وزير التطرف يقود مئات المستوطنين ووزراء بحكومة "نتنياهو"
الغد-نادية سعد الدين
في خطوة استفزازية أثارت تنديداً عربيا وإسلاميا واسعاً؛ اقتحم مستوطنون متطرفون بقيادة الوزير في حكومة الاحتلال المتطرف "ايتمار بن غفير"، وأعضاء في "الكنيست"، باحات المسجد الأقصى المبارك، وقاموا بأداء الصلاة والطقوس التلمودية المزعومة داخله، رغم الحظر الدولي لصلاة اليهود في المسجد، وما يشكل ذلك من انتهاك سافر لحرمته.
وتقدم المتطرف "بن غفير" مجموعات المستوطنين لاقتحام الحرم القدسي الشريف، برفقة وزراء متطرفين في حكومة "بنيامين نتنياهو" وأعضاء "كنيست" متطرفين من حزب "الليكود" اليميني المتطرف على رأسهم "عميت هاليفي"، وقاموا بتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الصلاة والطقوس التلمودية فيه، بحماية قوات الاحتلال.
ومن باحة المسجد الأقصى، رفع المستوطنون أعلام الاحتلال ورايات تحمل رسوماً لما يُعرف بـ"الهيكل المزعوم" كتب عليها بالعربية "بيت الله العالمي"، وذلك بعد أن أخلت قوات الاحتلال المسجد من المصلين وفرضت طوقاً أمنياً مشدداً على البلدة القديمة في القدس المحتلة.
ويشهد المسجد الأقصى منذ صباح أمس تصعيدًا خطيراً في وتيرة وعدد الاقتحامات من قبل الجماعات الاستيطانية المتطرفة، إحياء لما يُعرف تلمودياً بـ"ذكرى خراب الهيكل"، والتي تُعد من أخطر المناسبات التهويدية التي تُستغل لاستهداف المسجد وفرض وقائع جديدة فيه.
ودعا المتطرف "بن غفير"، من داخل المسجد الأقصى، لاحتلال كامل قطاع غزة، والسيطرة عليه، وتشجيع الفلسطينيين على "الهجرة بشكل طوعي"، وفق مزاعمه.
وأعلن "بن غفير" في بيان أصدره لاحقاً أنه "صلى من أجل انتصار إسرائيل" على حركة "حماس" في حرب الإبادة الجماعية الصهيونية ضد قطاع غزة، وعودة الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
من جهتها، نددت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، باقتحام "بن غفير" ومئات المستوطنين وعضو الكنيست "هاليفي"، المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال.
وأوضحت "الأوقاف الإسلامية"، في تصريح لها أمس، أن "المستعمرين أدّوا طقوساً تلمودية، ورقصات، وصرخات عمت أرجاء المسجد"، لافتة إلى أن "المتطرف بن غفير، قاد بعد منتصف الليلة الماضية، مسيرة استفزازية للمستعمرين للبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، بمناسبة ما يسمى بذكرى "خراب الهيكل"، المزعوم.
بدوره، ندد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، باقتحام "بن غفير" والمستوطنين للمسجد الأقصى، معتبراً أنه تجاوز كل الخطوط الحمراء.
وقال أبو ردينة، في تصريح له أمس، إن "المطلوب من المجتمع الدولي وتحديداً الإدارة الأميركية التدخل الفوري لوضع حدٍّ لجرائم المستوطنين واستفزازات الحكومة اليمينية المتطرفة في المسجد الأقصى ووقف الحرب على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية".
من جانبها، قالت محافظة القدس إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، من اقتحامات واسعة وغير مسبوقة، واعتداءات مبرمجة على قدسية المكان، يشكل تحولاً نوعياً وخطيراً في مسار عدوان الاحتلال المتواصل على المسجد الأقصى.
وأضافت المحافظة، في تصريح لها أمس، أنه "في سابقة خطيرة، سمحت سلطات الاحتلال وبشكل فاضح لمئات المستعمرين باقتحام باحات المسجد الأقصى، بقيادة وزراء متطرفين في حكومة "نتنياهو"، على رأسهم المتطرف "بن غفير" وما يسمى وزير النقب والجليل "اتسحاق فاسرلوف"، وأعضاء كنيست متطرفون من حزب الليكود.
وأوضحت بأنهم أدخلوا أدوات ولفائف وشعارات توراتية إلى الأقصى، وأدوا صلوات تلمودية علنية أمام المسجد القبلي، في سابقة غير معهودة، ورفعوا رايات المعبد المزعوم في قلب المسجد الأقصى، التي كُتب عليها: "بيت الله العالمي"، في محاولة خطيرة لفرض رمزية توراتية على المكان الإسلامي الخالص، وقرأوا قراءة جماعية للفائف التوراتية على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال التي وفرت الحماية الكاملة، ومنعت أي وجود فلسطيني فعّال في محيط الاقتحام.
وأشارت إلى خطورة المخطط الصهيوني الرامي إلى فرض سيادة يهودية بالقوة على المسجد الأقصى المبارك، وتقسيمه زمانياً ومكانياً، معتبرة أن تصعيد الاحتلال غير المسبوق هو بمثابة إعلان حرب دينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وتمهيد لتفجير شامل لا تقف نيرانه عند حدود فلسطين، بل قد تمتد إلى المنطقة والعالم بأسره.
وحمّلت المحافظة حكومة الاحتلال مسؤولية التصعيد الذي قد يُشعل حربًا دينية مفتوحة، داعية المجتمع الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته لوقف العدوان الإجرامي، وفرض الحماية الدولية على المقدسات الإسلامية في القدس، ووقف المخطط التهويدي الذي يهدد السلم العالمي.
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى تكثيف التواجد في المسجد الأقصى، مؤكدة أن القدس المحتلة ومقدساتها هي خط أحمر، وأن المساس بها ستكون له تبعات تاريخية خطيرة.
وبالمثل؛ أدانت حركة "حماس" اقتحام المستوطنين، يتقدمهم المتطرف "بن غفير" وعضو برلمان الاحتلال "هالفي"، لباحات المسجد الأقصى، معتبرة ذلك "جريمة متصاعدة" بحق المسجد و"استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم".
وحذرت "حماس"، في تصريح لها أمس، من "محاولات الاحتلال فرض واقع جديد وتهويد المسجد الأقصى"، لا سيما مع تزامن الاقتحامات المتكرر مع المناسبات الدينية اليهودية، مشددة على أن هذه الإجراءات "لن تنجح في تغيير الهوية العربية والإسلامية للمسجد".
وأكدت أن استمرار سياسات حكومة الاحتلال، بما في ذلك الحرب على غزة والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس المحتلة، يهدد "الأمن والسلم الإقليمي والدولي"، مطالبةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ"تحرك عاجل وجاد لوقف هذه الجرائم ومحاسبة حكومة الاحتلال".
وشددت على أن مقاومة الاحتلال والتصدي لمخططاته ستتواصل حتى "تحرير الأرض والمقدسات وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".