عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Dec-2025

«حَنظل ومُكعّبات سُكّر» رواية جديدة لعــلاء الــدّين الــتّــوينــــــــة

 الدستور

تقوم فكرة رواية «حنظل ومكعبات سكر» على رؤية نفسية عميقة، تتناول مفهوم (البحث عن التوازن)، حيث تتجسّد رحلة البطل بوصفها محاولة مستمرة لاستعادة نقطة توازن بين قطبين متعارضين: قطب الواقع المؤلم، وقطب نداءات الرغبة والطموح. وفي هذا الفضاء المتوتر بين القطبين تنبني الأحداث على سؤال وجوديّ مركزي: كيف يحافظ الإنسان على ذاته ويصل طموحاته وسط عالم لا يكفّ عن دفعه إلى الأطراف الهشّة؟
تبدأ الرواية بوصف علاقة صداقة بين نقيضين تاريخيين، الأول سجّان في سجن الجويدة في عمّان اسمه الشاويش عبدالرحيم، والثاني سجين دخل سجن الجويدة إثر جريمة ارتكبها. ثم لا يلبث الشاويش عبدالرحيم أن يتحوّل إلى كاتب يسجل ما يمليه إيّاه السّجين في جلسات أسبوعية مغلقة، كجزء من علاج نفسي يتلاقه السجين.
ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 208 صفحات من القطع المتوسط، ويضم سبعة فصول متضمنة سبع جلسات دوّنها الشاويش عبدالرحيم قبل صدور الحكم، ثم جلسة قصيرة يُتلى فيها الحكم.
تبدأ أحداث الرواية بمشهد على لسان السجّان، يشير فيه إلى لقاء من الماضي بين سبعة من الأصدقاء، هو أحدهم، في قصر سعدون الذي هو واحد من الأصدقاء، يقول المؤلف على لسان الشاويش عبد الرحيم: «استغرقنا في تذكّر الماضي فأقبلَ نحونا، رأيتنا في الغرفة الصفيّة بكل تفاصيلها، وكأنّنا نعيش يوما دراسيا اجتمعت فيه أحداث أعوام عديدة. رأيت اللوح الأخضر، والطباشير الملونة، والمسّاحة الخشبيّة، وساعة الأستاذ عصام الفضّيّة التي كان يخلعها ويضعها على الطاولة قبل طقوس العقاب. رأيت أشجار السرو العطشى، ونوافذ الصفّ التي تنفذ منها رياح الشتاء فتصبح كزفيرٍ يخرج من أبواق مبحوحة. رأيت مدير المدرسة والمعلمين، ورأيت طالبًا يرفع العلمَ فوق السارية».
وختاما، فيجب التنويه إلى أنّ رواية حنظل ومكعّبات سكر تقوم على تقنيات السرد المتقطّع، والتنقل بين الماضي والحاضر وربما المستقبل، فتُفسّر الأحداثُ التالية أحداثا سابقة لها، وعلى القارئ أن يحسن الربط بين هذه الأحداث غير المتسلسلة بالطريقة التقليدية، فكلما قرأ القارئ فصلا شعر بفهم أعمق للفصل السابق له، فالسرد فيها يقوم على تركيب فسيفسائي للأحداث تتضح فيه خيوط الحكاية كجسد واحد في نهايتها.