الراي
الاجتماع الذي احتضنته القاهرة لأطراف الوساطة العربية الإسلامية التي مهدت لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الشيء المؤكد أنه تناول مرحلتي وقف إطلاق النار، المرحلة الأولى التي كادت أو على أبواب أن تنتهي، وبالتالي فرضت نفسها على طاولة التقييم من قبل مصر وتركيا وقطر، ومعهم بإسهام بشكل أو بآخر مع باقي الأطراف المشاركة من البلدان الثمانية العربية والإسلامية، والتوقف أمام المعيقات والعقبات التي اعترضت الفترة الزمنية منذ قرار وقف إطلاق النار في 9/10/2025، من قبل حكومة المستعمرة الإسرائيلية التي لا مصلحة لرئيسها نتنياهو بوقف إطلاق النار، حيث سيكون مرغما على تشكيل لجنة تحقيق ستودي به إلى المحاكمة، وتهربا منها، كان يجد الحجج والذرائع لمواصلة القتل والقصف إلى اليوم، بما يتعارض مع مضمون وتوجهات قرار مجلس الأمن 2803 الذي حمل خطة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار.
كما وضع المجتمعون في القاهرة أرضية للتحرك وتوجهات يمكن الاعتماد عليها وإقرارها لبدء تنفيذ المرحلة الثانية.
مفاهيم ورؤى مختلفة ستفرض نفسها على مضامين وخطوات المرحلة الثانية: أولاً مدى صلاحيات مجلس السلام الذي دعا إلى تأسيسه الرئيس الأميركي، ثانياً صلاحيات القوات الدولية، هل هي لفرض الأمن أم لنزع سلاح المقاومة، ثالثاً صلاحيات الحكومة -الإدارة الفلسطينية المستقلة- المؤقتة، رابعاً تشكيل جهاز الشرطة الفلسطينية، خامساً مدى انسحاب قوات المستعمرة المحتلة متى وكيف وحدودها، سادساً دور السلطة الفلسطينية في رام الله وارتباط الإدارة المؤقتة معها، سابعاً فتح المعابر الحدودية والإشراف عليها وتحسين مستوى الخدمات الضرورية استجابة لحاجة الفلسطينيين الضرورية في قطاع غزة، بعد رحلتي الموت أولاً والجوع ثانياً.
عناوين لقضايا لن يتم حلها والقفز عنها بسهولة، بل ستسبب اشتباكا سياسيا مع الأميركيين، نظراً لانحياز البلدان العربية والإسلامية لفلسطين، وانحياز الأميركيين للمستعمرة الإسرائيلية.
تميزت المرحلة الأولى كحصيلة للفشل والإخفاق الإسرائيلي في معركة 7 أكتوبر وتداعياتها واجيتاح قوات الاحتلال لقطاع غزة وما أفرزته من قتل وتجويع وتشويه للمجتمع الفلسطيني، أدت إلى التدخل الأميركي لإنقاذ حكومة نتنياهو من الإخفاق والفشل، وهي المرحلة الثانية التي يمكن وصفها بشدة الازدحام والاشتباك السياسي على الرغم من مواصلة عمليات القتل الإسرائيلية المتقطعة للفلسطينيين، ولكن المرحلة الثانية، ستعتمد على نتائج المرحلة الأولى، وستزداد شدة الاشتباك السياسي كي تفرز حالة من عدم الانتصار وعدم الهزيمة لكليهما، وفرض حالة من التوازن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عبر المفاوضات والتطبيقات والاشتباك السياسي من قبل الأميركيين من طرف والبلدان العربية والإسلامية الثمانية من طرف.
ومن هنا تبرز أهمية اللقاءات والاجتماعات في القاهرة كي يتم وضع الأرضية المشتركة للتفاهم بين المجتمعين ليكونوا موحدين في التعامل مع الأميركيين.