... وعن الولائم العرمرمية*بلال حسن التل
الراي
كما هي جاهات الاعراس التي تحدثت عنها في المقال السابق،هي سلوك دخيل على عاداتنا وتقاليدنا وسلوكنا الاجتماعي شوههما، فان الولائم العرمرمية التي ينشر اصحابها صورها على صفحات التواصل الاجتماعي، ومن خلال بعض المواقع الالكترونية، هي الاخرى صورة من صور الخلل التي دخلت في السنوات القليلة الماضية على عاداتنا وسلوكنا الاجتماعي فشوهتهما ايضا ، فهذه الولائم بهذه الصورة فوق انها مخالفة لتعليم ديننا، حيث كان رسول الله عليه الصلاة والسلام ينهى عن ان تخرج رائحة الطعام من منزل احدنا فيشمها جاره، يشتهي ذلك الطعام ويتحسر لانه لا يستطيع تذوقه، لفقره وضيق ذات يد، فما بال مجاميع من أبناء المجتمع الاردني، لا يكتفون بروائح الطعام تنبعث من موائد دعواتهم، فيكون ، لكنهم يصورونها وينشرونها على صفحات التواصل الاجتماعي،والمواقع الاخبارية،ليتضاعف اثرها السلبي، ومثلهم شريحة اخرى البعض من افراد مجتمعنا، ينشرون صورهم في المطاعم، وامامهم شتى صنوف الطعام والشراب، فكيف يرضى هؤلاء واولئك نشر صور ولائمهم، وصورهم في المطاعم، في مجتمع تزيد فيه نسبة الفقر عن نصف سكانه بموجب الاحصائيات الرسمية، فاين المروءة، واين التكافل الاجتماعي، واين الاحساس بالاخرين، واين امتثالنا لتعاليم ديننا، واين احترامنا لعاداتنا وتقاليدنا في احترام فقرائنا والحفاظ على كرامتهم ومشاعرهم؟ .
ان مما يزبد من سوء هذه الولائم العرمرمية مشاركة مسؤولين تقام هذه الولائم تملقا لهم، وهذا الصنف من المسؤولين انهى عهدا محترما، كان فيه المسؤل في بلدنا لا يقبل دعوة الا بعد الحاح شديد وممن يثق به، وكان حريصا على ان يعرف من يجالس وان يكون عدد المدعوين قليلا قدر المستطاع. وقبل ذلك من افاضل الناس.
فاذا اضفنا الى كل هذه المساوئ التي تمثلها الموائد العرمرمية التي تقام في بلدنا، انها تقام في بلد يعاني من أزمة اقتصادية حادة، ليأتي هذا السلوك السفيه ليساهم في المزيد من تعميق ازمة الاردن الاقتصادية، بما يمثله من اسراف وهدر.