الراي
القادم من البديهيات لكن التأكيد عليها ضرورة ليس لمن يمارسون التضليل بحق الاردن بل ايضا للصادقين الذين يتعاملون بانصاف مع الاردن.
غزة قبل العدوان كانت تحكمها حماس وهي التي قررت الدخول في مواجهة مع الاحتلال في السابع من أكتوبر، ومن فتح باب العدوان على غزة هو الاحتلال ومنذ ان كان هذا فان الجميع يعلم ان قرار وقف العدوان بيد اسرائيل وامريكا، ولهذا لم تتوقف الحرب رغم كل المواقف الدولية والعربية المنددة بما يفعله الاحتلال في غزة.
وما تم من تفاوض خلال شهور الحرب كان بين حماس واسرائيل عبر وسطاء، فمن يملك القرار في قبول الهدنة فلسطينيا هي حماس فحتى السلطة الفلسطينية لا تملك اي سلطة هناك.
والاردن ومعه كل الدول العربية الفاعلة لم يتوقف عن بذل كل جهد سياسي وانساني وقانوني لمواجهة العدوان، لكن الاردن مثل الدول العربية ليس من يقرر وقف الحرب، وما هو مطلوب منه بذل كل ما يستطيع لمناصرة اهل غزة.
بعض القوى الاجتماعية معنا وفي اجزاء من العالم ومعها تنظيمات تمارس كل انواع التباكي على اهل غزة تخوض حربا من الاتهامات والافتراءات على الاردن وكأنه من يحكم غزة او كأنه من يمارس العدوان على غزة وتحمله مسؤليات تجاه غزة لا تحملها حتى لحماس او السلطة الفلسطينية او حتى للدول التي تستضيف تلك التنظيمات، فلا نسمع إساءة الا للاردن ودول عربية هي التي تبذل كل جهد لمساعدة غزة اما الحكومتين الفلسطينيتين او حتى احزاب فلسطين ٤٨ او دول اخرى لاتفعل شيئا في الصمت تجاههم.
الاردن لايملك قرار غزة ولا الضفة، وليس من يقرر الحرب والسلم فيهما، وليس من يفاوض لهدنة او اي اتفاق يخص الفلسطينيين، الاردن يمارس واجبه في مساندة الأشقاء بكل امكاناته، ولا يدخر جهدا في فعل كل شيء لوقف الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
الاردن لا ينتظر الشكر فهذا واجبه لكن على محترفي التكسب من وراء غزة وفلسطين سياسيا وماليا ان يحاسبوا من يملك القرار او المقصر، اما التركيز على الاردن فهذه قصة نعلم ابعادها واسبابها وهي ليست مرتبطة بالعدوان على غزة بل مع كل حدث في المنطقة.
الاردن دولة جارة للضفة لكن القرار الفلسطيني في غزة والضفة بيد قوى وتنظيمات فلسطينية، والاردن يقدم مساعدات يعلم انها لا تنقذ شعب غزة لكن غزة مسؤلية من يحكمها والعرب والعالم وليست مسؤلية الاردن، فلماذا يغمض تجار القضية اعينهم حتى عن حلفائهم ويوجهون الحقد والافتراء بحق الاردن ودول عربية تبذل كل ما تستطيع.