عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Oct-2025

هل انتصرنا بالحرب على غزة أم لا؟

 الغد

هآرتس
يوسي كلاين
نحن لم ننتصر، لكننا لن نعترف في أي يوم بأننا خسرنا. بعد ما مر علينا كنا بحاجة حقا إلى نصر حقيقي. عندها حولنا إعادة المخطوفين إلى انتصار. ولكن لم يكن انتصارا، بل تصحيحا. نحن أعدنا المخطوفين ولم نقم بتحريرهم. يوجد فرق. ليست دورية هيئة الأركان هي التي قامت بتحرير المخطوفين أو "الضغط العسكري" أو المظاهرات هي التي عززت المؤمنين بعدالة الطريق. الديكتاتوريات في حالة التشكل لا تخشى من المظاهرات المهذبة. المخطوفون قام بإعادتهم رئيس متقلب المزاج، الذي من حسن الحظ جئنا في يوم سعيد بالنسبة إليه.
 
 
هدف نتنياهو كان إطالة الحرب
عندما لا يتم تحقيق الهدف الرئيسي فإنهم يسرقون بسرعة هدفا آخر، بهدوء وعلى أطراف الأصابع حقا، تم نقل النصر من "تدمير حماس" إلى "تحرير المخطوفين". الآن يأخذ خياطو الملك النصر غير الموجود ويحيكون بدلة منه. المواد توجد لديهم: 2000 قتيل إسرائيلي، عشرات آلاف من الفلسطينيين. ليست بالضبط هذه هي المواد التي يصنعون منها النصر، لكن المواد السيئة لم تزعج الخياطين في أي يوم. إن عزو الفضل هو امتياز للحكام.
هم لن يكتفوا بالتعادل
يوآف كيش سيملي انتصارا غير موجود في المناهج التعليمية، وعميت سيغل سيشير إليه كحقيقة واقعة، لكن الهزيمة فظيعة جدا، حيث لا يمكن إخفاؤها باستبدال التاريخ الأجنبي بالتاريخ العبري. المخطوفون والموتى لا يمكن إخفاؤهم، كل واحد هو بند في لائحة الاتهام بسبب الإهمال، تخريب الصفقات وإطالة الحرب الزائدة.
نفي الهزيمة هو هرب من الاعتراف بأنه لا يمكن المواصلة بهذه الطريقة. لا يمكن بناء المستقبل على الدبابات والطائرات وخدمة احتياط لثلاثة أشهر. لا توجد لدينا قوة لذلك. نحن لم ننجح في هزيمة 40 ألف مخرب ليس لديهم دبابات وطائرات. ما الذي سيحدث عندما سنقف أمام اعداء اكثر قوة؟.
الاعتراف بالهزيمة هو الخطوة الأولى في التصحيح
لو أننا اعترفنا بالهزيمة لما كنا سألنا أين كان الجيش في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، بل كيف يمكن تصديق الأسطورة التي تقول إنه لا يمكننا العيش هنا إلا بالقوة. ها هي القوة فشلت. عشرات المرات. ما العمل إذا؟ هل جلب طائرات متقدمة أكثر؟ دبابات متطورة أكثر؟ هذا لن يساعد. نحن غير قادرين على الصمود في "حرب أبدية". فهل تجدر بنا تجربة طريقة أخرى؟ أو على الأقل البحث عنها؟. لكن نحن بالنفي نفضل الوهم والكذب على الحقيقة.
لقد صبوا علينا أطنانا من الأكاذيب. شوهوا وأخفوا. أين كان المراسلون؟ لقد قاموا بخيانتنا وخيانة مهنتهم. لقد أضروا بالمصداقية التي من دونها لا قيمة لهم. نحن لم نعد نصدقهم. هم لم يكشفوا الأكاذيب بل قاموا بإخفائها. 
في التلفزيون كذبوا من أجل خدمة الحكومة، الجيش وزيادة نسبة المشاهدة. بدلا من المعلومات حصلنا على أحاسيس عاطفية جامحة. لو أنه تم منع استخدام كلمات مثل "مثير" و"دراماتيكي"، لساد صمت محرج في الاستوديوهات ولصمتنا نحن. لم نطلب إجابات.
نحن اختبأنا وراء عدم المعرفة. لم يظهروا لنا كيف قمنا بإبادة حوالي 67 ألف شخص ولم نطلب نفيا لقتل الأطفال والنساء والشيوخ. نحن عرفنا أن الصمت هو مشاركة في الجريمة فقط، بعد طردنا من مطعم في اليونان.
ليس كل الشعب يؤيد إعادة المخطوفين
نصف الشعب عارض وقف الحرب التي كانت ستختصر معاناتهم. من أيدوا استمرار الحرب لم يؤيدوا إعادة المخطوفين. لذلك، سيكون "اليوم التالي" مثل اليوم السابق. صفحة جديدة، بيضاء مثل الثلج، لن يتم فتحها. الناس لا "يتوحدون" فقط عندما تطلب منهم اييلا حسون ذلك. هم يتوحدون فقط من خلال وجود أمل. معرفة أن هناك ضوءا في نهاية النفق تساعد في الارتباط والتغلب على الكراهية.
لا يوجد أمل "للحرب الخالدة". هي ذريعة. ذريعة لغير القادر على ايجاد أفكار جديدة وأصيلة. من يؤمن بالحرب الخالدة سيفضل الانتقام المعروف على التفكير الآخر: الانتقام والرد، ومرة أخرى الانتقام. حرب تشرين الأول (أكتوبر) كانت حرب انتقام. انتقام يجر انتقام. ابن الـ10 سنوات، الذي تمت تصفية عائلته في غزة، سيبحث عن الثأر عندما سيصبح ابن الـ20. بعد هذا الانتقام سيأتي "الردع، الذي سيأتي بعده انتقام". دورة الانتقام تساعد نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، على إقامة بنية تحتية خالدة للحرب الخالدة لدافيد زيني، حرب لا نهاية لها ولا يوجد فيها منتصر.