الغد
يرشح الرئيس الاميركي سفيرا جديدا لدى الأردن، بعد مغادرة السفيرة السابقة، التي لم تبق سوى فترة قصيرة في الأردن.
أي سفير اميركي في الأردن له دور معلن، وعلى الاغلب تكون هذه الادوار مرسومة وحذرة ومحددة، ومعه اركان السفارة الاميركية الذي يعملون في ملفات متخصصة ومتنوعة ومؤثرة ايضا.
علاقات الأردن بواشنطن لا تعتمد على السفير مباشرة، بل هناك صلات مع البيت الابيض والكونغرس والخارجية والدفاع بمعزل في بعض الحالات عن وجود سفير او عدم وجود سفير في الأردن.
لكن السفير الجديد سيأتي في مرحلة حساسة جدا، ولا نعرف ما الذي سيقوله للأردنيين بعد ان تضررت سمعة الولايات المتحدة كثيرا في المنطقة، بعد كل هذا الامداد لاسرائيل في حروبها المفتوحة ضد غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية واليمن والعراق وايران وقطر.
الرأي العام في الأردن حساس جدا، واذا كانت دولا كثيرة من الدول السابقة التي تلقت ضربات عسكرية اسرائيلية تواصل استرضاء واشنطن بكل الطرق برغم الضربات، الا ان الامر مختلف في الأردن عبر محورين، الاول الإمداد الاميركي لإسرائيل على مدى عامين بطريقة لا يمكن تبسيطها، ويكفي ما شهدناه من مشاركة وزير الخارجية الاميركي في حفر الانفاق تحت المسجد الاقصى، والثاني ما يتعلق بالعلاقات الأردنية الاميركية ذاتها على مستويات سياسية واقتصادية وقياسات التهديد لدى الرأي العام في الأردن، ومنسوب الركون اصلا الى العلاقة مع واشنطن، في ظل التهديدات المتدفقة من غرب النهر، وفي ظل تغير المزاج السياسي للادارة الحالية تجاه المنطقة ودولها، وما الذي يعنيه التحالف اصلا؟.
اقرأ السيرة الذاتية للسفير الجديد جيمس هولتسنايدر، الذي يشغل حالياً منصب المسؤول الأول في مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية الأميركية، كما يمتلك هولتسنايدر خبرة واسعة في المنطقة، حيث سبق له أن عمل نائباً لرئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الأميركية بالكويت، كما تولى مهاماً في كل من العراق، وتونس، وأفغانستان، والصومال، وإلى جانب خدمته الميدانية، عمل في مكتب نائب وزير الخارجية، ومكتب الشؤون الإيرانية. وقبل انضمامه للسلك الدبلوماسي، خدم هولتسنايدر لمدة ست سنوات في قوات مشاة البحرية الأميركية المارينز المعروفة بمهماتها.
هكذا سيرة ذاتية تؤشر على امرين، اولهما انه يعرف المنطقة وعمل في ساحات حساسة امنيا وعسكريا، وثانيهما ان خبرته عسكرية سياسية مشتركة، ويمكن التحليل هنا كثيرا من حيث الدلالات.
في كل الاحوال السفير امام مهمة ليست سهلة، وتحسين سمعة الولايات المتحدة بحاجة الى جهد يتجاوز حملات العلاقات العامة، لأن السفير يأتي الى المنطقة في ظل ظروف مختلفة، على صعيد تطلعات الأردن من جهة وضمان استقراره، وعلى صعيد الملف الفلسطيني ومهددات غرب النهر، وما يجري من ادوار اميركية واسرائيلية في كل دول المنطقة وهي ادوار تتضاعف كلفتها يوما بعد يوم، بسبب انفلات الازمات في الاقليم، واحتمال توسعها.