبوهة خارج إطار القانون». وأضاف البيان أن العملية تأتى فى سياق «عملية الردع المتواصلة ضد أوكار الخيانة».
ووفقًا للبيان، أسفرت العملية عن «اعتقال عدد من عناصر المجموعة ومصادرة معدات وأدوات عسكرية كانت تُستخدم فى أنشطتهم التخريبية»، مشيرًا إلى أن عناصر «رادع» فرضوا طوقًا أمنيًا محكمًا على المنطقة المستهدفة «مكنهم من السيطرة على الموقع واعتقال المطلوبين من دون مقاومة تُذكر».
وتعود المواجهات بين الجانبين إلى مطلع الأسبوع الماضى حين اندلعت اشتباكات مسلحة فى حى الشجاعية بمدينة غزة، بين قوة «رادع» ومجموعات وصفتها الحركة بأنها «خارجة على القانون» من بينهم مجموعة ياسر أبو شباب. واتهمت «حماس» هذه المجموعات بعمليات نهب وبالحصول على أسلحة عبر قنوات مرتبطة بالدولة العبرية.
وكانت حماس قد شكّلت أخيرًا قوة «رادع»، معتبرةً أن هدفها «فرض النظام والأمن الداخلى» فى قطاع غزة. ويأتى الإعلان عن العملية الأخيرة فى وقت تحاول فيه الحركة إعادة بسط سيطرتها الأمنية بعد وقف إطلاق النار الذى أُبرم مع إسرائيل فى العاشر من أكتوبر الجارى، وأنهى حربًا استمرت عامين خلّفت دمارًا واسعًا فى قطاع غزة ورفح.
* ترامب يهدد
قال الرئيس الأمريكى ترامب، الثلاثاء إن حركة «حماس» يجب أن «تكون جيدة» أو أنها «ستُباد»، مؤكدًا من البيت الأبيض أن الحركة «لا تملك دعم إيران ولا دعم أحد تقريبًا»، مشددًا على أن عددًا من حلفاء واشنطن فى المنطقة «أبدوا الاستعداد للدخول إلى غزة بقوة ثقيلة لتأديب حماس» إذا انتهكت الاتفاق، لكنه أبلغهم: «ليس بعد!».
وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «لا يزال هناك أمل فى أن تقوم حماس بالصواب، وإن لم تفعل فستكون نهايتها سريعة ووحشية. أشكر جميع الدول التى اتصلت للمساعدة.. إن المحبة والروح تجاه الشرق الأوسط لم تُشاهد منذ ألف عام».
* الإدارة الأمريكية.. تحركات دبلوماسية وعسكرية
عمليًا، ووفق خطة دبلوماسية وأمنية، يتحرك فريق ترامب لتثبيت وقف إطلاق النار عبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، اللذين عقدا لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومسئولين إقليميين، بعد «اختراق دبلوماسى مفاجئ» صنّفاه نواة «خطة سلام من 20 نقطة».
ويُنتظر أن يعزّز نائب الرئيس الأمريكى جيه دى فانس، هذه الجهود بوصوله إلى إسرائيل اليوم، لزيارة مركز التنسيق المدنى– العسكرى المكلف بمراقبة تنفيذ الهدنة ولقاء نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ اليوم الأربعاء.
إلى ذلك، سلمت كتائب القسام، جثتى أسيرين إسرائيليين عُثر عليهما فى القطاع، مساء الثلاثاء. وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تسلم جثتى الأسيرين المفرج عنهما من غزة.
من جهتها، أعلنت واشنطن عن أن فرق إنقاذ زلازل تركية ستعمل مع الاستخبارات الإسرائيليةـ للعثور على الرفات. وقال ويتكوف فى متحف الهولوكوست الأمريكى، إنه «واثق» من عودة جميع الجثامين، ويأتى هذا التصريح بالرغم من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، رفض إسرائيل لأى دور تركى فى قطاع غزة، خلال مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، وفق ما أوردت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها نقلت 15 جثمانًا لفلسطينيين إلى مستشفى ناصر بخان يونس، ليرتفع عدد الجثامين المُعادة منذ بدء التبادل إلى 165. وأفادت مصادر طبية بأن علامات تعذيب بدت على كثير من الجثامين التى كانت محتجزة فى سجن «سدى تيمان».
وروى أسرى فلسطينيون مُفرَج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، فصولًا من التعذيب والتجويع والإهمال الطبى داخل السجون الإسرائيلية، وهم يترددون على مراكز صحية فى غزة بحثًا عن علاج وسط انهيار المنظومة الصحية.
وقال المقرر الأممى الخاص بالحق فى الغذاء، إن 50% من سكان غزة يعانون الجوع، وإن الوضع فى شمال القطاع «الأسوأ»، متهمًا إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية»، وداعيًا لإعادة بناء البنية الغذائية بالكامل.
وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمى، أن الحفاظ على الهدنة «حاسم لإنقاذ الأرواح»، مشيرةً إلى دخول 530 شاحنة غذاء فقط منذ بدء الهدنة، فى حين أفاد المكتب الإعلامى لحكومة غزة، بدخول 986 شاحنة على مدار أسبوع من أصل 6 آلاف و600 شاحنة كان يُفترض إدخالها، وهذا ما يعكس استمرار «الخنق والتجويع».
وقال مستشار منظمة الفاو فاضل الزعبى، إن الوضع «متأزم جدًا»، وإن حجم الاستجابة الدولية «شحيح للغاية».
* مواقف دولية وإقليمية متباينة
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مجلس الأمن إلى قرار عاجل يوفّر إطارًا للحوكمة والأمن فى غزة، مع فتح المعابر وإجلاء الجرحى للعلاج خارج القطاع.
وفى واشنطن، حثّ وزير الخزانة سكوت بيسنت نظيره الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش، على «تبنّى» اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل ضمن «خطة السلام التاريخية» التى يقودها ترامب، فى حين طالبت الحكومة الإسرائيلية رئيس الوزراء الكندى مارك كارنى بإعادة النظر فى دعوته لإلقاء القبض على نتنياهو.
والتقى نتنياهو رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد فى القدس لبحث تعزيز خطة ترامب والتهدئة والعلاقات المصرية- الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة فى غزة إن حصيلة القتلى منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت 68 ألفًا و229، ووصل عدد الجرحى إلى 170 ألفًا و369، معظمهم من المدنيين.
وأكد جيش الاحتلال أن رئيس الأركان يرى أن «المعركة لم تنته»، وأن التحديات كبيرة على كل الجبهات، خصوصًا فى الضفة الغربية، واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة صيادين فى عرض بحر غزة، واقتحمت منطقة الحاووز الأول فى الخليل، وقراها.
* مهمة الدول الوسطاء.. رئيس المخابرات المصرية فى إسرائيل لتثبيت اتفاق غزة.
فى تفاصيل مركزة، قالت منصة المدن، فى واجهتها الثلاثاء 2025/10/21، إن تفاصيل مهمة رئيس المخابرات العامة المصرية، تعد مهمة من الدول الوسطاء، بالذات من مصر التى وقع على أرضها اتفاق إيقاف الحرب فى غزة.
وفى التفاصيل:
التقى رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدس، الثلاثاء، لإجراء محادثات تصبّ فى إطار مساعى الحفاظ على وقف إطلاق النار الهشّ فى قطاع غزة، حسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو.
وجاء فى البيان أن نتنياهو «التقى مع فريقه المهنى رئيس المخابرات المصرية فى مكتب رئيس الوزراء فى القدس».
وأضاف «خلال الاجتماع، نوقِشَت سبل تعزيز الهدنة السارية فى القطاع، والعلاقات الإسرائيلية-المصرية، وتدعيم السلام بين البلدين، بالإضافة إلى الخوض فى قضايا إقليمية أخرى».
وأشار البيان إلى خارطة طريق غزة التى قدمها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والتى شملت المرحلة الأولى من الاتفاق الذى تمّ برعايته ووساطة مصرية.
وأفادت وسائل إعلام مصرية، بأن رئيس المخابرات المصرية سيجتمع أيضًا مع المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الموجود أيضًا فى إسرائيل.
وتأتى زيارة رشاد إلى القدس بعد مرور أكثر من أسبوع على الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس، بموجب اتفاق توسطت فيه مصر واستضافت القائمين عليه فى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر.
وتتزامن زيارة رئيس المخابرات المصرية أيضًا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكى جاى دى فانس الذى يسعى بدوره إلى حفظ وقف إطلاق النار فى القطاع.
ومن المتوقع أن يلتقى فانس الثلاثاء المبعوثين الأمريكيين ويتكوف وجاريد كوشنر وخبراء عسكريين يراقبون الهدنة.
نائب الرئيس الأمريكى، جى دى فانس، وصل إلى إسرائيل، حيث التقى مع رئيس الحكومة الإسرائيلية للتباحث فى المرحلة الثانية من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بموجب خطة الرئيس الأمريكي.
وتأتى زيارة فانس لإسرائيل فى ظل تخوفات الإدارة الأمريكية من خرق نتنياهو لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر قولها إن زيارة فانس غايتها التأكد من أن نتنياهو لن يتراجع عن الاتفاق ويستأنف الحرب على غزة.
ووصل إلى إسرائيل، مبعوثا الإدارة الأمريكية، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، والتقيا مع نتنياهو من أجل التمهيد لزيارة فانس.
وحسب المصادر، فإن ترامب يعتقد أن قيادة حركة حماس مستعدة لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن الهجوم الأخير على القوات الإسرائيلية نفذته عناصر «خارج إطار تعليمات الحركة»، ما يفسر تباين التقييمات حول الخروق الأخيرة.
وتسعى الإدارة الأمريكية، من خلال زيارة المسئولين الأمريكيين، إلى الاتفاق مع إسرائيل حول بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع وتبادل الأسرى، لكن إسرائيل تطالب بأن تعيد حماس جميع جثث الأسرى الإسرائيليين قبل بدء المرحلة الثانية، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان».
وتشمل المرحلة الثانية من خطة ترامب، إدخال قوة دولية إلى القطاع، وانسحاب الجيش الإسرائيلى منه ونزع سلاح حماس.
وشهد قطاع غزة أول من أمس، الأحد، تصعيدًا خطيرًا، شمل غارات جوية على جنوب القطاع، أسفرت عن استشهاد 45 فلسطينيًا، وفقا الدفاع المدنى فى غزة، ومقتل جنديين إسرائيليين، وسط تهديدات إسرائيلية باستئناف الحرب، لكن هذه التهديدات تراجعت فى أعقاب ضغط أمريكى.
وتعرض نتنياهو لانتقادات من داخل الحكومة ومن المعارضة بسبب موافقته على خطة ترامب واتفاق وقف إطلاق النار، وفق المصادر الإعلامية متعددة الاتجاهات والاتفاق، بما فيها من تضليل إعلامى حساس فى هذه المرحلة.
* حماس ملتزمة ومخاوف أمريكية من انسحاب السفاح
رئيس حركة حماس فى قطاع غزة ورئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، عزز التزام الحركة الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وما جرى التوافق عليه مع الفصائل الفلسطينية، مشددًا على أن الحركة جادة فى استخراج جثث الأسرى الإسرائيليين المحتجزين، رغم الصعوبات الكبيرة التى تواجهها فى ذلك.
وقال الحية إن حماس تواصل جهودها الميدانية والإنسانية لتطبيق بنود الاتفاق بشكل كامل، معربًا عن أمله فى زيادة كميات المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات سكان قطاع غزة.
وأضاف أن ما سمعته الحركة من الوسطاء ومن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «يطمئننا أن الحرب فى غزة انتهت فعلًا»، مؤكدًا أن الموقف الدولى المتزايد والتظاهرة العالمية الواسعة ضد الحرب عززًا هذا الاتجاه نحو تثبيت الهدوء.
* «فرصة صغيرة» لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
وفى ذات السياق، قال الرئيس الأمريكى إنه منح حركة حماس «فرصة صغيرة» لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، ملوحًا فى الوقت ذاته بإمكانية «القضاء» على الحركة إذا خرقت الاتفاق أو لم تلتزم به.
وأضاف ترامب أن القوات الأمريكية لن تشارك مباشرة فى قتال حماس، لكنه أشار إلى استعداد دول عديدة للمساهمة فى قوة دولية لحفظ الاستقرار، وأن إسرائيل ستكون جاهزة للتدخل سريعًا إذا طلب منها ذلك.
ولفت إلى أنه «بالإضافة إلى ذلك، ستكون إسرائيل مستعدة للتدخل خلال دقيقتين، إذا طلبت منها ذلك».
وتابع: «لكننا لم نطلب منها ذلك حتى الآن. سنمنحهم فرصة صغيرة، ونأمل أن يكون هناك عنف أقل. لكن فى الوقت الحالى، كما تعلمون، هم أشخاص عنيفون».
وأشار ترامب إلى أن حماس أصبحت الآن أضعف بكثير، خصوصًا فى ظل استبعاد تدخل إيران، الداعم الإقليمى لها، فى أعقاب الضربات الأمريكية والإسرائيلية فى وقت سابق من هذا العام.
كما حذر الرئيس الأمريكى حماس من الاستمرار فى تنفيذ إعدامات ميدانية، فى وقت تحاول فيه الحركة بكل ما استطاعت استعادة سيطرتها على القطاع المدمّر.
وقال: «هم بالفعل لم يعد لديهم أحد يدعمهم. عليهم أن يحسنوا التصرّف، وإن لم يفعلوا سيتمّ القضاء عليهم».
* إشارات عن انسحاب السفاح نتنياهو؟
وتشهد الأروقة السياسية فى واشنطن حالة من القلق المتزايد إزاء نوايا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تجاه اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وسط مخاوف من أن يسعى إلى إلغائه أو تقويض بنوده.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسئولين فى الإدارة الأمريكية، قولهم إن البيت الأبيض يبذل جهودًا مكثفة للحيلولة دون تجدد الحرب فى القطاع.
وأوضحوا أن زيارة نائب الرئيس جى دى فانس، إلى إسرائيل تهدف جزئيًا إلى مراقبة خطوات نتنياهو وضمان التزامه بالاتفاق، فيما يعمل فانس إلى جانب المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والمستشار جاريد كوشنر، بشكل منسق لتثبيت الهدنة الهشة.
وبحسب المصادر، فإن ترامب يعتقد أن قيادة حركة حماس مستعدة لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن الهجوم الأخير على القوات الإسرائيلية نفذ من قبل عناصر «خارج إطار تعليمات الحركة»، ما يفسر تباين التقييمات حول الخروق الأخيرة.
ورغم ذلك، أقر ويتكوف وكوشنر بحساسية الوضع وخطورة أى تصعيد محتمل، مؤكدين أن هدفهما الحالى هو الحفاظ على استقرار الهدنة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، والمضى قدمًا فى استعادة الجثث الإسرائيلية المحتجزة فى قطاع غزة ورفح.
.. وبعد،
* هل، عمليًا، الاتفاق فى خطر»... وما الذى تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية فى غزة؟
فى ملاحظات دبلوماسية، لها وزنها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلًا عن مسئولين فى البيت الأبيض، إنّ «هناك قلقًا داخل إدارة الرئيس الأمريكىّ دونالد ترامب من احتمال انسحاب رئيس الوزراء الإسرائيلى السفاح نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة».
وأضافت الصحيفة أنّ «الاستراتيجية الحالية هى محاولة نائب ترامب وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر منع نتنياهو من استئناف الحرب».
وقال مسئول فى البيت الأبيض، إنّ «ترامب يعتقد حاليًا أنّ قادة «حماس» مستعدّون لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن الهجوم على الجنود نفذته عناصر غير ملتزمة بتعليمات الحركة».
وقال مسئول أمريكىّ كبير آخر للصحيفة، إنّ «ويتكوف وجاريد كوشنر يقران بأن الوضع حساس للغاية، وأن اتفاق غزة معرض لخطر الانهيار».
.. التأكيدات الجيوسياسية الأمنية والأممية تعمل على معطيات أن هذا الاتفاق يمثل حالة أمنية تريد لها الاستقرار كل دول المنطقة والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية، تعمل لتوظيف الرؤية، وبالتالى إنجاح اتفاق وقف النار وجعل مؤتمر شرم الشيخ الذى قادته مصر والولايات المتحدة الأمريكية، الرئيس السيسى والرئيس ترامب وأصوات حرة من العالم ومن جوار فلسطين المحتلة.
.. والغريب وفق المنصة الروسية سبوتنيك عربى ما نقلته من أن، إعلام إسرائيلى أكد: «حماس» اختارت نصف أعضاء الحكومة المقبلة فى غزة.
.. وفى الخلاصة:
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، بأن حركة حماس الفلسطينية، «تشارك سرًا فى تشكيل حكومة تكنوقراطية مستقبلية فى قطاع غزة»، مشيرة إلى أن ذلك «يعد خرقًا لخطة السلام، التى وضعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب»، على حد قولها.
وقالت إحدى تلك الوسائل: «عيّنت حماس ما يقارب نصف وزراء الحكومة تكنوقراط، واختارت أشخاصًا يدعمون الحركة ومبادئها، حتى وإن لم يكن ذلك صراحةً وعلنًا»، وفق تعبيرها.
وأضافت هيئة البث الإسرائيلية «كان» عبر موقعها الإلكترونى، أن «السلطة الفلسطينية اختارت النصف الآخر من الحكومة التكنوقراطية».
وذكرت أن «الوسطاء العرب على علم بمشاركة حماس فى تشكيل الحكومة المقبلة فى قطاع غزة»، بحسب قولها.
وأوضحت الهيئة أن هذا الأمر من شأنه أن «يسمح لحركة حماس بالاحتفاظ ببعض السيطرة على قطاع غزة حتى بعد انتهاء الحرب».
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، حيّز التنفيذ فى 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025. وينفذ الطرفان حاليًا المرحلة الأولى من خطة السلام، التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وأطلقت «حماس» سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها، وتعيد جثث القتلى تدريجيًا. من جانبها، سحبت إسرائيل قواتها إلى الخط المتفق عليه داخل قطاع غزة، وأفرجت عن نحو 2000 أسير فلسطينى.
وتمنع خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، «حماس» من حكم قطاع غزة مستقبلًا، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ومسئولون إسرائيليون آخرون، فى كل تصريح تقريبًا بشأن قطاع غزة، أن «إسرائيل عازمة على القضاء التام على الحركة عسكريًا وسياسيًا»، على حد قوله.
.. ما زالت أوراق اتفاق إيقاف الحرب تتماوج فى الإدراج، الاختلاف واضح بين السياسة الأمريكية وسياسة الدول الوسطاء، عدا عن جنوح دولة الاحتلال نحو لغة الحرب وفتح جبهات الحرب بحجج التفاوض.
* سلام غزة ورصيد روسيا.
كل ذلك ممكن، السياسة، زمن الحروب تلغى ثقافة وحضارة ووزن الشعوب، بل تبيد الأرواح، وهذا ما يحاول إبرازه المحلل السياسى، المتخصص الدبلوماسية الروسية فى المنطقة، الباحث بسام مقداد، الذى كتب عن «سلام غزة ورصيد روسيا فى المنطقة» ونشر دراسته رؤيته فى مدن الثلاثاء 2025/10/21.
.. ومما بث فى خلاصات التحليل:
* أولًا:
لم يقبل ترامب دعوة الصين وروسيا إلى قمة شرم الشيخ.
حين سئل ترامب لماذا لم تدع روسيا إلى قمة شرم الشيخ، رد قائلًا: «فلينه فلاديمير الحرب عنده أولًا».
* ثانيًا:
جرى الكثير من الأخذ والرد حول حقيقة دعوة روسيا لحضور القمة، لكن لافروف حسم النقاش بالقول أمام الصحافيين العرب فى موسكو إن روسيا «لا تريد فرض نفسها»، وهى ترغب فى حضور أى لقاء «يرغب المشاركون فيه بانضمامها إليه».
* * ثالثًا:
وكانت مصر- بحسب مقداد وتحليله- ترغب فى حضور روسيا القمة إلى جانب الصين، وحسب الإعلام الروسى، تم توجيه الدعوة إلى الدولتين. لكن من الواضح أن الكلمة الفصل كانت للإدارة الأمريكية، التى من غير المرجح أنها كانت تطرح للنقاش مسألة حضور روسيا والصين قمة غزة.
وإذا كانت روسيا تتساوى تقريبًا مع الصين من حيث انخفاض الدور فى حرب غزة، وبالتالى فى وقفها، فإن رفض الإدارة الأمريكية حضور الدولتين قمة شرم الشيخ تختلف دوافعه وأسبابه بالتأكيد.
* ثالثًا:
واشنطن ليست على استعداد للموافقة على دعوة الصين لاجتماع يبحث تسوية نزاع دور بكين فيه شبه معدوم، وليس بوارد معالجة قضية تايوان الآن. أما بالنسبة لروسيا، فيبدو أن واشنطن لا تريد تضخيم دور موسكو فى تسوية صراع لم تلعب فيه دورًا مميزًا، وعلى عتبة قمة ترامب- بوتين لإنهاء الحرب فى أوكرانيا. وقد تكون استخدمت رفض حضور موسكو هذا، إلى جانب التلويح بتسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك بعيدة المدى، كوسيلة ضغط لحضور بوتين قمة بودابيست المنتظرة مع ترامب.
* خامسًا:
حين حصل ترامب على موافقة بوتين عقد القمة خلال الاتصال الهاتفى بين الرجلين فى 16 الجارى، سقط الوعد بالصواريخ فى اليوم التالى، خلال زيارة زيلينسكى إلى واشنطن فى 17 منه. أما رفض حضور بوتين قمة شرم الشيخ، فلم تكن واشنطن بحاجة لتقديم بديل عنه، إذ إن ترامب يدرك، وكذلك بوتين، أن تأثير روسيا فى تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى جعلته حرب غزة شبه معدوم، وأن حضورها فى المنطقة قد تراجع، لكنه لم يتلاش، كما تشير زيارة أحمد الشرع الأخيرة إلى موسكو.
* سادسًا:
حرب إسرائيل على غزة التى يعتقد ترامب، أو يريد أن يعتقد، أنها انتهت فى مؤتمر شرم الشيخ، قد غطت خلال السنتين على حرب روسيا ضد أوكرانيا، وتصدرت صفحات الإعلام الرئيسية، وحلت أعلام فلسطين مكان أعلام أوكرانيا من الشوارع الأوروبية
* سابعًا:
يقول مقداد، وهو يحاول ان يكون واضحًا فى مسألة الملف الروسى، إنه: «ومن غير المتوقع أن تنقلب الصورة رأسًا على عقب مع مسارعة ترامب بعد شرم الشيخ إعادة ملف الحرب الأوكرانية إلى موقع الصدارة من خلال مسارعته إلى التواصل مع بوتين والإعلان عن قمة بودابست.
قد يكون قرار ترامب هذا، بالإضافة إلى زيارة الشرع إلى موسكو، قد نشط البحث فى الدور الروسى بالمنطقة على خلفية قمة شرم الشيخ لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، على الأقل فى الإعلام الناطق بالروسية.
* ثامنًا:
خصص مركز كارنيجى موسكو، الذى يصدر حاليًا فى برلين باسم Carnegie Politika، مقالتين متتاليتين للحديث عن الواقع الجديد فى الشرق الأوسط والنفوذ الرئيسى.
مدير المركز ألكسندر باونوف «Alexander Baunov» عنون مقالته فى 15 الجارى بالقول «النظام بدلًا من الفوضى. لماذا السلام فى غزة يهدد الكرملين؟».
رأى الكاتب فى مطلع النص، أنه على خلفية ما جرى فى شرم الشيخ من فرض تنازلات ووقف لإطلاق النار على خصمين معروفين «بالوحشية والعنف والتصلب الدائم»، يبدو تعنت بوتين صادمًا، ويسلط الضوء على عدم كفاءته كلاعب عالمى مسئول.
* تاسعًا:
كما رأى أن الاتفاق بين ترامب وإسرئيل وحماس فى شرم الشيخ، هو خسارة كلية للنظام الروسى. ولهذا يتفاعل القادة الروس مع الاتفاق على نحو يتسم بالبرودة والنقد، أو لا يتفاعلون معه كليًا. فبوتين الذى كان يسارع إلى تهنئة ترامب عند كل حدث مميز، لا يزال صامتًا حتى الآن.
* عاشرًا:
عدة أسباب تفسر برودة رد الفعل الروسى، وتمهل بوتين حيال ما يفترضه نصرًا دبلوماسيًا لترامب فى شرم الشيخ. يعتبر الكاتب أن أول ما يزعج الكرملين فى إنهاء حرب إسرائيل على حماس فى شرم الشيخ، هو عودة حرب بوتين على أوكرانيا إلى مركز الصدارة فى الإعلام. وقد قسمت حرب غزة الغرب والعالم إلى فريقين لا يستطيع أى منهما الإدعاء بصواب رأيه المطلق. ويخشى الكرملين أن ينسحب ذلك على الفريقين المؤيدين والمناهضين لحرب روسيا على أوكرانيا، وتهتز قناعة الفريق المؤيد بصوابية رأيه فى تأييد مواصلة الحرب على أوكرانيا.
* حادى عشر:
ويؤكد مقداد، أن إنزعاج الكرملين الثانى من اتفاق شرم الشيخ يتمثل فى دحضه الفكرة الفلسفية والسياسية التى صاغها فى السنوات الأخيرة خبراء الكرملين وكتّابه ومختلف أتباعه، والتى تقول إن العالم يقف عند نقطة فاصلة بين نظام دولى فاسد فقد المعنى والقوة، والفوضى التى يعمل فيها كل لنفسه، ولا أحد يعمل للآخرين، ولا توجد فى ظلها سلطات ووسطاء على أهمية عالمية. لكنها فوضى يتشكل فى حضنها عالم جديد أفضل من سابقه. ويجهد خدمة النظام الروسى من المثقفين ليبرهنوا «علميًا» مقولة أن روسيا فى حربها على أوكرانيا لا تقوم بما لا يقوم به غيرها، ومنتقدوها هم من كارهى روسيا، توجههم غريزة منافسة غير نزيهة.
يضيف الكاتب بالقول إن روسيا فى حربها المستمرة على أوكرانيا منذ العام 2014، كانت المستفيد الأول من الفوضى العالمية التى تقول بها. وهى لا شك فى أنها معنية بمواصلة الحروب السبع التى يتباهى ترامب بإنهائها.
* ثانى عشر:
النص الآخر فى موقع كارنيجى موسكو نشره المستشرق المعروف نيكيتا سماغين «Nikita Smagin» فى 14 الجارى، وعنونه بالقول «قمة ترامب من دون روسيا، ما الذى يعد به موسكو الواقع الجديد فى الشرق الأوسط».
* ١:
رأى سماغين أن قمة شرم الشيخ تبدو انتصارًا للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. والاتفاق الذى تم التوقيع عليه هناك لإنهاء الحرب فى غزة، يبدو على تناقض حاد مع محاولة الكرملين الفاشلة عقد قمة روسية عربية فى موسكو. لكن وراء صورة فشل روسيا ونجاح إدارة ترامب فى الشرق الأوسط تكمن حقيقة أكثر تعقيدًا، إذ على مدار العامين الماضيين، شهد الشرق الأوسط تحولًا عميقًا. ويُعدّ صعود تركيا، وإضعاف إيران، والنهج الإسرائيلى المتشدد الجديد، أبرز هذه التغيرات التى طرأت.
* ٢:
أن من الغريب أن «الشرق الأوسط الجديد» يناسب الكرملين، إذ يفتح آفاقًا جديدة أمام روسيا. فالتغييرات الجذرية تخلق حالة من عدم اليقين وخطوط فاصلة ستحاول موسكو استغلالها لمصلحتها.
* ٣:
يتوقف المستشرق المتخصص بالشئون الإيرانية عند أبرز التطورات التى حصلة فى المنطقة خلال السنتين الماضيتين، من سقوط الأسد إلى إضعاف إيران التى تبدو، برأيه، ظلًا باهتًا لتلك الدولة المتنفذة فى المنطقة التى كانت تمثلها منذ سنتين.
* ٤:
ويرى سماغين أن الشرق الأوسط يتغير تحت تأثير نهج إسرائيلى جديد أكثر عدوانية، تشكَّل بعد هجمات 7 أوكتوبر. وتبدو حكومة نتنياهو عازمة على القضاء على أعدائها حول حدودها، إلى درجة أنها أثارت مخاوف جدية لدى معظم دول المنطقة.
* ٥:
كما يرى المستشرق أن مخاوف الدول العربية جعلت بعضها يبحث عن ضمانات أمن إضافية قد تستغلها روسيا اقتصاديًا. ويتوقف عند تطور التبادل التجارى مع بعض الدول العربية، وعند عدد من مشاريع الطاقة والبنية التحتية المشتركة مع روسيا.
.. كل ذلك ممكن، الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، حرب صهيونية وتوراتية، ولا أفق فى حكومة السفاح نتنياهو، وربما يتعب المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ودول المنطقة وكل الوسطاء من أداء دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، والخوف من مسارات لحرب عميقة الجبهات داخل وفى جوار فلسطين المحتلة.