عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2025

مكانيزمات الرصد الاعلامي في الاردن*د. فيصل أحمد السرحان

 الراي

يُعتبر الرصد الإعلامي من أبرز الأدوات التي لا يمكن الاستغناء عنها في مجال الاتصال المؤسسي وصناعة القرار الاستراتيجي على السواء، حيث يمكّن من تتبع المحتوى المنشور في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، ويترافق مع حاجة حيوية الى تحليل المحتوى لاستخلاص المؤشرات التي تُسهم في رسم السياسات العامة وتوجيه الخطاب الإعلامي الرسمي.
 
في الأردن، يكتسب الرصد الإعلامي أهمية متزايدة وبالاخص مع تنامي الدور الرقابي للإعلام، واتساع فضائه الرقمي، وتزايد التحديات الإقليمية والمحيطة التي تتطلب تواصلاً وإتصالاً فعّالين وإدارة حصيفة للمعلومات والاخبار. ويعبّر مفهوم الرصد الإعلامي عن عملية منظمة لجمع البيانات الإعلامية من مختلف المصادر الاعلامية التقليدية والرقمية وتحليلها، بغرض تقييم التغطيات الإعلامية بغض النظر عن حقولها لفهم اتجاهات الرأي العام حيالها، ورصد القضايا الحساسة أو الحملات الموجهة، مما يساعد المؤسسات المختلفة على اتخاذ قرارات مبنية على الدقة والموثوقية. تمتاز آليات الرصد الإعلامي في الأردن بأنها تمزج ما بين الأساليب التقليدية والرقمية، وتتمثل في الرصد اليدوي، و الآلي باستخدام البرمجيات، للتحليل من أجل تحديد نغمة الخطاب من حيث تصنيفه (إيجابي، سلبي، محايد)، أو متابعة التحولات في المزاج العام تجاه قضية أو جهة معينة خاصة وقت حدوث الازمات أو التنبؤ.
 
إن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع الحيوي هو إدراكي العميق بأن الرصد الاعلامي في مملكتنا العزيزة يواجه تحديات لا بدّ من التصدي لها وتطويعها لتغذو فرصاً، ومن أبرزها عدم توفر كفاءات تتميز بالمهنية اللازمة في موضوع التحليل الاعلامي، وتخمة المواضيع المطروحة في وسائل الاعلام وصعوبة ملاحقتها. إنّ الرصد الإعلامي في الأردن إذا تمّت العناية به بالشكل المطلوب فإنه بالحتمية يشكّل رافعة قوية في تعزيز وتطوير الحوكمة الإعلامية، ودعم صنّاع ومتخذي القرار، وسنداً رائداً في تحقيق التواصل الفعّال مع الجماهير. لقد بات في حكم المسلّم به الآن وفي ظلّ تطور فضاء الذكاء الاصطناعي وأدوات التحليل الرقمي، أنّ الانتقال الى تعلّم وإستخدام آليات الرصد المتطوّرة مثل (Meltwater، Talkwalker، NVivo / MAXQDA) التي تتبع محتوى القنوات الإخبارية، الإذاعات، والتقارير الصحفية، وتحليل النصوص نوعيًا، مثل تحليل الخطاب، الموضوعات المتكررة، واتجاهات الرأي العام، بات ضرورة ملحة لمواكبة التحولات الإعلامية، وصون المصالح الوطنية في ظل بيئة إعلامية متغيرة باستمرار.