عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Oct-2025

اسرائيل مماطلة...*سلطان الحطاب

 الراي 

كثيرون منا قد يكونوا اكتشفوا السلوك الاسرائيلي الغريب الذي تمارسه الدولة الاسرائيلية من خلال قيادتها الأرهابية المتطرفة وخاصة نتنياهو،الذي لم يعد يثق به غالبية زعماء العالم المؤمنون بالسلام لما اقترفته من جرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل حيث شن حرب ابادة وتطهير عرقي.على غزة
 
عرف اليهود الاشكنايزيم وهم الغربيون ومنهم أكثر القيادات الاسرائيلية بممارسة سياسات الابتزاز، حتى مع أكثر الزعماء والدول صداقة معهم، فقد مارسوا أعلى درجات الانتهازية، معتقدين أنه مسموح لهم ذلك ووفروا كل الأدوات والتعليمات التي تمكنهم من ذلك، واعتمدوا أسلوب القتل والاغتيال كوسيلة لتحقيق اهدافهم و من يقف في طريقهم أو يعارض مخططاتهم يجري اتهامه باللاسامية
 
لقد اغتالوا اللورد الانجليزي موين وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط في القاهرة في 6 / 11 / 1944، لمواقفه من الهجرة الصهيونية المتزايدة على فلسطين والتي حاول الكتاب الأبيض الحد منها.
 
كما اغتالوا الكونت فولك برنادوت، الدبلوماسي السويدي، مبعوث الأمم المتحدة في القدس بسبب خطة التقسيم ومطالبته أن تكون القدس فلسطينية اوفي اتفاق دولي، وكانت العصابات الصيونية الموسسة لإسرائيل قد قامت بنسف فندق الملك داوود في غرب القدس وقتلوا أكثر من 91 ضابطاًوجنديا انجليزيا من حكومة الانتداب، صديقتهم التي كانت السبب في وجودهم.
 
لقد مارست العصابات الصهيونية قبل قيام دولة اسرائيل جرائم التطهير العرقي، وحروب الابادة ضد الفلسطينيين، وكان من ذلك ارتكاب أول عملية تطهير عرقي مارستها منظمة اتسل في التجمعات البدوية الفلسطينية في السهل الساحلي شمال تل أبيب، وكذلك مجزرة الشيخ جنوب شرق حيفا، الشيخ السهلي الصوفي،والبلدة تضم قبر القائد الراحل عز الدين القسام، قائد ثورة 1936، وشهيد معركة يعبد.
 
الانتهازية والتنقل من حليف الى آخر وتقبيل يد حليف لتصل، ثم عضتها بعد الوصول، هي سمة ثابتة تاريخية لنهج التفكير الصهيوني
 
لقد حاول اليهود الصهاينة في أوروبا التحالف مع نابليون حين وجه نداء لليهود في المغرب اثناء حصاره عكا في 1798، يدعوهم للالتحاق به ، قائلاً عودوا الى ارض وطنكم، ولكنه هزم وانسحب قبل أن يبني التحالف بما يكفي.
 
ثم تحالفوا مع ألمانيا قبل قيام النازية فيها وذلك مع عهد الامبرطور غليوم الثاني، الذي زار القدس وتحمس لمشروعهم، وبعد ذلك كادوا لألمانيا وعملوا على تدمير اقتصادها، وكان ذلك على خلفية ما قام من رد فعل الماني عليهم أبان حكم النازيين.
 
ومن ألمانيا نقلوا تحالفهم الى بريطانيا وقد تتوج ذلك في وعد بلفور عام 1917،
 
ووضع المقدرات البريطانية في خدمة اقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، واثناء ذلك وبعده تحالفوا مع الادارة الاميركية منذ مؤتمر بلتمور في 1927، ومؤتمر قصر سانت جيمس 1939 ليكونوا في الحماية الأمريكية وتخدمهم ادارة ذلك الزمان كما فعلت بريطانيا.
 
وحين سقوط الاتحاد السوفياتي حاولوا مع روسيا، ولكن التيار القومي الروسي، كان سداً في وجه هذا التحالف، وقد تطلعوا للتحالف مع الصين ومع الهند.
 
ورغم انحياز دول عديدة لنصرتهم والاخذ بمواقفهم والشعور بما يعانونه من عزلة، رغم ما ارتكبوه، الا انهم غالبا لا يقرون بذلك، وهذا ما دفع أبرز اصدقاء اسرائيل، وهو الرئيس الأمريكي ترومان، الذي كان أول من اعترف بقيام اسرائيل عام 1948، بعد دقائق قليلة من اعلانها، يقول ،في مذكراته عام 1947 في يوم، 21 / 7 / 1947، محذراً من سطوة اليهود وخداعهم، قائلاً، (ما أن يتمتع اليهود بنفوذ سياسي أو مالي حتى يصبحوا اسوأ من هتلر وستالين في اساءة معاملة الآخرين.)
 
وحتى ونستون تشرتشل أكبر مناصر لليهود والحركة الصهيونية، فقد كتب يقول معلقاً على جرائم العصابات الصهيونية في قتل الانجليز واستهداف ضباط الانتداب البريطاني في فلسطين، (شهدت تلك الجرائم التي هزت العالم وأثرت على أشخاص مثلي كانوا في الماضي اصدقاء دائمين لليهود ومهندسين دائمين لمستقبلهم.
 
وتشرتشل نفسه الذي خطب في يوم ما يسمى استقلال اسرائيل في ساحة في تل أبيب، كانت قد زرعت أشجارها على عجل، وقد جيء بأشجار صنوبر معمرة من لبنان لتزرع حتى تثبت اسرائيل قدم دورها في المكان، فقد روت الصهيونية روث، التي طلب منها استقباله ورافقته، وقالت كنت قد كلفت بتقديم باقة ورد لتشرتشل لأنه كان يجسد الحلم لفكرة وعد بلفور، وقدمت الباقة واستمعت للخطاب الذي طال واحسست بالتعب، فاستندت الى احدى الأشجار في الحديقة لأنني تعبت من الوقوف، فما كان من الشجرة التي زرعت قبل بيوم، أن مالت وبان جذعها المقصوص وادى ذلك الى ميلان اشجار أخرى، وظهرت الخديعة، عندئذ شاهد تشرتشل المنظر وانفجر ضاحكاً وقال لرئيس بلدية تل ابيب آنذاك مئير ديزنغوف في اذنه وعلمت بها لاحقاً، كما تقول روث، قال له (أخشى أن تسقط دولتكم يوما ما حتى لو ساعدناكم وساعدكم العالم على انشائها، فلا شيء ينبت هنا بدون جذور.)
 
نعم كانت الحركة الصهيونية مشروعاً استعمارياً يبحث عن راع من القوى العظمى وما زال، كان ذلك قبل الدعم البريطاني وبعده، وقبل الدعم الأمريكي وحتى اليوم، ولولا الجسر الجوي الذي انقذ اسرائيل في حرب اكتوبر عام 1973، حيث وصلتها الدبابات محمولة بالطائرات من الولايات المتحدة، لولا ذلك لما صمدت اسرائيل التي عاشت، وما زالت تعيش على الحاضنة الاستعمارية الغربية، وقد تحدثت عن الانقاذ الذي حصل لاسرائيل جولدا مائير، رئيسة وزراء اسرائيل في كتابها "التقصير" عام 1973.
 
لقد عادت اسرائيل الكثيرين واتهمتهم بمعاداة السامية واتهمت يهودا واعلاما كبارا.
 
وعلى سبيل المثال حاربت المفكر اليهودي الفرنسي روجيه جارودي، الذي ادان هجمات اسرائيل وحذر من استمرار سياستها العنصرية والف كتاباً في ذلك، وغضبت من رئيس الكنيست، إبراهيم بورغ ، الذي قال (لدينا في اسرائيل ظواهر عنصرية خطيرة، )ومثل هذا الكلام قاله قادة اسرائيليون مثل يهود أولمرت وإيهود باراك الذين اعتبروا نتنياهو وحكومته خطراً على اسرائيل نفسها ويجب انقاذها منه لانه يخطفها لمصالحه الشخصية.
 
أما كيت ليفغنستون عضو حزب العمال البريطاني، فقد أدلى بتصريح أمام الحضور وقال، (اسرائيل كيان لا جذور له ولا يستطيع أن يعتمد على نفسه، فقد تبنت نظاماً عنصرياً نازياً يعارضة العالم، فأصبحت منبوذة، ) وكما قال وزير الخارجية ايمن الصفدي انها دولة مارقة) وأصبحت مكروهة، وما زال العالم يحار في تصرفاتها، وينتظر لتعاقب في الجنائية الدولية والمحاكم الأممية الأخرى اما من نال جائزة نوبل وهو العلامة اليهودي الشهير، انشتاين، الذي رشحته اسرائيل ليكون رئيسا للوزراء فيها، بعد حاييم وايزمان، وقبل تولي بن غوريون، فرفض المنصب وظل يشكل عقبة أمام المشروع الصهيوني لاستعمار فلسطين حتى وفاته عام 1955، وقال (أن ما كتبته وضعوه تحت البساط وفي أفضل الأحوال أحاطوه بالنسيان )ومنعت كتبه من النشر وقد عملوا على تجنيده ليكون صهيونياً ولكنه رفض وكانت مراسلاته مع المؤسس حاييم وايزمان المنشورة، وقد جاء في رسائله، "إذا لم نتمكن من ايجاد طريقة للتعاون الصادق والمعاهدات الصادقة مع العرب، فاننا لن نتعلم شيئاً خلال السنوات الطويلة من المعاناة لليهود ونستحق المصير الذي سيحل بنا،”واضاف (وإذا لم تعمل اسرائيل بتعاون صادق ومواثيق صادقة مع جيرانهم الفلسطينين سوف تتحمل اسرائيل الى ما هي عليه، أي الى المكان الأكثر خطورة في العالم بالنسبة لليهود.”
 
وحين سئل مناحيم بيغن، انشتاين، ما رأيك في انشاء فلسطين يهودية وطنية حرة، قال: لا، لا، أنا أؤيد فلسطين الحرة الثنائية القومية في وقت لاحق بعد الاتفاق مع العرب، واضاف أناضد التقسيم.
 
وهاجم انشتاين السلوك الاسرائيلي قبل وفاته وكتب في صحيفة نيويورك تاميز عام 1948، عن مذبحة دير ياسين وندد بخطاب مناحيم بيغن، اثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية وقال عن قيادته "هؤلاء الناس نازيون في أفكارهم وأفعالهم، للأسف أن مثل هذا الكلام اليوم سيوصم على الفور بأنه معاد للسامية ويحظر في كل وسائل الاعلام، وحين رفض أنشتاين أن يكون رئيس وزراء لاسرائيل، قال، كان علي أن أقول للشعب الاسرائيلي اشياء لا يحبون سماعها."
 
وعلق بن غوريون، قائلاً، لو قبل انشتاين رئاسة الحكومة بعد حاييم وايزمان، كنا سنواجه مشكلة أنه معاد لنا، ولو جاء الى المنصب لتظاهر ضدنا واتهمنا بممارسة النازية، وهذا ما كتبه أيضاً روبن فيلبوت عن انشتاين في موقع كاونتر بنتش
 
كل هذا وغيره سيكًون جزءا من كتابي القادم عن اصل الحكاية