عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Sep-2025

ثبات وصدقية الدبلوماسية الأردنية*ا. د. أمين مشاقبة

 الراي 

إن أهم الثوابت في السياسة الأردنية هو ثابت تحقيق السلام في المنطقة ولا يمكن حصول ذلك الا بحل الدولتين، ونيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، إذ يقود الملك دبلوماسية مُتحركة في كل لقاءاته، وخطاباته في المحافل الدولية مرتكزاً على هذا الثابت ويقول الملك دوماً أنه لا أمن او استقرار في المنطقة الا بحل القضية الفلسطينية واقامة الدولة على حدود الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧، وعلى العالم أن يؤمن بالسلام العادل والشامل ومن هذا المنطلق وقَّع الأردن معاهدة وادي عربة عام ١٩٩٤.
 
إن المساعي التي يقودها الملك تدفع باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويحترم امام قادة العالم على الثبات، والعقلانية، والاقناع فالموقف الأردني عزَّز لدى العديد من الدول في العالم اهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية واهمية الالتزام الأخلاقي والقانوني بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. إن الدور الذي يقوم يه الأردن من أكبر الأدوار فيما يتعلق بإحلال السلام ليعم المنطقة كي تتفرغ لعمليات التنمية ويعاضد ولي العهد السلوك السياسي الذي يتابعه باهتمام بالغ وجدية عالية ناهيك عن الدور الإنساني والأخلاقي الذي تقوم به الملكة رانيا فكان خطابها الأخير وثيقة إنسانية ذات ابعاد أخلاقية عادلة لقضية عادلة.
 
إن ما يجري من اعترافات بالدولة الفلسطينية يشكل انتصارا سياسياً لصدقية الموقف الثابت للأردن وقيادته بأهمية قيام الدولة الفلسطينية كنقطة انطلاق لمسار السلام العادل والشامل، الآن ما يزيد عن 155 تعترف بالدولة العقيدة، ومنها اربع دول كبرى في مجلس الأمن والتي لها حق النقض (الفيتو)، وبالأمس صوتت ١٤٢ دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبالأمس انطلق مؤتمر حل الدولتين بمشاركة أردنية عالية المستوى من أجل الدفع بمسار السلام وهناك قناعة كبيرة لدى العديد من دول العالم بأولوية بلوغ الهدف، ونرى أن السلوك السياسي والعسكري الاسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية اصبح سلوكا ممقوتاً، وغير مرغوب فيها، فالعالم ينتصر لقيمة الأخلاقية والانسانية في العدالة، والحرية للشعب الفلسطيني، إن عمليات الابادة الجماعية، والتطهير العِرقي المُمارس في كل فلسطين غيَّرت من الرأي العام العالمي، إذ اصبح هناك ادراك ووعي سياسي عالمي لدى الجيل الجديد ضد الفاشية الصهيونية وما المظاهرات التي تعمّ العالم اليوم إلاّ دليل واضح على السقوط الاخلاقي للدولة العنصرية وهي اسرائيل التي باتت معزولة عالمياً والخطوة التالية هي العقوبات الاقتصادية التي بدأت بها بعض الدول الأوروبية وتقليص الاتفاقات التجارية مع الدولة المارقة، إن الأردن يقود بثبات وصدقية عالية عملية السلام الذي لا بُد أن يتحقق والدبلوماسية الأردنية ثابتة على موقفها بعزم وقوة.
 
إن كلمة الملك في مؤتمر نيويورك جاءت على جوهر القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الحرب على غزَّة وبذل كامل الجهود لاستعادة الأمل وتحقيق مستقبل السلام هذه بداية العملية والمسار من أجل الأمن والاستقرار والسلام.