الغد
الأراضي الفلسطينية - على وقع مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات الاقتحام والاعتقال اليومية في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، اتهمت الأمم المتحدة الكيان المحتل بتهجير أكثر من ألف فلسطيني منذ مطلع العام الحالي في المنطقة "ج" التي تشكل نحو 60 % من مساحة الضفة.
وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلة يوميا حملات دهم واقتحامات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشبان الفلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال "دير سامت"، غرب محافظة الخليل، حيث دهمت منزل الأسير العواودة واعتقلت والدته، واعتبرت مصادر محلية ذلك محاولة للضغط على العائلة لتسليم والد الأسير.
وفي مدينة نابلس شمالا، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيتا، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع شبان في أحياء البلدة.
كما دهمت قوات الاحتلال أحد المنازل واعتقلت فلسطينيا قبل أن تنسحب من البلدة بعد نحو ساعة من الاقتحام.
كما سيّرت قوات الاحتلال دوريات عسكرية في منطقة بيت إيبا غرب نابلس، ونشرت جنود المشاة في محيط المنطقة.
وفي مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الكسارات وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز، ودهمت منازل وفتشتها ومنشأة صناعية بالمنطقة قبل انسحابها.
في الأثناء، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن سيدة أصيبت إثر اعتداء قوات الاحتلال عليها بالضرب في مدينة دورا بالخليل جنوبي الضفة الغربية، كذلك أصيب فلسطينيان باقتحام قوات الاحتلال مخيم الأمعري بمدينة البيرة.
كما اقتحمت قوات من الاحتلال قرية شقبا، غرب مدينة رام الله، وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة شاب بجروح.
هجمات المستوطنين
وفي سياق متصل، اعتدى مستوطنون متطرفون على فلسطينيين في "خربة إبزيق" البدوية، شمال شرق طوباس.
وكان مستوطنون هاجموا مجددا تجمع "الحثرورة" البدوي، قرب "الخان الأحمر" شرق القدس المحتلة. وذكر شهود بأن مستوطنين لاحقوا شبانا من التجمع واعتدوا عليهم.
كما أفادت مصادر بأن قوات الاحتلال اقتحمت التجمع، وأغلقت مداخله، وأخضعت عددا من السكان للتحقيق، بعد أن دافعوا عن أنفسهم أمام اعتداءات المستوطنين.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون 621 اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية خلال الشهر الماضي، تراوحت بين اعتداءات جسدية وعلى الممتلكات.
تهجير جماعي
بدورها، أعلنت الأمم المتحدة، مساء أول من أمس أن أكثر من ألف فلسطيني هُجّروا منذ مطلع العام الحالي في المنطقة "ج" التي تشكل نحو 60 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة، جراء عمليات هدم لمنازلهم تنفذها إسرائيل.
وقال فرحان حق، نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة: "منذ بداية العام، تم تهجير أكثر من ألف شخص في المنطقة (ج) التي تشكل ما يقارب 60 % من الضفة الغربية، وهي منطقة تحتكر فيها إسرائيل تقريبا سلطة إنفاذ القانون والتخطيط والبناء".
وأوضح أن معظم الفلسطينيين الذين هُجّروا هُدمت منازلهم بحجة عدم امتلاكهم تراخيص بناء إسرائيلية، وهي تراخيص وصفها بأنها "من شبه المستحيل" حصول الفلسطينيين عليها.
وأشار المتحدث الأممي إلى أن هذا المستوى من التهجير يمثل "ثاني أعلى معدل سنوي" يسجل منذ عام 2009.
وينفذ الاحتلال بشكل متكرر عمليات هدم لمنازل ومبان فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة، بدعوى أنها "غير مرخصة".
وتشير معطيات رسمية إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الفلسطينيين من البناء أو العمل الزراعي في المنطقة "ج"، في حين يكاد يكون من المستحيل الحصول على تراخيص بناء للفلسطينيين هناك.
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" (1995) أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية. وفي غزة استشهد شاب فلسطيني أمس بنيران جيش الاحتلال خارج مناطق انتشاره في شمالي قطاع غزة، في حين شنت طائرات الاحتلال الحربية سلسلة غارات جوية ومدفعية على أنحاء متفرقة من القطاع.
ونفذ جيش الاحتلال عملية نسف لمبانٍ تزامنا مع قصف مدفعي شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة في مناطق انتشاره داخل ما يعرف باسم "الخط الأصفر"، والذي يسيطر جيش الاحتلال وفقه على نحو 53 % من مساحة القطاع. ويأتي ذلك وقد شهدت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة عدة غارات جوية، في وقت شهدت غزة منخفضا جويا قاسيا أسفر منذ الخميس الماضي عن وفاة 14 فلسطينيا نتيجة الأمطار والبرد وانهيار أكثر من 15 منزلا قصفها جيش الاحتلال سابقا.
وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، وتواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، في حين يكافح النازحون لحماية أطفالهم من البرد القارس بإمكانيات وقدرات شبه معدومة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.
وتواصل دولة الاحتلال خروقاتها لوقف إطلاق النار، إذ ارتكبت خلال الشهرين الماضيين نحو 738 خرقا وقتلت أكثر من 386 فلسطينيا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الثلاثاء الماضي. وخلّفت حرب الإبادة على قطاع غزة التي بدأت في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 واستمرت لعامين أكثر من 70 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.-(وكالات)