الغد
هآرتس
بقلم: عنات كام 17/9/2025
في نبأ نشر في مجموعة "الواتساب" "أنباء التلال" أول من أمس، كتب "العرب يبلغون بأن اليهود السعداء (المستوطنين)، قاموا باحراق بيوت البدو قرب قرية جبع في شمال شرق القدس"، "في يوم الجمعة العرب أبلغوا بأن المستوطنين أحرقوا بيتا في قرية دير دبوان، وفي المكان كتبت أسماء المعتقلين لدى الشاباك"، "يوم الخميس العرب أبلغوا بأن المستوطنين أحرقوا مساء أول من أمس، سيارة في قرية عطارة غرب منطقة بنيامين، وفي المكان كتبت شعارات مثل تدفيع ثمن إداري، وتحية من المعتقلين لدى الشاباك"، "أيها الشباب، اضربوا في الرأس وابدأوا في العمل".
"اليهود السعداء"، هو لقب قديم أطلق على كل ما هو موجود على الطيف الواسع، من فتيان التلال الصاخبين إلى الإرهابيين اليهود الواضحين. هذا اللقب جاء في الموقع الإخباري اليميني المتطرف، "الصوت اليهودي"، الذي عرف نفسه بأنه "أخبار اليهود السعداء"، الذي تمت إدانة القائمين عليه باعترافهم القيام بالكثير من جرائم التحريض على العنف والعنصرية.
هؤلاء اليهود السعداء، قاموا "بدحرجة" إلى مجموعات "الواتساب"، الأقل رقابة عليها بطبيعة الحال، هي ليست وسيلة إعلامية ومن يشغلونها ليسوا صحفيين – هناك يمكن تشجيع أعمال إرهابية وتدفيع ثمن من دون أي ازعاج أو إنفاذ للقانون. بين حين وآخر، تذكر أسماء معتقلي القسم اليهودي في الشاباك، بينهم قصر، يكتبون بأسمائهم الكاملة، حتى عندما يكون محظورا نشر أسمائهم؛ أو عنوانا لمنشأة شاباك في إعلانات دعت إلى التظاهر خارجها، التي فيها قبل ثلاثة أسابيع أيضا تم إحراق حقل، وأحيانا نشر مسبق عن أحداث يمكن، أو يتوقع أو يخطط، أن تتصاعد إلى درجة عنف ومواجهات مع الفلسطينيين.
من يشغلون هذه المجموعات، التي تضم آلاف الأشخاص، ينشرون المضامين بأسمائهم الكاملة مع أرقام هواتف مكشوفة في مجموعات علنية، تضم الكثير من الأشخاص، ولا توجد أي مشكلة في الدخول إليها. هذا يعتبر "منجم ذهب استخباري". على فرض بالطبع أنه توجد مصلحة في جمع معلومات كهذه، وهو افتراض ليس له أي صلة بالواقع، لأن الإرهاب اليهودي يواصل الهيجان.
في بداية الشهر الحالي، قدم عضو الكنيست عوفر كسيف، التماسا للمحكمة العليا طلب فيه أن تأمر المحكمة بفتح تحقيق ضد من ينشرون المضامين في هذه المجموعات، بذريعة أنها "منبر للتحريض، التنسيق وتنفيذ هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين". الالتماس تم تقديمه بعد إرساله شكاوى عدة، خلال سنتين ولم يتم التجاوب معها أو القيام بأي خطوة عملياتية في أعقابها. مرة تلو الأخرى تم الرد على كسيف، بأن الشكوى نقلت للتشاور مع الجهات ذات الصلة، خارج النيابة العامة، وهم ينتظرون ردها. يمكن التقدير أنه في هذه الهيئات يوجد رجال الشاباك أنفسهم الذين الحقل الموجود خارج مكاتبهم، تم إحراقه في الشهر نفسه، على أيدي الأشخاص أنفسهم، الذين كان يجب أن يتم التحقيق معهم. الآن تخيلوا هذه الجملة باللغة العربية، وسترون إذا كان هذا يظهر لكم منطقيا.
كثيرون في المعسكر الليبرالي يخشون من تسلم دافيد زيني لمنصب رئيس الشاباك وبحق. ولكن زيننة هذا الجهاز توجد في مرحلة متقدمة، وليس فقط من ينشرون التحريض والعنصرية هم الذين يشعرون بأنه لديهم حصانة من الإجراءات القانونية، ويسمحون لأنفسهم بفعل ما يفعلونه. لائحة الاتهام ضد مشغلي "الصوت اليهودي" ،تم تقديمها في شباط (فبراير) 2014، خلال عقد تقريبا لم يبق أي أحد يريد العمل ضد هذه المضامين بالتحديد.