الراي
في عام ٢٠١٥ كانت مبادرة الملك في عقد اجتماع العقبة بمشاركة دول قريبة وبعيدة ومن قارات مختلفة لتشكيل حالة تنسيق دولية في مواجهة الارهاب والتطرف ،ويومها كانت ذروة التطرف والإرهاب في منطقتنا حيث داعش تقيم كيانا لها في الموصل واخر في الرقة السورية وكانت عملياتها الارهابية تتم في دول مختلفة ومنها الاردن .
فكرة اجتماع العقبة حينها كانت ادراكا من القيادة الاردنية ان الإرهاب والتطرف يعمل على زراعة تنظيماته في كل دول العالم وكانت أفريقيا مثلا هدفا مباشرا لهذه التنظيمات ورأينا نشاطها في مالي والصومال ودول اخرى ، فالارهاب والتطرف ليس حالة محلية في دولة أو إقليم بل فكر يعطي لحملته حقا مقدسا للقتل وتقسيم المجتمعات إلى كفار ومؤمنين إضافة إلى إعطاء نفسه حق قتل اي انسان مهما كان عمله ونشاطه ودينه وتفكيره.
وكانت الرؤية الاردنية تقوم على توسيع التنسيق بين الدول المستهدفة بل يمكن أن تكون هدفا لعمل تنظيمات الإرهاب أمنيا وعسكريا وتبادل المعلومات والخبرات فالجميع هدف لهذا التطرف ويجب أن يكون التطرف والإرهاب هدفا للجميع .
امس كان اجتماع العقبة في إيطاليا وكان الملك صاحب المبادرة والمتابعة حاضرا ، فاجتماع العقبة لم يعد امرا يخص الاردن فكل الدول معنية بأن تستضيف اللقاء وان تكون جزءا من استمرار حالة التنسيق في محاربة الإرهاب والتطرف .
الإرهاب والتطرف قضية كل البشر لأنهم هدف له ، وحتى لو ضعف نشاط هذه التنظيمات في دولة أو إقليم فإن هذا لايعني أن الإرهاب مات وانتهى ، فالارهاب لم يمت والتطرف مازال حاضرا والتنسيق لمحاربته ضرورة لكل دوله .