عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Oct-2025

مترقبا احتمال وقف الحرب.. الاحتلال يصر على تطبيق نموذج لبنان بغزة

 الغد

عواصم - حتى تتّضح ملامح الصورة بالكامل حيال وقف إطلاق النار في قطاع غزة المدمر، "تدخل قوات جيش الاحتلال فترة خطيرة"، وفقاً لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت أمس، زاعمة أنه خلال ذلك قد يظهر الجنود تراخياً عملياتياً تستغله حماس لتحقيق إنجاز في اللحظة الأخيرة أو ربما لمواصلة المعركة. ويأتي ما تقدم بعدما منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحركة مدّة ثلاثة إلى أربعة أيام للرد على مقترحه، بينما لفتت الصحيفة إلى أنه خلال هذه الفترة ينبغي على الجيش الصهيوني مواصلة هجومه، خصوصاً في يوم "الغفران"، الذي صادف حلوله أمس، وفترة الأعياد اليهودية التي تليه.
 
 
في غضون ذلك، تتقدم قوات الاحتلال "ببطء" في مدينة غزة، لكن وسط هجمات عنيفة تعطي الأولويّة لأمن الجنود على حساب سرعة التقدّم. وعملياً ما يقوم به جيش الاحتلال في مدينة غزة مماثل لما فعله في رفح وخان يونس، جنوبي القطاع، وبيت حانون ومناطق أخرى في شماله، حيث حوّل المباني والبيوت إلى أكوام من الركام.
وطبقاً لما نقلته الصحيفة عن ضابط كبير سبق أن شارك في العمليات العسكرية التي شُنت على المدينة العام الماضي، ويشارك في عملية "مركبات جدعون 2" حالياً، فإنّ "العملية السابقة كانت احتلالاً سريعاً، بينما هذه المرّة يدّمر الجيش البنى التحتية بصورة تامة فوق الأرض وتحتها. ويقدّر الضابط أنه بالأسلوب البطيء والأكثر أماناً نسبياً (على الجنود)، باستخدام (آليات قتل) مثل المركبات المدرّعة المحمّلة بالمتفجّرات (الروبوتات المفخخة)، والغارات الجوية والطائرات المُسيَّرة "سيتطلب الأمر مدّة شهرين للقضاء على البنية التحتية لحماس"، في إشارة إلى تسوية مدينة غزة بالأرض.
ويتابع الضابط: "بالإمكان حسم لواء حماس في وقت أقصر، لكن ذلك قد يُكلّف خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود"، معتبراً أنه لا ينبغي القيام بما سبق "تجنباً لتعريض الجنود للخطر خصوصاً في الفترة التي تسبق احتمال وقف إطلاق النار والانسحاب"، فحسم المعركة ضد حماس بحسبه "لا تعني بالضرورة القضاء على آخر المقاتلين فيها".
وفي هذا السياق، يشير إلى أنه "خلافاً للصورة النمطية حول الحركة والتي تدّعي أنها ستقاتل حتّى اللحظة الأخيرة، غادر عدد كبير من المقاتلين مع عائلاتهم إلى المخيمات المركزية في الجنوب بحثاً عن النجاة؛ لأنهم أدركوا أن الجيش الإسرائيلي جاد في نيته تحويل غزة إلى رفح"، في إشارة إلى تدميرها كلياً.
على المقلب الآخر، لفتت الصحيفة إلى أن معظم التفاصيل حول الترتيبات الأمنية لا تزال ضبابية، ومع ذلك، يبدو واضحاً إلى حدٍ كبير أن القادة العسكريين في فرقة غزة والقيادة الجنوبية يُعارضون بشدّة العودة إلى الجدار الأمني دون الإبقاء على منطقة عازلة محتلة على طول حدود القطاع الفاصلة مع المستوطنات الإسرائيلية. ويحذّر هؤلاء الضباط، بحسب الصحيفة، من أنه "تحظر العودة إلى السادس من أكتوبر"، في إشارة إلى الوضع الذي ساد قبل هجوم "طوفان الأقصى"، معتبرين أنه "لا ينبغي للمزارعين الذين يقودون الجرّارات أن يروا مسلحي حماس بل الجيش الإسرائيلي".
أمّا في مستوى قيادة الميدان فكثر يعتبرون أن "الجيش يعرف كيف يحمي المستوطنات من أي نقطة يأمره المستوى السياسي بها"، مضيفين أن "ثمة فرقاً جوهرياً في حماية سديروت والكِيبوتسات من على امتداد تلة 70 (تل المنطار) داخل القطاع، مقارنة بالحماية من على السياج أو بمحاذاته".
لبننة غزة
أمّا القضية الثانية التي يصر عليها جيش الاحتلال فهي التحرك ضد كل "انتهاك" لوقف إطلاق النار، بهدف "عدم السماح لحماس بترميم قدراتها" في حال التوصل لاتفاق ينهي الحرب، تماماً كما حدث على الحدود الشمالية مع لبنان بالنسبة لحزب الله، حيث خرق جيش الاحتلال الاتفاق آلاف المرّات بزعم "القضاء على محاولات الحزب ترميم قدراته العسكرية".
وتماماً كما هو الحال على الحدود الشمالية، حيث لا يزال الجيش الصهيوني يحتل خمس نقاط إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، التي كانت خاضعة سابقاً لسيطرة طبوغرافية من حزب الله، يسعى الاحتلال لإبقاء سيطرته على مواقع معيّنة يعتبرها إستراتيجية في قطاع غزة للشروع من خلالها بتنفيذ هجمات ضد كل ما يسقطه تحت تعريف "الخرق" أو "الانتهاك".
وطبقاً للصحيفة، فإن جولة على طول الحدود اللبنانية تُظهر "كيف يبدو النصر، حتى إن لم يتحقق حسم كامل"، موضحةً أن الواقع الأمني تغيّر، وحرية تحرك الجيش الإسرائيلي داخل لبنان كاملة، فيما يتمثل التحدي في الحفاظ على ذلك بشكل دائم وعدم التراجع تحت ضغوط دولية، لأن "التراجع عن المواقع وتقليل الهجمات سيعيد حزب الله إلى الحدود وسيسمح له بتأهيل قدراته مجدداً"، على حد زعمها. أمّا بالنسبة إلى القطاع، فإن التحدي بحسبها هو "الوصول إلى واقع أمني مماثل للبنان في محيط غزة".-(وكالات)