عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2025

فلسطين... معركة الوعي*بلال حسن التل

 الراي 

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يصادف التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام اكتب وكتبت وسأظل أكتب مؤكدا أن معركتنا في فلسطين هي معركة وعي بالدرجة الاولى، وانه ما لم نعد بناء وعي أمتنا على حقائقها التاريخية ومنها حقيقة ان فلسطين هي قلب الجغرافيا العربية الذي لا يقبل القسمة على اثنين، وهي حقيقة لم تغب عن الأكثرية الصامتة من ابناء امتنا بالرغم من مرور ثمانية عقود على احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني الغاصب على ارضها المباركة، وبالرغم من الجهود الخارقة التي بذلتها وتبذلها الحركة الصهيونية العالمية، وحليفتها الإمبريالية العالمية ممثلة بحكومات الغرب عموما، وبالرغم من توظيفهما للآلة الإعلامية الضخمة، وبالرغم من الحروب النفسية التي تنظمانها، وبالرغم من عبثهما بالمناهج التعليمية في الكثير من بلادنا، وبالرغم من هجومهما على اللغة العربية باعتبارها حافظة ذاكرة الآمة وثقافتها وتاريخها وحقاىق هذا التاريخ، وبالرغم من ان هذه الاسلحة اعني بها الإعلام والمناهج التعليمية والحروب النفسية، و تهميش لغة الأمة، اشد خطرا وأكثر فتكا من الأسلحة التقليدية التي تستعملها الجيوش في الحروب المباشرة، لأن الاسلحة التقليدية تجرح او تقتل بضع مئات، بينما الأسلحة غير التقليدية كالإعلام والمناهج التعليمية وتغييب اللغة الأم تقتل شعوبا كاملة دون ان تريق دما، لانها تقتل الوعي والانتماء لدى الشعوب التي تستهدفها، كما يستهدف التحالف الصهيوني الإمبريالي أمتنا ذلك بهدف تمييع مفهوم ومكانة فلسطين في العقل والضمير العربيين والمسلمين. ومعهما الضمير المسيحي الشرقي حيث ولد السيد المسيح عليه سلام الله.
 
وبالرغم من ذلك كله، فإنهما لم تنجحا، فما زالت فلسطين في مكان الصدارة في ضمير وعقل ابناء امتها الذين ينتظرون ساعة تحريرها وعودتها الى حضن الأمة. هي الساعة التي لن تأتي الا اذا خضنا معركة بناء وعي الامة. فما من معركة تحرير لارض الامة حققت أهدافها الا وسبقتها معركة بناء وعي أبنائها، وآخر التجارب في هذا المضمار تجربة قطاع غزة الذي ما كان له ان يصمد هذا الصمود الاسطوري أمام الة الحرب الصهيونية المدعومة غربيا لولا معركة الوعي التي خاضها المجمع الإسلامي في غزة فأنقذ أبناء القطاع من حرب المخدرات وكل الموبقات التي سعى الاحتلال لإغراقهم بها ليحولهم المجمع الإسلامي إلى مجتمع مقاوم يقتل ويصمد بوعي.
 
وفي التاريخ ايضا ان صلاح الدين ما كان له أن يدخل القدس محررا لولا معركة الوعي التي قادها علماء الامة باشراف عماد الدين ونور الدين. لذلك كله ندعو إلى خوض معركة بناء وعي الأمة لانها الطريق الوحيد لكي نصلي في القدس عاصمة فلسطين المحررة.