عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Oct-2025

تداعيات معركة أكتوبر*حمادة فراعنة

 الدستور

وظف الرئيس الأميركي ترامب نفوذه، ورغبته، والتدخل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بهدف إظهار مكانته كشخصية سلامية تمكن من النجاح في تجميد معارك وحروب، يتباهى أنها وصلت إلى سبعة حروب، أوقفها، ويعمل على استكمالها في فلسطين.
 
حركة حماس تجاوبت مع مبادرة الرئيس الأميركي، ولها مصلحة في ذلك، رغم الملاحظات الجوهرية التي سجلتها على مضمون خطته وإجراءاتها، وقد تم لها ذلك بناء على مجموعة عوامل:
 
أولاً نصيحة تلقتها من الأصدقاء والحلفاء لها، من قطر وتركيا إضافة إلى الدور المصري.
 
ثانياً استجابة لما شهدته من معاناة شعبها الذي واجه ظروفاً تفتقد لأبسط معايير الحياة، وقسوة غير مسبوقة لشعبها، بل وللشعوب التي واجهت حروباً مماثلة.
 
ثالثاً حمت نفسها من مواصلة الهجوم الإسرائيلي الهادف لتصفيتها نهائياً.
 
رابعاً استجابة لدعوة الرئيس الأميركي الذي وجه لها الدعوة لقبول المبادرة والخطة، فتجاوبت معه مباشرة، وسارعت في قبول الدعوة قبل أن تنتهي فترة التحذير.
 
خامساً تجاوبت مع التطورات السياسية التي اجتاحت أوروبا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
 
وعلى عكس نتنياهو حيث لا مصلحة له في وقف إطلاق النار، بعد أن سجل حالتي الإخفاق في معركته العسكرية وهجومه الوحشي، وفي التحول الذي اجتاح الموقف الأوروبي لصالح التضامن مع الشعب الفلسطيني، والمظاهرات التي شملت العواصم الأوروبية شجباً ورفضاً للجرائم التي قارفها ضد الشعب الفلسطيني.
 
ومع ذلك كان مرغماً لقبول المبادرة الأميركية لعدة أسباب:
 
أولاً أنها أتت من حليفه وداعمه الرئيس ترامب حيث لا يملك القدرة والشجاعة على مواجهته، بعد أن قدم له كل أسباب الدعم والغطاء طوال معركته ضد الفلسطينيين، وأمهله غير مرة حتى ينفذ برنامجه ومخططه في القضاء على المقاومة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ولم يتمكن من تحقيق هدفيه طوال السنتين.
 
ثانياً استجابة لمظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين كثفوا من نشاطاتهم واحتجاجاتهم مع عائلات الجنود القتلى، ومع عائلات الجنود المجندين، الذين يخوضون معركة غير مأمونة النتائج.
 
ثالثاً وجهة نظر الجيش الذي قاتل بشراسة واجتاح قطاع غزة واحتلها، ولكن ضباط الجيش يقولون علناً: «لم يعد هناك هدف استراتيجي يمكن تحقيقه في مواصلة الحرب على قطاع غزة».
 
رابعاً أوروبا التي عبرت عن امتعاضها من مواصلة الحرب، وتطالبه بوقف الحرب، ووقف المجازر التي يرتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين.
 
ولهذا كله تمت الاستجابة من قبل طرفي الصراع لوقف الحرب، وقبولها، وبدء تنفيذ الشق الأول من إجراءاتها المتعددة وفق ما هو مطلوب من الطرفين.
 
نتائج معركة أكتوبر سياسياً، لم تقتصر على العوامل المحلية، حيث باتت حركة حماس طرفاً مقرراً في المشهد السياسي الفلسطيني، مهما بلغت المطالبة الإسرائيلية والأميركية بتغييبها عن طاولة المفاوضات المباشرة، عبر مفاوضات غير مباشرة، ومهما بلغت الضغوط لتغييبها عن موقع إدارة قطاع غزة علناً، ولكنها ستبقى خلف الإدارة المقبلة، لتكون فيها وعليها صاحبة القرار الميداني المحلي، في إدارة قطاع غزة، فهي التي قاتلت على الأرض، وهي التي صمدت، وهي التي ستحكم من خلف الكواليس.
 
مبادرة 7 أكتوبر غيرت تركيبة المشهد السياسي الدولي لصالح فلسطين، ولذلك سيكون لها نتائج ذات طابع استراتيجي يعكس حجم الانتقال الأوروبي من موقع الصانع الداعم للمستعمرة، إلى موقف التوازن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واعترافهم العلني بالدولة الفلسطينية وتقديم الدعم العلني السياسي والمالي لصالح فلسطين إسهاماً في إسناد المشروع الوطني نحو قيام الدولة الفلسطينية.