في معرضه الفوتوغرافي السبت القادم : رمزي الغزوي يستكمل مشروع البُعد الخامس ،المتمم لمشروع " ثقافة الزهرة" وموسوعة "كيس الراعي"
صحفي :
وصف الأديب الإعلامي ، الزميل رمزي الغزوي، معرضه الفوتوغرافي «كائنات: وجوه مقطوفة من سمفونية الأرض»، الذي سيفتتح في جاليري إطلالة اللويبدة بعد ظهر السبت القادم ويستمر حتى نهاية الشهر الحالي ، بأنه مشروع يجري العمل عليه منذ سنتين ، متضمنا 25 صورة منتقاة.
وفي حديث مع إذاعة الجامعة الأردنية ، في سياقات هذا المعرض الذي كانت عايشته عجلون ضمن أيام شومان الثقافية قبل أيام ، قال الغزوي أن " كائنات" هو تكملة لمشروع أوّل تحت عنوان " بُعد خامس " ، يجسّد حالة الاندغام مع الطبيعة التي تُشكّل كائناتها خزانا وموئلا أوّل للجمال الذي نراه وجها في جمرة او اندياحا في صفحة الماء.
جاليري إطلالة اللويبدة ، الذي يديره الفنان التشكيلي كمال أبو حلاوة ، قدّم لاستضافة معرض الغزوي بوصفه انه "تجرية بصرية وروحية، تتجاوز حدود الفوتوغرافيا التقليدية لتغدو طقساً وجدانيًا، ليؤشر لنا كيف نصغي إلى ما خفي من أصوات الطبيعة، ويعيد إلينا البراءة الأولى التي فقدناها في زحمة العيش. هنا، لا تُرى الطبيعة كموضوع صامت، بل كذّات حيّة، تَنبثق منها وجوه مستترة في الصخور والجذوع والظلال، وجوه تشبهنا ولا تشبهنا. ترافقنا منذ الأزل، وتذكرنا أننا لسنا وحدنا في الكون.
وزاد التقديم بالقول :"كائنات» ليست صورًا معلقة بل لحظة كشف، واعتراف مشترك بين الإنسان والأرض. في كل حجر مُهمل طفولة راقدة، في كل جذع حزين ملامح جدّة متعبة، وفي كل ظل مرتجف ومضة حياة تبوح بأننا شركاء في دهشة الوجود. المايسترو هنا لا يحمل عدسة باردة بل قلبًا مفتوحًا، ينصت لما تهمس به خفايا الأشياء ويحولها إلى مرايا تعكس وجوهنا الأخرى.
وأضاف :في مشروعه يدعونا الغزوي إلى التحرر من مركزيتنا كبشر، ويذكرنا أن الجمال لا نصنعه بل نصفي إليه. إنه عبور من العادة إلى الذهول، ومن الفكرة إلى الإحساس، حيث يصبح الحجر كائنًا، والظل صلاة، والجمال ذاكرة جماعية نعيد اكتشافها فينا وفي الأرض.
.
وختمت كلمة الجاليري بالقول :في مقام «كائنات»، تبوح الكائنات بأسرارها، وتستعيد الطبيعة كلامها المسكوت عنه؛ علنا ندرك معًا أن الحياة لا تتوقف على ما نملكه بل فيما يدهشنا ويوقظ أرواحنا.
وكانت مؤسسة شومان ، وهي تقدم لمشاركة مشروع الغزوي في الاحتفاء بجماليات عجلون ، سجّلت أن معرض "كائنات " هو توثيقٌ للحظة استيقاظ الحياة في الأشياء، وصحبةٌ ثرية في رحلة وجدانية مع الطبيعة، لا لنتأملها فحسب، بل لنصغي إلى أسرارها. في صخورٍ عجوز، وجذوعٍ منسية، وظلالٍ مرتجفة، تنكشف لنا وجوه الأرض المخبوءة، وتهمس بما فقدناه وسط صخب الحياة.
ووصفت المؤسسة مشروع الغزوي بأنه يتجاوز الفوتوغرافيا ليصبح طقسًا روحيًا يعيد اكتشاف الجمال في تفاصيل مهملة في كل حجرٍ وشجرة، حيث تستعيد الأشياء كلامها و تقول لنا: نحن هنا. …
يشار الى ان الغزوي، وهو المثقف الموسوعي المتجدد، كان أصدر العام الماضي كتاب " بعد خامس " متضمنا صوراً فوتوغرافية التقطها من مناطق مختلفة في المساحات الخضراء من محافظة عجلون مسقط رأسه ، ليعززها اليوم ب25 لوحة جديدة سيتضمنها معرض جاليري إطلالة اللويبدة
وقال الغزوي: في تجربتي هذه، أستل بعين القلب نغمات من سيمفونية الأرض، لتُقرأ كما يريدها الرائي بعينه وخياله. في كتاب " بعد خامس" أستكمل مشروعي (ثقافة الزهرة) الذي أراه يوشي حياتي، ويمنحها المعاني التي أردتها حين اشتبكت بكامل قلبي مع أمي الأرض منذ أكثر من عقد. وفي هذا الاشتباك كان (كيس الراعي) موسوعة حاولت أن ألفت بها مخيلة الناس وقلوبهم إلى الطبيعة وسحرها وقدرتها على دفقة الطاقة فينا.
يشار الى ان الغزوي ، و في منشور له على صفحته في فيسبوك كان سجّل قناعته" إننا نعاني أمِّيةً متفاقمةً في قدرتنا على الاشتباك مع هذه الأغاني الخالدة، والغوص في تفاصيل ألحانها وإيقاعاتها ومعانيها، وينقصنا أن نتقنَ اقتناص همسات الجمال وهمهماته، وقراءة مفرداته في ما حولنا من تلال وجبال وصحارٍ وسماء، لا سيما بعد أن خطفتنا الحياة المعلبة في تلافيفها السَّقيمة، وسدّت علينا رحابة الآفاق".