عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jul-2025

سوريون يتخلون عن مكتباتهم لكسب لقمة العيش

  الغد

جمع بعضهم الكتب على مدى سنوات طويلة، واعتنى بها ليحميها من الغبار والتلف، وخصص لها مكانًا ثابتًا في منزله. آخرون أنفقوا جهد أيامهم وأموالهم القليلة لشراء كتب ممنوعة وغالية في سوريا. لكن الظروف دفعت كثيرين منهم ليصبحوا بائعي كتب على أرصفة دمشق.
 
 
 
 
افتتاح معرض حلب الأول للكتاب
 
 
 
 تسير في شوارع دمشق من منطقة الحميدية إلى "فندق الشام"، من بين ضجيج السيارات والمارة تشاهد بسطات لكتب مكدسة في الطرقات ومحبو القراءة يتصفحون الكتب في الشارع عناوين كتب كانت ممنوعة زمن نظام الأسد، حيث تحولت الكتب الممنوعة إلى سلعة غالية الثمن ومصدر رزق للكثيرين واقتناء حر للقراء.
 
 
يلاحظ المارّة أن معظم بائعي الكتب على الأرصفة من كبار السن، وغالبيتهم متقاعدون اضطروا للتخلي عن مكتباتهم لسد احتياجاتهم اليومية. يقول "أبو حسام" لموقع تلفزيون سوريا، وهو ستيني متقاعد: "لقمة الخبز في هذا البلد تحتاج تضحيات كبيرة، وأنا اليوم أضحي بمكتبتي التي قضيت عمري في جمعها وقراءتها". ويضيف بأسى: "أبيع كتبي فقط لأتمكن من شراء أدويتي وتأمين مصاريف المنزل من خبز وماء".
 
ويتابع أبو حسام "مكتبتي كانت متنوعة لأنني مهووس في القراءة ، ويوجد فيها من علم الرياضة والفنون إلى الكتب الدينية وغيرها، واليوم يحترق قلبي عند بيعها ولكنني أعزي نفسي بأنني لم أعد أجيد الرؤية مثل قبل".
 
 
وأما أحمد "ثلاثيني" يقول لموقع تلفزيون سوريا:"كانت البداية من أجل تأمين لقمة العيش منذ سنوات فكنت أبيع قصص الأطفال الصغار ومن ثم أصبحت اشتري مكتبات من الناس وابيعها كتجارة وعند جلوسي لساعات طويلة على بسطة الكتب بدأت اتصفح وأقرأ وتغيرت لدي نظرة كبيرة في الحياة وتعلمت الكثير، فالقراءة هي "غذاء الروح" بحسب تعبيره.
 
وأما بالنسبة للمردود المادي يقول أحمد إنه "بعد سقوط النظام بدأت أغلبية الكتب الممنوعة على عهد نظام الأسد تظهر للعلن، وأصبت أشتريها من أصحابها الذين خبأوها لسنوات طويلة، ولها الكثير من القراء يتقاتلون أحيانا فيما بعضهم على الكتاب النادر مثل الكتب السياسية والدينية والفلسفية  ويشير إلى أن سعر الكتاب الواحد يتراوح ما بين 100 - 250 ألف ليرة سورية".
 
 
 
الكتب تفك القيود
في زمن نظام الأسد كانت كتب محرمة وممنوعة وكانت الناس تدخلها عن طريق التهريب من بيروت ، مثل كتب السياسة ورويات الجواسيس وقصص الدين وأما الآن جميع الكتب تتنفس الحرية على أرصفة دمشق، حيث تقول "سارة" أحد القرّاء على البسطة، إنني أرى كتاب عن الحركة الشيوعية يباع في سوريا من جديد بعدما كان محظورا حتى عن صفحات الإنترنت. وتضيف سارة لموقع تلفزيون سوريا إنها اشترته بـ 70 ألف ليرة سورية.
 
لكتب الدين الحصة الأكبر
وخلال جولة لـ" موقع تلفزيون سوريا" لاحظ أن تجارة الكتب انتعشت من جديد بشكل كبير وأصبحت مصدر رزق لكثير من الأشخاص، وأكد عدد من الباعة أن الكتب الدينية تتصدر قائمة المبيعات ويليها الكتب السياسية والفلسفية التي كانت ممنوعة سابقا في سوريا.
 
في بلد أنهكته الحرب والعزلة، وخيّم عليه الموت واليأس لسنوات، تتحول اليوم الأرصفة إلى مكتبات متنقلة تنشر الثقافة بين الناس. وسط الركام، تبرز هذه الظاهرة كبداية جديدة لـ"تنفس الحرية"، في مجتمع بدأ يستعيد شغفه بالمعرفة والانفتاح. التلفزيون السوري