عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Nov-2025

المناورات العسكرية الغاية والأهداف!؟*ا. د. أمين مشاقبة

 الراي 

تجري إسرائيل مناورات عسكرية في الضفة الغربية والاغوار الأردنية وعلى طول الحدود الشرقية لمدة ثلاثة ايام متتالية استعداداً لمختلف السيناريوهات المُحتملة في قادم الأيام، وهادفة لمحاكات ما حصل في ٧ اكتوبر، ناهيك عن الاستعداد العملياتي لضم الضفة الغربية والأغوار ووضع الآليات للاحتمالات المتوقعة من قبل أصحاب القرار السياسي اليميني المتطرف، وباعتقادنا أن هناك ضرورة لأخذ الأمور بجدية من قبل الدولة الأردنية، لأن ذلك يظهر في اكثر من بعد، منها أبراز قوة المؤسسة العسكرية وقدراتها البرية والجوية والتكنولوجية على التوسع والاحتلال، ومحاولة جس نبض الأردن، آخذين بعين الاعتبار معاهدة وادي عربة العام ١٩٩٤ والتي وضعت حدًا لحالة الحرب بشكل نهائي، لكن الأطماع الاسرائيلية لا تقف عند حد،فاحتمالات التهجير في حالة الضم واردة بقوة وخصوصاً لحاملي الجنسية الأردنية على أرض فلسطين وبالمناطق المُحتلة، وأيضاً سكان القدس القديمة من يحملون الجنسية الأردنية.
 
ويُضاف الى ذلك تغيير الحدود بين الأردن وفلسطين (الأغوار) لتصبح بين الأردن واسرائيل وهذا يُخالف اتفاقية السلام ويخترقها اختراقاً مُباشراً، وتشكل المناورات العسكرية ثلاث فرق رئيسية منها فرقة الضفة الغربية، وفرقة غلعاد ٩٦ والعديد من الألوية الأخرى، بمعنى انها مناورات كبيرة وحقيقية، فها هي بعد ان دمرت قطاع غزة تتجه عملياً نحو الضفة الغربية وخصوصاً أن الاستيطان يتوسع ومستمر هادفاً لأمرين زيادة اعداد المستوطنين واحتلال الأرض والتهجير الممنهج.
 
وهذا يعطي دولة الكيان عُمقاً استراتيجياً جديداً تبحث عنه منذ زمن طويل، فالاستيطان يُشكل ركناً اساسياً في الرؤية اليهودية من اجل الاستيلاء على الأرض واحداث التغير الديمغرافي المطلوب، اليوم يبلغ عدد المستوطنين حوالي ٧٦٠ الفاً يعيشون في ١٦٦ مستوطنة مشرعة قانونياً و(٢٢٢) بؤرة استيطانية موزعة في أنحاء الضفة الغربية، وبذا تُحكم السيطرة على المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية، وهناك مستوطنات غلاف مدينة القدس،وهو حزام من المستوطنات يُحيط بالاأحياء العربية من أجل تهجير السكان والإحكام على المدينة وتهويدها بشكل كامل لأنها في معتقدهم العاصمة الأبدية لاسرائيل، وللعلم أن هناك ما يزيد عن ٧٧ منظمة وحركة استيطانية منها: فتيان الجبال وفتيات الجبال وهوشمير الحارس، وحركة بيت التوطين وتتوزع على رؤوس الجبال، وحول التجمعات الفلسطينية، وهي مدعومة مالياً من الحكومة الاسرائيلية والمنظمات الاميركية التي تدعم الاستيطان ومن شخصيات يهودية أميركية مثل" مريام ادلسون" ومدعومة عسكرياً من جيش الاحتلال، ويُضاف إلى ذلك ممارسات المستوطنين في الاعتداءات المُتكررة على سكان الضفة الغربية وممتلكاتهم تحت عين الاحتلال وبحمايته إن ما يجري اليوم هو نفس ما جرى قبل العام ١٩٤٨ في فلسطين التاريخية على مدى ما يزيد عن ٢٨ عاماً أثناء الانتداب، حيث وصل عدد المُهاجرين والمستوطنين إلى ٧٥٠ ألف يهودي مما أدى لقرار التقسيم" ١٨١ " وإعلان قيام دولة اسرائيل.
 
نعيش الآن مرحلة مُشابهة في السلوك الاستيطاني الهادف لضم الضفة الغربية؟ ومناورات اليوم هي تدريب على إعادة الاحتلال، فهل تتعظ من دروس التاريخ.