عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Nov-2025

جمال الصرايرة خادما*بلال حسن التل

 الراي 

قد لايصدق البعض ان جمال الصرايرة نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، ووزير الاتصالات لأكثر من مرة، وعضو مجلس النواب لاكثر من مرة ايضا، وكذلك العضو في مجلس الاعيان لاكثرة من مرة، ناهيك عن المواقع المتقدمة التي شغلها في القطاع الخاص داخل الاردن وخارجه و منها رئاسة مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، لم يفرح بكل هذه الرتب كفرحة برتبة الخادم الصوفية التي نالها، لأن مهمة صاحبها خدمة الناس خاصة الضعفاء منهم والمتصوفة على وجه الخصوص.
 
وعندي ان مصدر فرح جمال برتبة الخادم انه يعرف حجم اجرها وثوابها عند رب العباد، ويعرف ان رسول الله كان يحث كثيرا على خدمة الناس، خاصة الضعفاء منهم. فقد اوردت كتب السيرة النبوية الكثير من الوقائع التي تدل على فضل الخادم،من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بطعام -وهو بِمَرِّ الظَّهْرَانِ- فقال لأبي بكر وعمر: «كُلَا». فقالا: إنا صائمان. فقال: «ارحلا لصاحبيكما، اعملا لصاحبيكما، ادنوا فكلا».وهذا يعني ان ابا بكر وعمر ضعفا بالصوم عن الخدمة، فاحتاجا إلى من يخدمهما،فامرهما الرسول بالافطار ليتمكنا هما من الخدمة.
 
وذهب كثيرون الى تفضيل درجة الخدمة على عبادة النوافل، من ذلك
 
ماروي عن أنس انه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنا الصائم ومنا المفطر، فنزلنا منزلًا في يومٍ حارٍّ شديد الحر، فمنا من يتقي الشمس بيده، وأكثرنا ظلًّا صاحب الكساء يستظل به، فنام الصائمون، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسَقَوُا الرِّكَاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَجْرِ». ويستشهد كثيرون بقوله هذا عليه السلام ليدلل على فضل الخدمة على عبادة النافلة.
 
وعن فضل الخادم جاء في الاثر ان الله جل جلاله اوحى الى نبيه داود عليه السلام قائلا:ياداود اذا رأيت لي طالبا فكن له خادما.
 
و للخادم مقام عزيز يرغب فيه المؤمن خالص النية،فعن فضل الخدمة ورد عن الجنيد انه قال: سمعت السَّرِيَّ، يقول:(أعرف طريقًا مختصَرًا قصدًا إلى الجنة، فقلت له: ما هو؟فكان من جوابه: الخادم يرى أن من طريقِ الجنة الخدمةُ والبذل والإيثار، فيُقَدِّمُ الخدمةَ على النوافل ويرى فضلها، وللخدمة فضلٌ على النافلة التي يأتي بها العبد طالبًا بها الثواب غير النافلة التي يتوخى بها صحة حاله مع الله تعالى؛ لوجود نقد قبل وعد).
 
وعند المتصوفة ان الخادم يحرص على حيازة الفضل،فقد جاء في كتاب (عوارف
 
المعارف) عن صفات الخادم انه (يتوصل بالكسب تارةً، وبالاسترقاق والدروزة تارة أخرى، وباستجلاب الوقف إلى نفسه تارة؛ لعلمه أنه قيمٌ بذلك، صالح لإيصاله إلى الموقوف عليهِم، ولا يُبَالِي أن يدخل في كل مدخل لا يذمه الشرع؛ لحيازة الفضل بالخدمة،)
 
لذلك فان من يجالس جمال الصرايرة سيلاحظ ان هاتفه لايصمت، وان حركته لا تهدأ في متابعة حل قضايا الناس وخدمة ضعفائهم، جعل الله ذلك كله في ميزان حسناته.