الروابدة .. قراءة في “غزة وما بعدها” ودفء يجمع الفكر بكرم المكان| د. هيفاء ابوغزالة
عمون-
شهد ديوان عشيرة العبيدات مساء أمس لقاءً فكريًا وطنيًا مميزًا استضاف دولة عبدالرؤوف الروابدة في محاضرة حملت عنوان “غزة وما بعدها”، وسط حضور لافت لقامات سياسية وأمنية وأكاديمية وإعلامية تمثل مختلف أطياف المجتمع الأردني.
استعرض دولته في محاضرته قراءة عميقة للمشهد الفلسطيني، متوقفًا عند تطورات العدوان على غزة، وأبعاد المأساة الإنسانية المستمرة، ومحاولات إعادة صياغة الجغرافيا السياسية في المنطقة تحت غطاء “المرحلة التالية”، مؤكدًا أن غزة لم تعد حدثًا عابرًا، بل نقطة تحوّل ستعيد صياغة الوعي العربي ومسار الصراع بأكمله.
وتناول الروابدة، بخبرته السياسية الممتدة، جملة من المحاور التي تمس جوهر المرحلة، من بينها:
• التداعيات الإقليمية للعدوان وارتداداته على الأمن الوطني الأردني.
• احتمالات “اليوم التالي” في قطاع غزة، ومحاولات القوى الدولية فرض حلول تتجاوز إرادة الشعب الفلسطيني.
• دور الأردن التاريخي والثابت في حماية القدس والمقدسات، وفي الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.
• ضرورة استعادة الخطاب العربي الموحد في مواجهة مشاريع الإقصاء والتهميش.
وبعد المحاضرة، دار نقاش ثريّ شارك فيه نخبة من الشخصيات الوطنية، وتناول موضوعات سياسية وفكرية متنوعة، عكست حرص الحضور على قراءة المشهد بعمق ومسؤولية.
وتركزت المداخلات على تحديات المرحلة المقبلة، وسبل حماية الأمن الوطني، ودور النخب الأردنية في مواجهة الروايات المضللة، إضافة إلى أهمية تعزيز الوعي الشعبي بواقع ما يجري في فلسطين والمنطقة.
ومع انتهاء اللقاء، بقي سؤال واحد يرافق الحضور: ماذا قال الروابدة… وماذا لم يقل؟
قال الكثير بصراحته: قال إن غزة قلب القضية، وإن الأردن ثابت لا يتبدل، وإن المنطقة مقبلة على تحوّلات كبرى تحتاج إلى وعي ومسؤولية. أما ما لم يقله صراحة، فقد قرأه الجميع بين السطور: الأردن يدرك حجم اللحظة، ويتمسّك بثوابته، ولن يسمح لأحد أن يكتب مستقبله نيابة عنه.
هكذا خرج الحضور بانطباع واضح: أن الكلمة الوطنية ما تزال بخير، وأن صوت الدولة الأردنية حاضر، وراسخ، وعميق.